الصفحة { ٤٠ }

223 11 0
                                    

بارت { ٤٠ }
-
بالدرعية ؛
عَذب مِن وصَلت أمَس وهِي بُدون ولا قَطرة نُوم عُيونها نَاشفة تَماماً حَتى أُمها مَلاحظة عَليها سُكوتها وإنطوائها لَكن مَاحبت تَجادلها تَوقعت إنَه تَعب مِن الشِغل كَـ عَادتها اليُومية كَانت قَاعده قَدام الشِباك وتَمسح عَلى ريِش حَمامتها الزَاجل حَنايا ولو تِمر السَاعات مَارح تِحس بَنفسها دَامها عَلى شِباكها مَسحت دُموعها وهِي تَسمع صُوت أُمها دَاخلة البِيت مَا إلتفتت لَها صَدرها مَليان عَتاب تَجاه أُمها ولا بيدينها تَعاتب لأن أصلاً الذنب كِله ذَنب أُبوها أُمها مُجرد ضَحية مِثل عَمتها مِزنة ولَكن الإخَتلاف البَسيط إن أُمها حَية بَجسد مَيتة ومِزنة مَيته جَسد ورُوح .
وصَلت أُمها للِغرفة وبيَدينها أكَياس واضَح إنَها أكَياس جَواها مَلابس بَلعت ريِقها لَما شَافت عَذب بالبِيت مَا داومت مَتوقعتها هالوَقت تُكون بَدوامها حَطت الأكَياس وتَقدمت لَها تُشوف حَرارتها حَاوطت يَدينها وجَه عَذب وحَست برطُوبة دُموع هَمست بخوف : يُمه بنيّتي وشبتس يا بَعد نَاسي وهلّي ؟
غَضت بَصرها عَذب بَعد جُملتها لَها وتَحاول تَمسك دُموعها مَا تبيها تُخونها بَلعت عَبراتها المِتراكمة وبغصة : مَافيني إلا العَافية بِس تَعبانة شَوي .
وتَحسب إنَها بَعد كَلمتها بَترركها أُمها أو بِتطنش الوَضع إلا زَاد خُوفها زَيادة : عَذب أنتي مُب خَالية ولا هُو تَعب بِتس عَلة مَالها طَب وشهي !
عَذب قَامت بِسرعة ومِتجاهلة كِل شَيء وببِحة : إيه بَالله مَالها طَب ' سَكتت شَوي وهِي تَناظر أكَياس المَلابس ولَمحت تِيشيرت لَها أول تِيشيرت تِشتريه مِن بَعد ما جَمعت ريَال عَلى ريَال عَشان تَقدر تَاخذه
إستَغربت إنه هِنا ومِتعفط وواضَح إنه مَلبوس بَس هِي مَالبسته تَتركه للمُناسبات البَسيطة بِالديرة تَقدمت لَه وأخَذته وغَمضت عُيونه مِن ريحته السيئة وكأنه مِتبخر بريحة الدِخان ومَنقوع بِتَبغ , هَمست بِقرف : وع يُمه هَذا ويِن تسَان بِغرفة الوالد المَصون !
إرتَبك نَبض أُمها وتَقدمت لَها وبَحركة سَريعة أخَذته : إيه حَطيته بالغلط عِنده .
عَذب عَقدت حَاجبينها وبتساؤل : يُمه أنتي مِن مَتى تَدخلين غرفته أو حَتى تَوايقين عَليها مِن الدهريز !
أُمها بِملل مِن أسئلتها الكثيرة بعيداً عن أن لو عَرفت عَذب بَتقوم الدِنيا ومابِتقعدها : منوّل أنتي ماتشوفيني لأنتس مب هنيّا دايم .
عَذب كَانت بِتتكلم دَاهمها صُوت صَراخه مِن بَرا : يا ملعونة الصِير ولّمتي القُروش وخذيتي خَلاقينتس المروّحة ؟ ولا مِثل عَادتس مَسوية نفستس شَريف مَكة مَا أدخل هالبيوت ! هاللحم والشحوم الليّ عَلى أكتفاتس مِن خِير تِركي وبيته .
عَذب إنصرعت مِن صِراخه وكَلامه حَست بِإن حَتى نَفسها صَعب عَليها هَمست بِعدم فَهم : وش مَقصده ! وش هالحتسي اللّي سمعته !
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن