الصفحة { ١١٤ }

109 7 0
                                    

{ الصفحة ١١٤ }
-
عِند هَذال بـ حُوشه كَان مَجهز عَزبته وشَاب النَار قِدامه ودَلة القَهوة تَغلي ومَسرح بَوهج النَار وهُو مَصدوم إن تَوقعه صَحيح وفَعلاً هِي صِيته بِنت جِيرانهم بَس يَظل مَستغرب لِيه تَراقبه وتَناظره بِكل تَحركاته وكِل ما غَمضت عِينه نَظراتها وعُيونها يُشوفهم مَاراحت عَن بَاله أبَداً صَحى مِن تَفكيره عَلى صُوت قَهوته وهِي تَنزل عَلى الحَطب تَعوذّ مِن إبَليس وشَال الدَله وقَام يَتوضى بَيصلي ركَعتين يَطرد أفَكاره بَعد ما تَوضى رَاح للسِيارة بيَاخذ سَجادته أخَذها وتوَجه القَبله وفَردها وأثَناء فَرده لَها طَاحت مِنها وَرقه عَقد حَاجبينه وأنَحنى يَاخذ الوَرقه وفَتحها بِكل هُدوء وبَدأ يَقرأ مَحتواها مَاكان مَحتواها كِثير كَانت جُملة وبِين قُوسين مَكتوبة
" الله أكبر كيف يجرحن العيون
كيف ما يبرى صويب العين أبد
أحسب إن الرمش لا سلهم حنون
أثر رمش العين ما ياوي لحد "
وحَرف الصَاد كَان آخَر الوَرقه مَكتوب هُو لوَحده وبَعدها ٣ نَقاط فَقط لا غِير إخَتلطت عَليه جَميع مَشاعره الحَاليه كَانت عِباره عَن مَزيج مِن الغَضب , الدَهشة , الحِيرة ' تَساؤلات كَثيرة كَان يَسألها ولَكن تَأكد إنَها صِيته مَرسلتها وأبَرز سُؤال يُدور بَراسه هُو
لِيه مَختارتني أنَا ؟ رُغم جُمودي وصَلابتي وطَبعي القَاسي لِيه أنَا ! جَلس عَلى هَذا الحَال لمُدة خَمس دِقايق مِن التَفكير العَميق ولا هُو مَوجود بَعالمنا
هَز رَاسه بإستِيعاب وحَط الوَرقه جَنب سَجادته وقَام يَصلي بَعد مُرور دَقايق خَلص صَلاته وحَصن نَفسه وأخَذ الورقَه وتَوجه لسيارته وطَلع مِن الدَرج ورَقه وقَلم وأوَل جُملة كَتبها وبَدون سَابق إنَذار
" شغلتني نظرة العين الفتون
حـيّرتني بالـتوعد والوعـد
هي تمون العين ولاّ ما تمون
ليه خذت قلبي وقفّت يا سعد "
وكَتب حَرف الهَاء آخَر الوَرقه وحَط ثَلاث نَقاط فَقط مِثلها مَا يَبي يَرد لَها مَرسولها لأن تَربيته ما تَسمح لَه يَسويها وحَتى لو هِي بَادرت بَنظره هِي مَرّه عَاطفتها تَسبقها ولَكن هُو الرَجل والرجَل عِند كَلمته أبداً ما تَستهويه هَاذي الحَركات إن كَان بَغاها تَقدم لَها بُدون لَف ودَوران ولَكن حَب يَكمل شَطرها وما يَكتمه بَصدره وأكَتفى بِإنه يَحط الوَرقتين بَداخل بَعض ويَرجعهم للدَرج .
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن