الصفحة { ٦٧ }

185 7 0
                                    

{ الصفحة ٦٧ }
-
نَزلت مِن السِيارة بِسرعة وتَوجهت لَها وصَلت قِدامها
وإنَحنت لمَستواها وبخُوف : يَا خَالة إنتي بِخير ؟
رفَعت نَاظرها أُم عَذب بِسرعة مِن سَمعت صُوتها تَلعثم مَنطوقها ومَا قَوت تَنطق حَرف كَتمت شَهقاتها مَا تَبي تَضعف حَولت نَاظرها للشَخص اللّي كَان يَتقدم لَهم بِركض مِن نَاحية السِيارة وبخُوف : عَسى ماشَر يَا ثَنايا ! وشَبتس يَا خَالة عَساتس بِخير ؟
مَاقدرت تَكمل قَوتها وضَعفت وكَأنها كَانت أعَلى بُرج عَالي ثُم هوّت لآخر نُقطة بالأرض مِن نَبرته ومِن كِلمة
" يَا خَالة " اللّي أصَدرها مِن لِسانه لَها رَفعت كَفها الراجَفة المَليانة رَمل مِن الأرضَ ومَسحت دُموعها الحَارقة واللّي ألهَبت حَواسها الدَاخلية قَبل خَدها وتَجاعيده , إنَعبر حَلق ثَنايا لمَا إنتَبهت لَها قَربت لَها وربَتت عَلى كِتفها وبِصوت مَخنوق : يَا خَالة تَبين المَستشفى ؟ وش تَحسين بَه وين يوجعتس !
حَولت عُيونها الدَامية والمَليانة دُموع ورجَعت تَناظر لـ فَلذة كَبدها اللّي ما شَافته مِن وهُو بِعُمر الـ ٥ سَنوات طُفولته , مُراهقته , شَبابه جَميعها ماحَضرتها وفَجئة الآن وبُدون مُقدمات تُشوفه رجَل أمَامها عَريض المِنكبين شَواربه خُشونة صُوته حِدة مَلامحه وبِنفس الوَقت خُوفه الآن عَليها وهُو ما يَعرف مِن هِي هَمست بُصوت مَخنوق وهِي تَشّد عَلى صَدرها نَاحية قَلبها وتِعصره بِقوة : تَسبدي يا بَعد طَوايف هَلّي ودِنيتي تَسبدي يَحترق .
وَهاج قَشعر بَدنه مِن نَبرتها ونَظراتها إنتَفض قَلبه بَعد ما حَس بِشعور غَريب وقَام بِسرعة وهُو يَتصدد عَنها وهَمس : ثَنايا البِيت قريّب نحوّل لَه ويَكشفون عَليها زَارا ورَاما أفَضل ! 
ثَنايا صَحت مِن سَرحانها اللّي أصَبحت أسِيرة لـ مَشاعر أُم عَذب بهاللحظة شَدت كُفوفها عَلى كِتف أُم عَذب وبِهدوء : يَا خَالة حَياتس بِيتنا قريّب لا وصَلنا فِيذاك إختي وبِنت عَمي مُمرضات يَتطمنون عَليتس ولا مِن غَديتي زيِنة حوّلي وين ما ودَتس .
أُم عَذب تَثاقلت خَطواتها وعَجزت تَشدهم لَكن ألَجمت عُزومها بِقوتها ضَربت كِل شَيء بِعرض الحَائط أهَم شَيء الآن بِنتها عَذب ووش مَصيرها ببِيت عَمها مِقرن ولَكن مِن الواضَح إن مَافيه أيّ حَدث سَيء صَار بَعد ما قَابلت ثَنايا و وَهاج وشَافت هُدوئهم قَامت بِكل هُدوء ورَكبت السِيارة بَصمت ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن