اسكريبت 43

32 4 0
                                    

-يمكن نتلاقى؟
-لو نصيبنا اللُّقا يبقى أكيد هنتلاقى.
                                                       ***
-لسه فاكراه؟
ابتسمت:
-منستهوش عشان أفتكره يا وعد.
-تفتكري هيرجع.
بصيت قدامي وقولت بكل ثقة في قلبي، وبكل ذرة حب جوايا ليه:
-هيرجع.
-ايه مخليكي واثقة كدا؟
رفعت كتافي:
-مش عارفة، يمكن احساس؟
-واحساسك عمره ما بيخونك أبدا.
-بتمنى، بتمنى فعلا ميخونيش المرة دي.

الذكريات أكبر هاجس للانسان، أكبر عدو ليه، أكبر سبب في الألم جواه، مش بتسمحله يعيش باقي حياته ويكملها بشكل لطيف بسيط جميل، بتعيشه في مود اللحظة وفرحتها وبس، وبعدها بتسيبه للحزن وللألم وللفراق، يمكن النصيب الفراق، بس بردو لسه في أمل نتلاقى من جديد، طول ما لسه فينا روح وبنتنفس فأحلامنا كلها ممكن تتحقق، مفيش حلم مستحيل.

-عايزاني أرجع؟
-عايزاك متمشيش.
-مش هينفع.
-يبقى هستناك ترجع.
-يبقى هرجعلك بسرعة.

سنة؟ اتنين؟ تلاتة؟ والسنين اتحولت وبقوا سنين أكتر، خمس سنين فاتوا وملمحتش طيفه حتى، طب ليه أنا لسه واقفة زي ما أنا؟ ليه مش بتحرك لقدام؟
افرضي مثلا رجع وكان وقتها شايل بنته على ايده، وماسك مراته بايه التانية، هيكون موقفك ايه وقتها يا كيان؟
هتجري عليه وتقوليله استنيت؟ ولا هتسمعي صوت قلبك وهو بيتكـ.. ـسر جواكِ؟

"لو كان لنا السُّلطة على قلوبنا لَما أذقناها مُر الأيام أبدًا،
لَما أرهقناها مع أُناس لا يستحقونها،
مع قلوب لا تستحق،
لو كان فقط لنا السُّلطة على قلوبنا لَما كان وصل الحال بنا إلى ذلك الطريق أبدًا."

-اقبلي يا كيان.
-مش عايزة.
-مش عايزة ولا لسه مستنيةِ؟
-يووه يا ماما بقى، مش بحب أتكلم في الموضوع دا.
-كيان إنتِ بتكبري، مش هينفع تفضلي طول العمر لوحدك، مش هينفع تكملي حياتك كلها لوحدك، خليني يا بنتي أتطمن عليكِ قبل ما أسيبك وأمشي، ريحي قلبي وطمنيني عليكِ.
اتكلمت والدموع مالية عيوني:
-ولما أتجوز يا ماما؟ ايه هيحصل؟ هتفرحي لما أتطلق بعد شهر أو اتنين لأني مش مرتاحة؟ هتفرحي لما أكون بخون شخص ملوش ذنب بأي حاجة؟ حتى لو ايه بس بخونه بتفكيري.
-يا كيان بس..
-سيبيني في حالي يا ماما، لما هكون بخير هتلاقيني جاية وبقولك مستعدة أقابل أي حد ييجي.

التخطي عمره ما كان مرهون بأوقات، بيختلف من شخص للتاني، وبيختلف أكتر من موقف للتاني، ممكن لو حد تاني مكاني كان زمانه ماشي في طريق حياته من غير ما يقف لحظة، شخص ومِشي هوقف حياتي عليه ليه؟
لكنه مكنش أي شخص، مكنش شخص عادي، مكنش زي أي حد.

-غيث برا يا كيان.
-حاضر يا ماما طالعالُه أهو.
لبست بسرعة عشام أخرجله ومخليهوش يستنى، كنت متوترة وخايفة زي كل مرة بنخرج فيها سوا.
أيوة بردو بتوتر ليه؟ ماهو ابن عمي وعادي يعني.
-نفسي في مرة متتأخريش عليا.
-اديني فرصة أشرحلك.
-قدامي يا كيان.
-يابني بس..
-شششش مسمعش صوتك عشان معملش جريـ.. ـمة دلوقتي.
-يووه بقى!

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن