الصفحة {٣٦}

230 10 0
                                    

الصفحة { ٣٦ }
-
بَـ خَط الدِرعية الطَويل وبَعد السَاعة ١٢ ؛
فَضّلو يَوصلون أُم هَذال للبِيت عَشان مَحد يَستنكر غَيابها وبالأخص أُبو هَذال مَا يَقدر يَنام وهِي بَعيدة عَنه وصَلت البِيت بَعد إزعَاج مَن البَنات وأسئلة مُتكررة عَن تَأخيرهم هَدمت أمَانيهم وفُضولهم بِأجوبة سَطحية جَداً اللّي مَحد أقتَنع فِيها لَكن مَاودهم يَضغطون عَليها تَعبها ومَجهودها واضَح , مَرت نِص سَاعة مِن الخَط الطَويل جَداً كَان أشبَه بِسكة مَسدودة عِند عَذب أفكارها المُتزاحمة ضِيقتها إنَكسارها كِلهم تَجمعوا عَليها وصَارو مِثل الغَمامة عَلى راسَها ما فَاتت عَجاج نَظراتها المُشتته تَماماً ولَكن إختَار السُكوت وبِكل هُدوء وقَف عِند أقَرب مَحل شَاهي وأخذ لُهم ثَلاثتهم شَاهي نَعناع بَعد رفَض عَذب القَاطع إنَها مَاتبي شَيء وهِي فَعلا لو شَربت أو أكَلت شَيء بِترجع كِل نِقطة مِن ألم قُولونها , مَاحبت تَجادل وإكتفت بِإنها تَمسك الكُوب بيَدينها رغُم حَرارته المُستحيلة لَكن عَذب مَاكانت حَاسة أبداً لأن يَدينها أشبَه بالصقيع .
تَوجهت أصَابع عَجاج عَلى البلوتوث وشَبك عَلى السِيارة وشَغل قَائمته المُفضلة وفَنانه الأحَب وهِنا تَحديداً إجتمعت مَسرات عَجاج الثَلاثة ' دَرب طَويل , بَعد السَاعة ١٢ , أُبو نُورة ' لاحَت عَلى مَسامعهم أُغنية " المـعازيم " بَدأت مُوسيقتها وكُوبليه ورا كُوبليه عَذب يَعتصر قَلبها أكَثر دائماً أُبو نُورة يَذكرها بَماضيها
وهُو اللّي مَشاركها نُبذة مِن أحَزانها وأفراحها القَليلة
وصَلت الأُغنية لـ كُوبليه مُمكن إنّه يَتسبب بَفيّض مِن المَشاعر لـ عَذب وتِنهار ولَكن مَا توقعت إن عَجاج يَشاركها فِيه بَعد مَاهدم سُكوتهم وركَز عُيونه بِعُيونها مِن المَراية العَاكسة للمَعتها وخُوفها وكأنه يَبي يَطمنها يَقولها أنا هِنا مَهما ضَاقت عَليك دِنياك أنا ذَراك ردد خَلف هالكُوبليه لأنَه والآن يَشرح لَسان حَالهم هُو ويَاها وشُحنات أنفَاسهم المُتضاربة بـ صُوت حَنون ودَافي ويَردد خَلف الكُوبليه : في زحمة الناس صعبه حالتي فجأه اختلف لوني وضاعت خطوتي
مثلي وقفت تلمس جروحي وحيرتي
بعيده وقفت وانا بعيد بلهفتي
إبتسمت بِتعب وصَدت نَاظرها عَنه وتَأملت الطَريق وبَنفس حَنانه وعُذوبته وكَأنها تَعاتب الدِنيا كِلها مُب هُم بَس : ماحد عرف اللي حصل
وماحد لمس مثلِ الامل
وسَكتت بَعد عَتابها العَذب إلتفتت لَـ عَجاج وببريق خَاص : كل ابتسامه مهاجره جات رجعت لشفتي
وكل الدروب الضايعه مني تنادي خطوتي
ويارحلة الغربه وداعا رحلتي
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن