اسكريبت 1

142 15 0
                                    

أول حاجة أفتكرها لما فتحت عيوني اني كنت في أوضة لونها أبيض ، في ناس كتير حواليا معرفهومش أول مرة أشوفهم ، كانوا باصين ليا بنظرات خوف وفرحة مقدرتش أفهم ملامحهم كويس ، وكان في واحد ماسك ايدي .
-انت.. انتوا ممين ؟
حسيت خوفهم زاد أكتر ، واللي كان ماسك ايدي اتخض وقام وقف فجأة وقال =أنا هروح أجيب الدكتور وأرجع محدش يسيبها لوحدها .
يسيب مين لوحدها ؟ هو في ايه ؟ وايه اللي بيحصل ؟ أنا مش فاهمة حاجة! شوية والدكتور دخل هو واللي كان ماسك ايدي .
_تقدري تتعرفي علي أي حد من الموجودين هنا دلوقتي ؟
سكت شوية كنت بتأمل وشوشهم بعدها هزيت راسي بـ لأ .
_طيب انتِ لازم ترتاحي دلوقتي ومتحاوليش تتعبي نفسك بالتفكير عشان حالتك لسه متحسنتش .
الدكتور خرج وخرج معاه اللي كان ماسك ايدي ، اتكلموا كتير أوي بس مكنتش سامعة حاجة لأنهم كانوا خرجوا من الأوضة ، مكنتش حاسة ولا قادرة أحرك أي حاجة في جسمي ، كان في عندي أسئلة كتير جدا عايزة حد يجاوبني عليها لكن تعبت من التفكير وروحت في النوم .
صحيت ومكنش في حد في الأوضة ، كنت عايزة أشرب وبعدها دخل هو .
=انتِ محتاجة حاجة ؟
-أه ، بس أول حاجة عايزة أعرفها انت مين ؟ وازاي مسكت ايدي كدا ؟
=نور انتِ مش عارفاني بجد !
عيطت -نور!! هو أنا اسمي نور ؟ أنا مش فاكرة حاجة ، ودماغي واجعاني ياريت تفهمني بالله .
=طيب خلاص اهدي ، والله هتبقي كويسة أنا معاكي متخافيش ، وهحكيلك كل حاجة عننا .
بصيت في الأرض -هو أنا كدا مش هفتكر حاجة تاني ؟
=أنا هخليكي تفتكري كل حاجة أنا معاكي ومش هسيبك .
حسيت بطمأنينة برغم اني معرفش أي حاجة عنه ، حسيت اني سمعت صوته قبل كده ، أو صوته محفور جوايا .
-ممكن تحكيلي دلوقتي ؟
=بصي ياستي ، انتِ خريجة كلية طب ، شوفتك أول يوم في الكلية كنتِ واقفة مع مريم صاحبتك ، كنتوا تايهين ومش عارفين تعملوا أي حاجة ، وانتِ كنتي متوترة أوي ، روحت وساعدتكوا وبقينا صحاب ، وأه نسيت أقولك اني أكبر منك بـ3 سنين .
قعدت واستمعت باهتمام -كمل .
ضحك "وضحكته حلوة أوي" =حاضر ، بعدها حضرتك وقعتيني في فخك اللطيف وحبيتك ، واتقدمتلك وانتِ وافقتي وحبتيني واتجوزنا .
-ايه! يعني انت جوزي!
=ايه مالك مصدومة كدا ليه ؟
-مش عارفة اتفاجئت بس ، طب ممكن أطلب منك طلب ؟
=اطلبي .
-ممكن تخرجني من المستشفي مش عايزة أفضل هنا كدا .
=حاضر هحاول أخرجك .
وبالفعل خرجني من هناك .
-هو انت هتوديني فين دلوقتي ؟
=هنروّح بيتنا هنروح فين يعني!
-هو أنا فين أهلي ؟ هما كانوا من ضمن الناس اللي كانوا واقفين يوم ما فوقت ؟
=....
-انت مبتردش ليه يا.. يا.. انت مقولتليش اسمك علي فكرة .
ابتسم =أحمد اسمي أحمد .
-طب ممكن تجاوبني علي سؤالي ؟
=طب اوعديني انك مش هتعيطي وهتتمالكي نفسك .
-حاضر بس قول .
=أهلك كانوا ميتين في حادثة من سنة ، وانتِ كنتِ بنتهم الوحيدة ، وساعتها كنا متجوزين من سنتين ، كنتِ بنتي وحبيبتي وكل ما ليا ، ومازلتي كده وهتفضلي كده بالنسبالي مهما حصل بيننا .
حسيت بحُزن علي اني وحيدة ومليش سند أو ضهر يسندني ويحميني وقت حاجتي ، لكن حسيت بحُب أحمد ناحيتي ، ارتاحتله وحاسة بحاجة ناحيته مش هنكر ، لكن أنا معرفهوش إلا من يوم بس ، مش هقدر أحط كل ثقتي فيه مرة واحدة .
-ممكن تسوق ونروّح البيت لأني تعبت .
ابتسم =حاضر .
هو دايما مبتسم ، تقريبا متفائل وراضي بكل شئ بيحصل حواليه ، وده شئ شدني ليه ، نمت قبل ما نوصل البيت ، صحيت علي صوته =نور يلا عشان وصلنا .
كنت ماشية وراه لأني معرفش أي حاجة ، فتح باب الشقة ودخلت حسيت بشئ غريب بيشدني فيها ، الشقة جميلة جدا ، وفي صور لينا متعلقة مع بنوتة صغيرة تشبه أحمد .
-هي مين البنت الصغيرة دي ؟
=دي ملاك بنتنا .
-...
=متتصدميش كدا ولا تخافي أنا ودتها عند ماما لحد ما تتعودي وتتأقلمي وأنا هحاول أفكرك وأعرفك كل حاجة تخص أي حاجة عايزة تعرفيها .
-هو أنا فقدت الذاكرة ازاي ؟ ايه اللي حصلي ؟
بص في الأرض بحزن =أنا السبب كنت سايق العربية وانتِ جمبي ، وكنا بنتخانق عشان ملاك ، وبعدها خبطت في عربية وانتِ اللي اتأذيتي ، أنا آسف .
-والبنت كانت في العربية!!
=الحمدلله هي مكنتش معانا ، أتمني تسامحيني .
-مسمحاك ، أنا هدخل أنام عشان تعبانة ، أنام في أي أوضة ؟
=أظن ان أوضة ملاك أنسب عشان لو حبيتي تشوفي أي حاجة متعلقة بيها ، وعشان تاخدي مسافة علي ما تتعودي علي كل حاجة .
دخلت الأوضة كانت جميلة جدا ، اللون الأزرق كان طالع حلو أوي .
=انتِ بتحبي اللون الأزرق ، عشان كده عملنا أوضة ملاك بالأزرق، وأنا مكنتش بحبه لكن حبيته عشان انتِ بتحبيه .
-أنا هنام دلوقتي ، ممكن نكمل كلامنا بكرا ؟
=تمام تصبحي علي خير .
معرفتش أنام ، كنت بفكر ازاي نسيت بنتي! اللي هي جزء مني ، أنا عايزة أشوفها وأرجعها هنا تاني .
خبطت علي باب أوضته -أحمد!
=ايه في ايه انتِ كويسة ؟
-أيوة بس مكنتش عارفة أنام ، وكنت بفكر لو ملاك ترجع هنا عشان أنا عايزة أقرب منها .
=طيب روحي نامي وبكرا نبقي نجيبها .
-ممكن طلب تاني ؟
=اتفضلي .
-أنا خايفة أنام لوحدي ، ممكن تيجي وتفضل في الأوضة لحد ما أنام ؟
حسيته اتصدم من كلامي ، بس أنا حقيقي اطمنت بوجوده ، حبيت اهتمامه وحبه ليا ، وشكلي بدأت أحبه وأقع فيه .
-لو مش عايز خلاص عاد...
=لأ لأ أنا جاي أهو متخافيش مش هسيبك .
كلامه بيطمني بيحتويني ، أنا أصلا فاضية معرفش أي حاجة في الدنيا ، فوقت ومكنتش شايفة ولا فاهمة حاجة كنت عايشة في اللا شئ ، لكن هو اداني أمل وخيط أمشي وراه عشان ألاقي سعادتي ، نمت واطمنت بوجوده حواليا ، كان قاعد علي الكرسي جمب السرير ، صحيت الصبح بدري كنت صاحية قبله ، قومت وفضلت قاعدة علي السرير وسرحت في ملامحه ، هو ليه أنا شايفاه حلو أوي كدا! هو أنا مشوفتوش امبارح حلو كدا ليه ؟ فضلت سرحانة فيه مدة معرفش اذا كانت كبيرة أو صغيرة ، لكن هو صحي ولقاني متنحاله كدا فاتخض وفضل ساكت تقريبا استوعب اني مش تعبانة ولا حاجة واني كنت بتأمل ملامحه .
قطع الصمت بينا =اجهزي يلا عشان هنروح عند ماما عشان نجيب ملاك .
هزيت راسي وحقيقي كنت في حالة غريبة ، مش فاهمة ايه بيحصلي ، وكأني بتحرك بحبال ومش أنا اللي بتحكم في نفسي ، جهزت وخرجتله نزلنا وركبنا العربية وروحنا عند بيت والدته ، هو دخل الأول وأنا كنت واقفة خايفة أدخل ، خايفة من ردة فعلي لما أشوف حتة مني مش فاكراها ولا حاسة بشئ تجاهها ، قطع تفكيري صوته =متخافيش أنا معاكي ، اطمني .
ابتسمت ، مسك ايدي انتفضت لمسة ايده جميلة جدا ، وسعها ساعني بكل اللعبكة واللخبطة اللي فيا ، دخلنا وكان بيعرفني علي والدته اللي حسيت في عيونها حب الأم ، أخته "رنا" اللي حسيت بحنية الأخت معاها .
=ماما هي ملاك فين ؟
_بتلعب جوا يابني مع ولاد أختك .
بصلي =نور يلا ادخليلها .
كنت بمشي وحاسة بضربات قلبي وهي بتزيد ، خوف كبير من ردة فعلي وفعلها لما نشوف بعض ، فتحت الباب بشويش لقيتها بصت وراها لمصدر صوت الباب ، وابتسمت ابتسامة خطفت قلبي معاها ، وطلعت جريت عليا وحضنتني .
≠مامي وحستيني اوي يا مامي ، أنا زحلانة منك عشان انتِ نسيتي لولو حبيبتك .
ابتسمت بتلقائية وشيلتها علي رجلي -ازاي بس مامي تقدر تنسي القمر بتاعها ده ، وكمان أنا جيت عشان آخدك ونرجع بيتنا أنا وانتِ وبابي كمان .
حسيت بحد واقف ورايا ، وكما توقعت كان أحمد ، كان واقف مبتسم وفرحان أوي ، هو جميل جدا وحقيقي فرحانة اني اتجوزت شخص زيه ، وأنا لازم أقرب منه عشان حبيته أو أصلا حبه كان جاهز جوايا .
-مش يلا بقا يا لولو نرجع بيتنا ولا ايه ؟
≠يلا يا مامي ، بس هاتيلي السوكلت اللي بحبها .
بصيت لأحمد فهو حس بتوتري =أنا هجيبلك اللي عايزاه يا لولو ، ومش عايزين نتعب مامي فاهمة ؟
≠حاضر يا بابي .
وصلنا البيت وفضلت ألعب مع ملاك ، وحقيقي حبيتها وكنت حاسة انها شبهي في حاجات كتير .
-ممكن أتكلم معاك شوية ؟
=أكيد يا نور اتفضلي .
-أنا مش عايزاك تخاف عليا ، أنا بخير وهاخد بالي من ملاك ، وانت لازم ترجع شغلك ، انا ملاحظة انك سايب كل حاجة عشان تفضل في البيت ، وده مينفعش لازم ترجع شغلك وحياتك واعتبرني لسه زي ما أنا متغيرتش .
مسك ايدي =انتِ لسه زي ما انتِ يا نور متغيرتيش ، يمكن بس ربنا عايز يختبرني ويختبرك ، لكن أنا شايفك زي ما انتِ متغيرتيش ، وحتي لو اتغيرتي هفضل جمبك ومعاكي عشان أنا بحبك ومش هقدر أستغني عنك ، ويلا روحي شوفي بنتك اللي صحيت دي .
لأ هو قلبي بيدق جامد كدا ليه معاه ، لأ مش بحبه لأ .
مر وقت كبير وكنت خلاص بدأت أتأقلم وأعرف بيحبوا ايه ويكرهوا ايه ، واتعلقت بأحمد وملاك جدا ، في يوم أحمد كان في الشغل وأنا كنت بأكل ملاك والسيريلاك خلص ، اضطريت أنزل أشتري وهي كانت نايمة ، رجعت ملقتهاش في البيت ، جريت وأنا بدور علي الفون عشان أكلم أحمد .
كنت بعيط ومنهارة ومش عارفة أتكلم =في ايه يا نور ؟ اتكلمي .
-ملاك .
=مالها ملاك ، طب أنا جاي حالا .
قفل وبعدها بـ10 دقايق وصل .
=في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟
حكيتله كل حاجة .
=انتِ ازاي تغلطي غلطة زي دي ، انتِ أم مستهترة ، ازاي تكوني أم أصلا ؟
وسابني ونزل .
نزلت أجري وراه أدور علي ملاك ، لكن وأنا نازلة دوخت و وقعت علي السلم ، ومحستش بحاجة بعدها .
فوقت وكان أحمد قاعد علي كرسي جمب السرير وباصص في الأرض ، كنت سامعة صوت عياطه ، افتكرت اللي حصل والمصيبة اللي عملتها .
-مم.. ملاك ففين ؟
رفع راسه وظهرت ابتسامة لطيفة علي وشه =بخير ملاك بخير ، أنا عايز بس أقولك...
قومت وحضنتنه ، أنا فاكرة كل حاجة ، فاكرة اتجوزنا ازاي وامتي ، فاكرة ملاك وكل تفاصيلها .
عيطت -أنا فاكرة كل حاجة يا أحمد ، أنا افتكرت كل حاجة!
=أنا آسف ، غلطت في حقك ، مكنش لازم أقولك كدا ، سامحيني .
-أنا بحبك .
=وأنا بعشقك .
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#أروي_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن