الصفحة {١٠}

292 14 4
                                    

الصفحة { ١٠ }
-
السَاعة ٩ مَساءً وفِي أحَد البيوت في مَدينة الرياض ؛
تَوها تَسند ظَهرها عَلى كِرسي مِن جَت وهِي تِشتغل ما قَعدت ثَانية وحَدة سَحبت جَوالها الصِغير مِن جِيبها وتَفاجئت بِعدد المُكالمات اللّي لا تُعد ولا تُحصى مِن دُرة ونسَت تطمن أُمها عَليها سَبّت نَفسها عَلى نسيانها وغَبائها أكيد ميتين مِن الخُوف عَليها الحين ماترددت لَحظة وبسرعة البرق تذكرت صديقتها دُرة وهي تعلمها شلون تِرسلها " كلمني شكراً " سَوته وبَعد نِص الثانية رّن جَوالها ردت وبهلع : دُرة الحَمدلله أنا بِخير
تَكفين طَمني أمي سَهيت والله سَهيت تهاوشت مَع جَار الفَلس الزَلابه تِركي وقَالي حتسي تَركني أهوجس بَه طُول الطريژ يا جَعله بالسَلال اللّي يسلّه !
دُرة بَغضب وبِصراخ مَلى أركان غُرفتها : تستعبطي إنتي ! ولا مِنجد عَبيطة ؟ كيف تسيبينا الوقت دا كُلو نفكر فيكي يا مِحور الكون بلا بلاها حقتك دحين أدق عَلى خالة إيش بأقولها ! والله معليش بنتك نسيتنا إنتي تعرفي تكة وأبلغ الشرطة حسبت أبوكي سوا حاجة فيكم ! وتُركي هادا إزا جيتو وأتقابلنا بأدعسو بشبشب الحَمام حَقي المريض إيش هَرجك بسرعه أتكلمي !
عَذب تَنهدت بتَعب وهِي تتذكر كَلمته لَها وببِحة : بعدين أحكي لتس كلش بس تكفين دقي على أمي يا دُرة تَواكلت من التفكير بحوّل هالحين مَن بيت الأوادم تأخرت الساعة ٩ ودَرب البيت طويل والسواق الله بالخير اذا ما خَمد وتركني يسويها .
دُرة زفَرت أنفاسها وبهدوء : خَلاص دحين أكلمها وشوية حتصل عليكي أشوف هَرجة السواق دا بأسبو هوا كمانه التاني زي الدُجاج ينام بَدري !
عَذب نَزلت الجَوال مِن يَدها مَاقدرت تَمسك دُموعها أكثر فَرطت سِبحة دُموعها وتِحس إنَها فَقدت المَنطق
والتَفكير سَمعت صُوت بَحة خَلفها وكَانت صَاحبة البيت مَسحت دموعها بَعشوائية وفَزّت لَها تَقابلو أمام بَعض مَدت لَها ظَرف راتِبها وكَدّ شَهر كَامل ولا هُو يُوفي ويَجمل ويسّد حَاجتهم , مَدت يَدينها الراجفة لَه وأخَذته بِهدوء نَاظرت فِيها وهِي تُقولها : والله إنتس يا عَذب بنيّه سَنعة وظفرة وتنشرين بمَاء الذَهب ولو بيدي خذيتس مَعي للديرة اللّي رايحتن لَها لَكن المشكى لله هَذا آخر راتب لتس مَعي والله يسمح دروبتس وين ما وجهتي وتوجهتي وتذكري الله مايحطتس بإختبار إلا وهو خَابر بَقدرتس عَلى تَجاوزه
وتَراها تَبطي بس ماتَخطي هَونيها وتهون والله يرزقتس بالأفضل .
سُرعان ما تَبددت مَلامحها للحِزن الدَفين وبُدون سَابق إنذار إنهمرت دمعتها ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن