الصفحة { ١١١ }

130 7 0
                                    

{ الصفحة ١١١ }
-
العَصر بَالمزرعة عِند عَذب وأُمها ؛
كَانت قَاعده بَرا إسَطبل الخُيول وتَمشي وهِي مَاسكه كِتفها بَتداري آلامه دَخلت عَلى مَنطقة ركَض الخُيول وصَارت تُشوف نِقاط دَمها المَنثوره إلا ما وصَلت عِند مَنطقة الحَادثة وإنَعاد شَريط ذِيك الليّلة بَالنسبة لَها غُورقت عُيونها بَالدموع وتَنهدت وصَارت تَاخذ أُوكسجين بَقدر المُستطاع دَاهمها صُوت أُمها مِن الخَلف وببِحة : عَذب حَوّلي نَتقهوى .
إلتَفتت لَها بِهدوء ولأول مَرة تُكون قَاصده إنَها مَا تَمسح دُموعها وتَبيها تُشوفها هَمست بَعبره : أنَتي اللّي عَودي ورَاتس وإفَطني لمَاطاتس وعَيّني زيِن وشنهو اللّي تَاطاه كُعوبتس ! وطَيتي عَلى قَليبي ودَنيتي وأولي وآخري وهَالحين ما بَقى شَيء ماوطِيتيه وطِيتي دَمي!
أُم عَذب وهِي تَحاول تَركز بَكلامها تَراجعت للَخَلف شَوي ونَاظرت تَحتها غَمضت عُيونها وإنَزرع ألَف سَهم بَقلبها وعَرفت عَذب وش تَقصد وبَعبره : يُمه عَذب لا تَحرقين تَسبدي بِجفاتس وحَتسيّك مَالنا غِير بَعض يا أُمي مَا يَكفي أُخوتس مَحسر بِي هَاللّون ؟
عَذب قَربت لَها وكَملت : تَسلم يَمينٍ مَربيته لأن هَاذي الأصُول اللّي لازم تِصير لا تَغدين أنَانية يا يُمه عُقب هَالسنين ما بِتس حِيل تَسمعين الحَتسوة اللّي تَوجعتس ؟ أبَشرتس كِنت كِل لِيلة قَمرة أسَمعها إن ودَتس بِالإهانه فَهي مَوجودة والحَتسوة الجَارحة فَهي مَوجودة طَبي وتَخيري هَاذي حَياتي مِن إنَولدت لليُوم تَعودت , وأُمنيتي إنتس تتَعودين عَليها مابَه طَبيب ولا صِيدلي بيَطببنا أنَا وأُخوي بَعد هَالخَساير .
تَعدتها وهِي قَلبها كَأنه بِقبضة مَخلب غَارس كِل مَخالبه فِيه مِن شَدّة ألمَه ما تَعودت تِقسى عَلى أُمها كِذا لَكن جَرحها ماطَاب ولا أنَدمل مَسحت دَموعها وهِي تَدقق بَالشخصين اللّي قَاعدين يَتقدمون جِهتها
ووَاحد مِنهم كَان يَركض بِلهفة واضَحه عَقدت حَاجبينها ومَاحست إلا بِحضن يَحتويها بِكل قَوته حَتى جَرحها أوجَعها إثِر الشِدّة وهَمست بِرعب : مَن أنَتي !
دُرة بَعبرة الكُون بَحلقها : أنَا أُختك اللّي ما جَابتها أُمك يا عَذب .
عَذب وهِي تَحاول تَستوعب المَوقف أبَعدت عَنها بِقوة وبَشتات واضَح وهِي تَناظر لـ دُرة أوَل مَرة تُشوفها بِحياتها كِلها كَان كِل تَواصلهم بَالجَوال فَقط قَاعده تِكذب إحَساسها بَس الصُوت نَفسه ! هَمست بَصوت مَخنوق : دُرة ولِيفتي ؟
دُرة إنَهمرت دَمعتها مَاقدرت تتَحكم بَمشاعرها : إيوه يا حَبيبة قَلبي دُرة .
عَذب وبُدون ذَرة تَفكير إرتَمت بِحضنها بَنفس قَوة دُرة وإنتَثرت بِكل مَشاعرها وصَارت تَبكي وتَجهش بَالبُكاء مِثل الطَفلة ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن