الصفحة {٥}

456 13 0
                                    

الصفحة { ٥ }
-
شَمر ثُوبه مِقرن وراح حَتى بدون مايسمع بَاقي كَلامه فَصخ حِذيانه سَهم وحَك شَعره مِن الخَلف وتَقدم لَـ طَرفه بيحب راسها , بِما إنها ربتّه يَعتبرها جَدته ولا هِي زوجة عَمه فقط بحُكم تَرابطهم وعيشهم ببيت واحَد وهِي أكبرهم يَناديها " أُمي طَرفه " طَلعت مَسباحها من أحد جيُبوها وطقته بخفّه وبحدة : لا تِحبني ولا أشوف خَشتك لين ما تَرقى لبيتكم وتتروش وتتنظف تَالي حبني يالمعفن ريحتك مخنزّه .
دَخل يدينه لجيُوب ثُوبه وبضيقة مُصطنعه : هذا وأنا راقي لـ نَخل هَذال وجايب لتس رطَب مِنه ؟ لو صَادني تسان بلشت به .
سَكت بَعد ماسَمع صُوت هَذال وصَراخه وفَهم إنه كَذب عَليه وإن تِيسه مَبروك مَافيه إلا العَافية إهتزت أكتَاف طَرفة نَتيجة ضَحكها وفَهمها للموضوع وقالت بصوت متَقطع من الضِحك : يالتسذوب هجّ قَبل يوصلك ويرنّك لين تَحب الأرض .
هَرب سَهم لـ دَاخل البيت عَلى وصُول هَذال وهو يصارخ بكل صوته : وينه المروّح ؟ هيّن والله لا أحسر بك يالذروق هذا وأنا معلمك المرَجلة تدابتس قَبل أجيك يالمَرة !
إبتسمت طَرفه مِن قَلب وببَحة : أتركه عَنك يا يُمه بَزر تِحط عَقلك بعقله ؟ تَعال أقعد تقهوو مَعي عَلى ما يجي أُبوك .
جَلس هَذال وهو ينَفض ثُوبه لَقط أنفاسه بصعوبة نتيجة ركضه مَد يَده لفناجيل القهوة والدلة مَد لـ أُمه فنجالها : إلا صدق يُمه وين الوالد صَلينا الفَجر جَميع بالمَسجد وعُقب ما شَفته عَسى ما هَنا تسايده ؟
أُمه وهي تتقهوى ومستمتعه بالجو : لا ماهَنا تسايد الحمدلله بس راح يشيّك عَلى حَلاله ثمُ يعوّد وتَعرفه أُبوك ما يحَب يروح إلا هُو بنفسه بَحلت بَه عيّا يسمع الحكي وبيني وبينك يا يُمه أزين لَه مِن مَقابل هالجدران يَطلع ويشَم هَواء .
هَذال وهو يجدد فنجاله : إيه ما يَخالف دام تسذا خلَه يَستانس الورَع عَواد ما أشوفه راح مَعه أكيد !
أُمه بحدة خَفيفة : كَم مره أقولك أُخوك كَبر مب بَزر وأنت للحين تشوفه بَزر خَف عَليه شوي أكيد مَعه أنت وأبوك متحملين ذنب هالشَاب أتركوه بَحاله .
هَذال بِضحكة : آخر العنقود طبعاً يتدلع لَكن خلَه يتعلم العُلوم والسُلوم لا يصير من قُوم وجدي ونبتلش بَه !
كَشرت أُمه وبضحكة : فَالك ما قَبلناه تسانك تَفاول عَلى أُخوك أرتَاح رجَال ونَعم الرجال بَعد يا جَعلني ما أفقد زولكم ولا يَغيب ويحَفظكم لِي مِن كِل الشُرور .
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن