الصفحة {٤}

518 15 0
                                    

الصفحة { ٤ }
-
فِي أحَد البيُوت الكَبيرة نَوعاً مَا واللّي تَوّحي للرائي راحَة سِكانها نَزل خِرطوم المَاء مِن يَدينه بَعد ماسِقى جَميع زرعَاته بِما فِيهم الورد والنَخل والنِعناع وبَقية الزرعَات , إبتَسم مِن صُوتها المَليان حنِية خَلفه إلتفت لَها وكَـ عَادتها هالسَاعة مِن اليُوم تَطلع للحُوش وهِي لافَه شِيلتها عَلى راسها ومتطيّبه بِطيبها ولا تَخلو كُفوف يَدينها مِن الحِناء , اللّي كِل مَاخفّ لُونها جَددوها لَها عَيالها وبَناتها كِلهم بِدون إستثناء والمتجَملة مَعاصمها بغَوايش ذَهب هَدايا مِن أولادها الأربعة " هَـذال , عَـجاج , شِـريان , عَـواد " وأصبع البِنصر بيَدها اليُمنى فِيه خَاتم هَدية مِن رَفيق دَربها وحَبيبها وأُبوها وأُخوها وكِل المُسميات بِما إنهم تَزوجو بِـ سِن صَغيرة زوجَها " مِـقرن " , أمَا عَن بِنصر اليَد اليَسار دبَلته اللّي لَها أيَام وليَالي وسَنوات لـ درجة إن مَكانها مَحفور حَفر حَتى لو شَالتها تَبقى عَلامتها .
تَقدم لَها بسرعة ولَهفة وأخَذ مِنها صِينية القَهوة وحَطها بالأرض وتَقدم وبَاس راسَها وهُو يَستنشق ريحة عَطرها اللّي مَحد تَفرد فِيه غِيرها : يا يُمه وشُوله تتَعبين عمرتس ؟ حَتى العَاملة وهِي العَاملة رديتيها للمَطار مِن ثَاني يوم مَا أبيتس تتَعبين وينهن البَنات يشيلونها عَنتس ! يا عَسى يُومي قَبل يُومتس يا اُم هَذال .
كَشرت عَن كَلمته الأخيرة وجَلست بهدوء : هَماني أقولكم لحَد يَدعي عَلى نَفسه بالموت ؟ تَبوني ألسبكم بالعَصا ! لين ما تتليّن جلودكم والعَاملات مَا هِنا عَاملة صَاحية كِلهن حَقات سُحور وأعمال ما يَدخلن بيتي تبينهن يذكنّي قِربان لبليسهن ! وما شاء الله خَواتك ماهَن مَقصرات بَشيء مَا نَحتاج عَاملة .
هَذال ضَحك عَلى طَريقة تَفكيرها عَلى العَاملات اللّي مستحيل تتَغير إستوقفه صُوت سَهم اللّي جَاي مِن خَلف البيت وهُو رَابط عَمامه عَلى راسَه ومَشمر أكمامه وثُوبه وبجهورية : هَذال وش قُومه تِيسك مَبروك يَجفل بالأرض تسنّه مَوادع !
فَز هَذال فَزه مُخيفة وبخوف : وأنا ولَد مَقرن وش قومه يا ورع ؟ ' تَقدم لَه سَهم وهُو كَاتم ضَحكته : ما تفقهه ! أقولك تسنّه بيسلمّ الرُوح إلحقه لا يموت .
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن