اسكريبت 32

55 12 1
                                    

-اخرج برا وسيبني بقا.
-‏أسيبك فين؟ إنتِ عبيطة؟
-‏وكمان بتشتم؟ روح منك لله.
-‏لمي لسانك يا كيان.
-‏ما تمشي يابني من وشي الساعة دي واغزي الشيطان بدل ما تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم.
-‏كيان واللهِ مش عايز أزعلك عشان إنتِ تعبانة بس.
-‏ايه تعبانة دي؟ شايفني بشد في شعري؟ إنت قاصد تزهقني؟ ولا إنت قصدك إني مجنونة؟ لا قول إنك شايفني مجنونة.
مسك الباب وقال وهو بيخرج:
-‏طب سلام أنا بقا أجيلك وقت تاني، شكلك كدا هرموناتك ناقحة عليكِ جامد.
قولت بصوت عالي بعد ما خرج وقفل الباب:
-‏وكمان بتتريق على هرموناتي؟ طلقني يا عمر.
فتح الباب بسرعة وقال:
-‏عمر مين يابت؟
ابتسمت على غيرته وإن خدوده احمرت كدا واتعصب سيكا فقولت:
-‏وكمان نرم، لا واللهِ اختارت صح، اختياراتي كلها زي الزفت الحمدلله.
-‏واللهِ؟
-‏إلا إنت طبعا يا حبيبي، دا إنت أحلى وأجمل اختياراتي كلها.
قال وهو بيضحك بتريقة:
-‏آه ماهو واضح.
-‏بتشك فيا يابيبي؟
-‏بعد بيبك دي مش عايز أعرفك تاني.
-‏يوه يا غيث يا قموص، مش عيب تبقا طول بعرض كدا وتبقا قموص؟
-‏قموص قموص ملكيش دعوة.
-‏ياتي ياتي.
قومت وكنت رايحة ألعب في خدوده بس اتكعبلت و وقعت على وشي من حيث لا أدري ولا أحتسب.
قال من وسط ضحكه:
-الوقعة دي أنا شوفتها فين قبل كدا؟
-‏ولا ولا، هزعلك.
-‏واللهِ أحلى وقعة شوفتها في حياتي.
ابتسمت بفخر كدا:
-‏أنا أصلا وقعاتي لطيفة.
قال وسط سرحانه:
-‏وقعتي و وقعتيني معاكِ.
قولت وأنا ببتسم لطيف الذكرى:
-‏إنت لسه فاكر؟
-‏وهي دي حاجة تتنسي؟

                          ------------------

-على جمب هنا ياسطا.
يوووه بقا، دي رابع مرة أقوله وميسمعش، كان لازم يعني صوتي يكون رقيق أوي كدا؟ ولا كان لازم أقعد ورا وأنا عارفة إني هنزل في نص الطريق؟ ياربي مكان الشركة هيعدي ومش راضي يرد، هما الناس مالهم محدش بيقوله ويساعدني ليه؟ هو أنا مش أنثى ومن حقي إنهم يساعدوني؟ يا أخي تبا لدا مجتمع ذكوري متعفن، وهتقولولي ايه العلاقة؟ هقولكول معرفش هو كدا بلا سبب وبلا هدف.
قولت بأعلى صوت عندي:
-ياعمو على جمب بقا، أنا بقالي نص ساعة بقولك نزلني، هو إنت ناوي تخطفني؟ واللهِ أعضائي كلها بايظة مش هتستفاد بيها حاجة، نزلني بقااا.
صوت صرصور الحقل كدا، وبعدين الكل ضحك، سبحان الله طلعوا بيسمعوا أهو مش ودانهم بايظة يعني، أما المصريين دول عايزين الـ.. عايزين الـ ايه؟ مش عارفة نسيت.
نزلني الحمد لله بعد ما فرجت أمة لا إله إلا الله كله عليا، مشيت شوية لحد الشركة، وبسم الله ما شاء الله شركة قمر، ياه لو أحب صاحبها ونتجوز، بس للأسف صاحب الشركة واحد متجوز، والمصيبة إنه كبير، والمصيبة الأكبر معندوش عيال أرسم عليهم، استغفر الله العظيم يارب، يعني أول يوم شغل وأفكر كدا؟ بتفكيري دا مش هكمل يومين.
تليفوني رن وكانت وعد، رديت عليها وكلمتها، وأنا داخلة الشركة كنت ببص على جزمتي، الله دي بتاعتي؟ جميلة أوي ما شاء الله، مزة مزة يعني، أنا قمر أصلا بحبني، وهوبا دبل كِيك لقيتني خبطت في حيطة ووقعت حتة وقعة موقعهاش حمار في مطلع، حيطة مين قولوا لوح حديد، لوح أي حاجة صلبة كدا لدرجة إني حسيت جالي ارتجاج في المخ واللهِ من الخبطة، منك لله يابعيد منك لله.
-أنا آسف واللهِ مكنش قصدي بس مشوفتكيش.
-‏آسف ايه يا جدع إنت؟ دا إنت بوظتلي وشي، وبوظتلي يومي، وبوظتلي عيشتي، يا أخي تبا لك.
-‏إنتِ مجنونة؟
-‏وكمان بتغلط فيا؟ لا واللهِ ما هسكتلَك.
كنت لسه هضربه وبتاع، لقيت لميس بتجري من وراه وجاية جري علينا وقالت:
-في حاجة يا مستر غيث؟
كملت وهي بتوجه نظرها ليا:
-‏في ايه يا كيان؟ حصل ايه؟
-‏البيه خبطني.
قال هو وهو بيوجه نظره للميس:
-‏إنتِ تعرفيها؟
ردت وعلامات الخوف على وشها:
-‏دي الموظفة الجديدة يا فندم.
قال وهو بيجز على سنانه وبيبصلي:
-‏الموظفة الجديدة آه.
قالها ودخل تاني لجوا، واللهِ فلت من ايدي لولا البت لميس لكنت عرفته مقامه الحيوان الحقير القمر دا، منها لله لميس ومعرفة لميس وشغل لميس اللي يعرضني لموقف زي دا.
-هو مين الشبح؟
-‏دا مستر غيث مديري، وهيبقا مديرك بردو.
-‏إنتِ مش قولتي يابت إن المدير كبير ومكحكح كدا؟
-‏قولت، ودي الحقيقة فعلا، لكن في أقسام هنا، وكل قسم ليه مديره، وقسمنا مديره مستر غيث، يلا مبروك عليكِ الاستقصاد، وخصوصا إنك هتدربي تحت ايده يعني مش هيرحمك.
بلعت ريقي ورديت عليها وقولت:
-‏استعننا على الشقا بالله.
بس أنا ككيان في الشغل غير كيان اللي برا الشغل، يعني أنا بدي كل حاجة حقها، والشغل عندي شيء مهم، وكنت بتدرب بعيد عنه، لأن هو اللي طلب كدا، تقريبا يعني عشان علمت عليه في أول مرة فمحبش إننا نختلط ببعض، بس على مين، دا قمر دا وهيبقا قرة عيني واللهِ خلاص، دا أنا خلاص سيكا وهروح أتقدمله كاعتذار مني ليه.
-بص هو أنا متعودتش أعتذر لحد، بس أنا آسفة يعني، أنا بشتغل هنا بقالي شهر أهو وحضرتك متجنبني، وكانوا بيقولوا إنك محتاج سكرتيرة، فخليني أنا بقا السكرتيرة، وزيتنا في دقيقنا ونلم الشمل، ونوحد القطرين، ونفرح قلبين.
خلصت كلامي لقيته بيضحك جامد، ياتي ياتي على الواد أبو غمازة القمر دا، واللهِ هو القرة، هو بعينه بشكله بحلاوته.
قال وهو بيبص في عيوني وبيضحك لسه:
-‏مش معقول لسانك دا مش معقول بجد.
-‏قمر صح؟ هو قمر مش محتاج تقول أنا عارفة أنا عارفة.
-‏يخربيت الغرور.
-‏مش غرور واللهِ، بس أنا بحب نفسي، وأي حد بيتعامل معايا بيحبني، ها مقولتليش هتحبني امتى؟
لا أنا في التقل معنديش يما ارحميني، بقيت سكرتيرة غيث القمر؟ يوه يابوووي يوووه، هشوف القمر كل يوم عن قُرب كدا وهبقا لازقة فيه زي خياله، هخليه يجيله ضيق تنفس مني، مش هخليه يشوف غيري واللهِ ياني عليا قمر قمر.
-مالك واقفة ولا اللي هتنفجر كدا ليه؟
-‏بصي يا وعد بصي.
كنت بشاورلها على غيث، كنا في حفلة معمولة على شرفه هو عشان نجاح صفقة كانت تحت ايديه، وكان واقف بيضحك مع واحدة، وأنا حسيت وقتها بنار قايدة جوايا، أنا فعلا بحبه واللهِ بجد، مش مجرد كلام وهزار وكدا، بس هو يستحق إنه يتحب فعلا، هو جميل، عكسي تماما، لطيف وعاقل ورزين ومنظم، وأنا تافهة وهبلة وعبيطة وعشوائية، يعني مفيش حاجة مشتركة بيننا أصلا، لكنني حبيته، يمكن في البداية كنت بس معجبة بيه مش أكتر، لكن لما قربت منه بسبب الشغل وفهمته وعرفته اتعلقت بيه، بس مظنش إن دا شيء متبادل بيننا.
-كيان يا حبيبتي، بلاش تحلمي بحاجة مش على مقاسك، هو وإنتِ بينكوا اختلاف السما والأرض، عشان تتلاقوا صعب، صعب أوي.
مسحت دمعة نزلت من عيوني وقولت:
-‏فعلا، عندك حق.
خرجت من الحفلة ووقفت بعيد في ركن هادي ولطيف، كنت واقفة مغمضة عيوني، كنت بتخيل نفسي في مكان بعيد عن الكل، مكان بعيد ولطيف وجميل، جميل يشبه جمال قلبي، جمال يشبه جماله هو، كنت فاكرة إني لوحدي في المكان دا، لكنني اتفاجئت لما لقيتني شايفاه قدامي، فتحت عيوني بخضة فلقيته واقف قدامي ومربع ايده وبيتأملني بابتسامة، طبعا هتصدقوني لو قولت إني مكنش قصدي أصوت صح؟
-ايه في ايه؟ هو أنا شكلي يخوف أوي كدا؟
-‏لأ واللهِ، بس مش قصدي، أنا بس اتخضيت.
-‏بتعملي ايه هنا بعيد عن الكل؟
-‏مش بحب الدوشة.
-‏وأنا كمان.
-‏آه واضح فعلا، واضح إنك مش بتحبها ولا بتحب تضحك فيها.
لقيته ضحك جامد وقال:
-‏دا إنتِ مراقباني بقا؟
-‏ايه؟
-‏ايه إنتِ؟
-‏أنا مضطرة أمشي.
-‏كيان استني؟
لفيت وشي ليه وأنا قلبي بيدق جامد وقولت بصوت حسيته خرج من قلبي مش من لساني:
-‏نعم؟
-‏ممكن تفضلي؟
-‏ليه؟
-‏مش عايزك تمشي؟
قولت بابتسامة:
-‏مش عايزني أمشي ليه؟
-‏يمكن عشان بحب وجودك؟
قربت خطوة ليه وقولت:
-‏وليه حبيت وجودي؟
-‏عشان حبيتك.

                          ------------------
-ألا يا واد يا غيث مقولتليش صحيح حبيتني ليه؟
رد وهو بيحاوطني بين ايديه:
-‏مش عارف، بس لقيتك مختلفة، مميزة، مبهرة رغم إن غيري ممكن يشوفك عادية، لكنك مكنتيش كدا.
-‏قصدك ايه بعادية دي؟
-‏اهمدي بقا إنتِ وهرموناتك دي اهمدي.
-‏وكمان بتزعقلي؟ ما إنت معدتش بتحبني أصلا، أصلا الاهتمام مش بيتطلب.
-‏ياكوكو ياحبيبة قلبي، كيان تبقا ايه؟
ابتسمت لأني عارفة هيقول ايه فقولت:
-‏تبقا ايه؟
-‏تبقا قلب غيث وحبيبة غيث أصلا.
قولت بابتسامة كبيرة:
-‏ياولا؟
-‏أينعم.
-‏ينفع أقولك إني بحبك؟
-‏ينفع جدا كمان.
-‏طب أنا بحبك.
-وأنا بحب هرموناتك.
رفعت حاجبي وقولت:
-‏هرموناتي بس؟
-‏وصاحبة الهرمونات أكيد.

"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن