-أنا مش مجنونة ، صدقوني هو مماتش ، هو عايش أنا شايفاه قاعد قصادي أهو .
=أنا مصدقك .
-بجد!
=أيوة بس قوليلي هو مين ده ؟
-آدم.. آدم جوزي .
=حصله ايه ؟ ممكن تحكيلي ؟
هزيت راسي بأه وبدأت أحكي....
الحكاية بدأت من سنتين ، آخر سنة ليا في الكلية .
-مريم أنا مش مصدقة ان آدم هيتقدملي النهاردة!
=لا صدقي يا حبيبتي ، انتِ فضلتي تدعي وربنا حققلك دعائك واستجاب ليه .
حضنتها -أنا بحبك أوي ، وجودك في حياتي نعمة حقيقي .
=وأنا كمان بحبك يا أروي والله ، أنا أصلا مليش غيرك .
-عشان الكلام الحلو ده بقي هعزمك علي الغدا.
روحنا اتغدينا وروّحنا ، وخلاص النهاردة أحلي يوم في عمري ، آدم اللي كنت بحلم بيه دايما انه يكون ليا جاي يتقدملي أنا ، فعلا ربنا مش بيخيب ظن عبده .
_طيب هنسيبكوا مع بعض شوية .
فضلت ساكتة ، مكنتش قادرة ولا عارفة أتكلم ، لساني اتوقف عن الكلام .
=أظن انك عارفاني ، بس اللي انتِ متعرفيهوش اني من أول ما شوفتك حبيتك ، عشان كده مرضيتش أكلمك زي ما الباقي بيعمل وجيت هنا عشان كل حاجة تكون واضحة ، وأنا حاسس انك هتوافقي .
-طبعا.. أقصد أه أه موافقة .
_ها يابنتي ايه رأيك ؟
-موافقة يا بابا .
واتخطبنا عدا سنة واحنا مخطوبين وكانت أحلي سنة حقيقي يعني ، كان كل يوم حبي ليه بيزيد أكتر ، كان بيبهرني بكلامه واهتمامه وحبه ليا ، كنا متأخرين في اننا نتجوز عشان كنا لسه بنجهز الشقة ومخلصتش ، وفي يوم كنت خارجة أنا وهو اتغدينا وبعدين اتمشينا شوية علي البحر وبعدها وصلني البيت ، هو دايما بيفضل واقف لحد ما أطلع فوق ، بس وأنا علي أول درجة قلبي وجعني أوي و وقعت كنت مفتحة عيني بس مش شايفة أي حاجة ، وبعدها الدنيا اسودت في عيني .
=دكتور هي أروي مالها ؟
_عندها مرض خطير في القلب ولازم تلاقي متبرع عشان قلبها هيقف عن انه يشتغل في أي وقت ، ملهاش أيام كتير في الدنيا .
ده اللي آدم قالهولي ، فضلت أضحك كتير أوي لحد ما الضحك قلب عياط ، هو كان بيهديني .
=متخافيش أنا هنا معاكي ، كل حاجة هتكون كويسة ، وانتِ هتعيشي ليا ومعايا ، عشان نجيب ملاك مش انتِ عايزة تسميها ملاك أنا موافق ومش هعترض والله .
-حبيتك بكل ما في قلبي ، قلبي مستحملش حبك يا آدم ، امشي وسيبني روح عيش حياتك مع واحدة تكون ضامن عمرها انما أنا خلاص عمري انتهي.
=أنا ماصدقت لقيتك ، مستحيل أضيعك من ايدي ، ويلا عشان تخرجي من المستشفي عشان أنا اتفقت مع عمي وهنكتب الكتاب بكره ، ومفيش فرح زي ما كنتي عايزة ، وخلاص هتبقي ملكي أنا وبس .
وبالفعل خرجت والنهاردة كتب كتابنا .
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
أول ما المأذون قالها أخدني في حضنه ، كنت محتاجة الحضن ده فعلا ، حضنه حلو أوي ، مختلف مكنتش عايزة أخرج منه أبدا ، قضينا أيام حلوة أوي عمري ما أقدر أنساها .
-آدم أنا حامل .
حضني =بجد! ألف مبروك يا حبيبتي .
رديت بزعل -الحمل مش هيدوم يا آدم ، أنا هموت ، مفيش متبرع هيرضي يتبرع .
=لأ بيكون في ناس ميتة دماغيا بس ، وأجهزتهم بتكون شغالة ، وفي مريض كده واحنا بندور علي أهله عشان ناخد موافقتهم .
-لأ يا آدم لأ ، عايزاك توعدني وعدين ، الأول تخرجني من قلبك وتكمل حياتك من بعدي وتتجوز وتخلف بنت وتسميها ملاك ، والتاني اوعي تيجي المستشفي وتزورني ، مش عايزاك تضعف أبدا ولا تشوفني وأنا بموت .
مكنتش أعرف انه هيكون آخر يوم أشوفه فيه ، بعدها حالتي ساءت ودخلت المستشفي ، فوقت وبابا بيقولي "خلاص يابنتي لقينا متبرع" وبعدها دخلت وعملت العملية ، فقدت بنتي طبعا ، بعد شهر من العملية خرجت وكنت بدور في كل مكان عن آدم ، مكنتش بلاقيه ، روحت شقتنا ولقيت جواب هناك .
"أروي حبيبتي أنا عمري ما حبيت حد قدك ، انتِ كنتي عندي بالدنيا ومافيها ، مكنش ينفع أقف أتفرج وأنا بشوف دنيتي ومعاها حياتي اللي في بطنها بتموت وأنا واقف بتفرج ، أنا مموتش أنا عايش جواكي بقلبي ، جسمي أه مش معاكي بس معاكي أغلي حاجة عندي وهو قلبي اللي انتِ ملكتيه"
عيطت عيطت كتير أوي وبحرقة مشي وأخد قلبي وسابلي قلبه مشي هو وبنتنا اللي مكنتش لسه اتخلقت علي الدنيا دي ، مشي وكنت بشوفه حواليا ومعايا دايما ، لحد ما أبويا قرر يتخلص مني ورماني هنا ، لكن أنا مش مجنونة هو لسه عايش ومش هيموت الا لما أنا أموت .
كنت بتكلم وبزعق في الدكتور وبعدها اداني حقنة مهدأ ونمت .
صحيت علي صوت آدم وهو بيناديلي ، وصلت وقعدت علي الشباك ، كنت شايفة الدنيا صغيرة أوي من تحت ، وآدم بيناديلي عشان أروح معاه ، كان معاه بنت صغيرة شاورلي عليها وقال "ملاك" كان بيقول كمان "تعالي يلا ، هنعيش هنا في سلام ، احنا مستنيينك تعاليلنا عشان نكمل عيلتنا الناقصة من غيرك"
كنت قاعدة بشوفهم من بعيد كانوا فرحانين أوي وأنا فرحانة اني شوفتهم ، شكلهم كان حلو أوي ، وبعدها بدأو يقربوا مني ويمدولي ايدهم ، ومن هنا دخل الدكاترة .
=انتِ بتعملي ايه انزلي حالا لتحت .
-لو حد قربلي هرمي نفسي تحت .
=انزلي هنا لسه قدامك حياة جديدة تعيشيها .
-حياة جديدة! لا أنا عايزة حياتي القديمة ، كانت حياة حلوة وهادية وكنت أنا وآدم وبس ، الدنيا هنا وحشة من غير آدم ، وهناك في آدم وفي ملاك بنتي كمان اللي راحت ، خلاص معدش في مكان ليا هنا تاني أنا ماشية عشان ارجع لآدم القلب بتاعه .
مسكت في ايد آدم وملاك ومشيت معاهم .
" وكيف للحب أن يموت ؟ وهو ينمو بداخلنا ♡ "
" كُنت أنا يومًا ما ، لكن الآن كُلي أَنت "
#أسميته_آدم
#أروي_إيهاب..