-هترجعلي تاني ؟
=يعني هو أنا أقدر أبعد عنك أو أنساكي بس!
-هتخلي بالك من نفسك ؟
=أيوة هخلي بالي من نفسي عشان أرجعلك بسرعة، وبعدين مالك كده اجمدي، كلها سنة و لما أرجع هنتجوز ياستي، بس خلي بالك انتِ بس من إن محدش يتقدملك ولا يلمحك عشان ساعتها هقتلك أنا بنفسي.
ابتسمت من وسط دموعي-أنا بحبك أوي، اوعي مترجعش يا آدم، لو مرجعتش انت كده هتكون بتموتني.
=مرجعش ازاي يا بنتي وأنا مسافر عشانك! أنا مسافر عشان لما أتقدملك والدك ميلاقيش أي عيب فيا عشان يرفضني بيه، لكن انتِ في قلبي وحُبك بيكبر جوايا ومش هسيبك أبدًا يعني، وهرجع بإذن الله، الوداع يا حبيبتي.
هو كداب، أيوة كداب وأكبر كداب كمان، عشمني و وهمني بحبه وسافر وسابني، الكلام ده من 4 سنين كنت لسه عندي 20 سنة، سافر وخد قلبي وروحي معاه، مقدرتش أكرهه، مقدرتش أعذره أو أفرض حصله حاجة، بس كل اللي حصل اني بدأت خلاص أتعود علي غيابه، ماهو مش هوقف حياتي عند نقطة يُحتمل انها تتمحي.
فتحت النوت وكتبت..
"يا جلّادي، ألن تعود كيْ أري طيفك حتي ؟ ألن تعود حتي أراك لآخر مرة وبعدها ترحل للأبد ؟ لن أكتب لك مرة أخري، فمشاعري قد هلكت جميعًا منذ رحيلك، لم أجد شخصًا مثلك، وأظن أنني لن أجد شخصًا مثلك في كل هذا العالم القاسي، ولكن رغم كل ذلك أحبك، وأظن أنّ هذه آخر مرة أحبك فيها، لأنني سأحاول جاهدة لأُخرجك من قلبي. "
قفلت النوت وقلبي كان بيتفتفت معاها للمرة التانية، ليه كل حاجة بحبها مش بتكمل! ربنا مش بيعمل حاجة وحشة أه، بس أنا عايزاه، روحي متعلقة بيه، مش قادرة أنساه ولا أخرجه من قلبي، عدا 4 سنين وحبه عمره ما قل، لأ ده كان بيزيد في قلبي، بيزيد ويزيد من السم اللي بينشره في جسمي.
فضلت في البيت لمدة شهر، مكتئبة مش باكل، مش بعمل أي شيء، بحاول بكا جهدي أنساه، حتي محدش لاحظ لأني كنت مبينة قدامهم اني عادي جدا، لكن لما بكون لوحدي بفتكر جرح قلبي وعذابه، بفتكر كل ذرة حب اديتهاله، أنا خلاص كده معادش ليا حيل أكمل.
نمت.. نمت كتير أوي، مصحتش إلا علي صوت فتح باب أوضتي، كانت مريم، أول مرة أشوف ملامحها جد أوي كده، هو احنا بدلنا شخصيتنا ولا ايه ؟ أول ما دخلت فتحت دولابي وخرجت هدوم كتير وبعدها خرجت فستان والخمار واختارت كل حاجة وحطت النقاب كمان وجهزت كل حاجة، هي مريم جاية تلبس من عندي!
=10 دقايق ألاقيكي فيهم جاهزة، ناقشتيني قسمًا بالله أقتلك ها قولت أهو.
-هو ايه أصله ده إن شاء الله!!
=أنا خارجة ولو ملبستيش وربنا لأطربقها فوق دماغك يا ست أروى هانم انتِ.
صوتها كان عالي وملامحها جادة أوي، أنا خوفت ولا ايه يا جدعان، مقدرش أكدب اني لما شوفتها كده ضحكت، وفعلا أنا مش هفضل كده، لبست وخرجتلها وأخدتني واتمشينا علي البحر، وبعدها أخدتني علي مكان قالت انه هيعجبني وهيكون جميل.
خدتني ودخلنا مكان جميل أوي من بره، وفي مكان كده مخصص للزرع، وايه ده! ورد التوليب اللي بحبه، ده كل المكان ورد توليب أصلا! أول مرة أشوف حد بيحبه أوي كده، يلا مش مهم.
-مريم ممكن أعرف بقي واخداني علي فين كده!
=امم بصي يا ستي، ده زي درس ديني وكده يعني، شاب بيتكلم واحنا بنسأله وبنتكلم كلنا عادي جدا، وقولت انك هتحبي المكان وكده، فـ تعالي جربي معايا بقي.
-أمري لله، يلا بينا.
دخلت وكنت حاسة بحاجة مش عارفة ايه هي، شيء من الرهبة والطمأنينة كده اللي هو انتِ مجنونة يا أروى ولا ايه! دخلت وقعدت وفضلت أكلم الأطفال وألعب معاهم لحد ما الشاب اللي صاحب كل ده وصل، مكنتش واخدة بالي غير لما هو اتكلم، وياريته ما اتكلم..
≠أهلًا بيكم، أعرف نفسي عشان شايف ناس جديدة هنا، أنا آدم 28 سنة، ويلا بينا اللي عنده أي سؤال يتفضل.
تلقائيًا بصتله، أنا عرفته من صوته، لأ هو ازاي واقف كده قدامي أصلًا ؟ مقدرتش أفضل ولا قدرت أمشي، كان جوايا أسئلة كتير جدا، يعني هو مخانش العهد ورجع، بس خاني أنا! منكرش انه وحشني، وحشني أوي كمان، بس هو قهرني وكسرني للمرة الألف، دموعي كانت بتنزل وحمدت ربنا علي النقاب عشان مش مبين أي شيء، مريم حست اني ببكي، مريم عارفة كل حاجة، بس متعرفهوش، متعرفش شكله، أول مرة أعرف ان الحب بيدمر بالشكل ده!
وقفت واحدة وسألته: هو حضرتك عمرك حبيت ؟
بصيتله بعيوني اللي الدموع عايزة تنزل منها لكن كتمتها عشان أسمع رده.
≠طبعًا حبيت، كانت جميلة جدا، الحب أجمل نعمة من عند ربنا، ربنا رزقني بالنعمة دي، بس تقريبًا معرفتش أصونها كويس، لكن هي أكيد سعيدة في حياتها دلوقتي.
كلامه عصبني جدا.. سعيدة! يعني ايه سعيدة ؟ ده أخد كل سعادتي وحياتي معاه وهو ماشي، جاي يقول سعادة دلوقتي، ده أنا متدمرة ومحدش حاسس بتعبي غيري، وقفت وبكل جرأة كنت بواجهه -ايه اللي يثبت انها سعيدة دلوقتي ؟ مش يمكن حضرتك عيشتها في وهم وحلم كبير وسيبتها ومشيت، كسرت قلبها وحطمتها، خليتها مستهلكة غير صالحة للحياة ولا لأي شيء تاني، عمر البعد ما كان حل يا أستاذ آدم، ربنا هيجيبلها حقها أكيد، عن اذنك.
كان واقف مذهول كده، اللي هو هي دي ولا لأ، أنا انتقبت بعد ماهو سافر، وأظن انه عرفني من صوتي، خرجت وأنا بجري معرفتش أروح فين، مريم كانت ماشية ورايا بتحاول تهديني، لحد مازعقت فيها وقولتلها تسيبني، روحت البحر، قعدت وفضلت أصرخ كتير لحد ما تعبت، حسيت اني بستهلك طاقة مش موجودة عندي أصلا، فتحت النوت، الكتابة بتهون عني كتير.
"لجاعل قلبي قطع صغيرة مهشمة:
أحببتك بكل طاقة لدي، أهلكتني، جعلتني وحيدة في هذا العالم،جُلّ ما كنت أريده هو بقاؤك بجانبي، أحبك يا فقيد قلبي، أحبك يا مُعذبي. "
روّحت البيت ونمت، بداري كل حاجة في النوم.
مريم كل يوم بتجيلي، مهما حصل بينا هي بتفضل جمبي ومعايا، وجودها في حياتي معوضني عن حاجات كتير جدا.
كنت قاعدة في أوضتي وبقرأ في رواية، وماما دخلت وأنا بقرأ.
-أيوة يا ماما في حاجة!
=أيوة عايزة أتكلم معاكي شوية.
قفلت الرواية وحطيتها جمبي-أكيد طبعًا يا ماما اتغضلي.
=ممكن أعرف سبب رفضك لآدم كل ده!
-ماما لو سمحتِ..
=متقاطعنيش أنا لسه مخلصتش كلامي..
من شهرين وانتِ متغيرة، آدم اتقدملك 3 مرات ورفضتيه، كل اللي طالباه منك أنا وأبوكي انك تقعدي معاه بس النهاردة، هو قال ان هو عايز يقولك حاجة، وبعدها لو لسه عايزة ترفضيه ارفضيه..
قالت كده وسابتني ومشيت، أنا مكرهتهوش، لسه بحبه، بس هو خلاني أفضل انه يكون بعيد عني أحسن ما يكون قريب ويدمرني أكتر من كده، وافقت، كان عندي احتمال بسيط اني أكون ظلمته، حبي ليه ملكني وبقي يتحكم فيا، يارب متخذلنيش ولا تخليني أتعلق بيه أكتر من كده، احميني يارب من كل أذي.
لبست وماما دخلت وقالت انه وصل، خرجت وقعدت جمب بابا وبعدها مشيوا كلهم وسابونا.
=مش طالب منك غير انك تسمعيني لحد الآخر وبس...
من 4 سنين سيبتك وسافرت، قولتلك سنة وراجع، وفعلًا رجعت بعد سنة، ولما كنت بدور عليكي عرفت انكم نقلتوا في بيت جديد، لحد ما قابلت محمد ابن عمك، لما سألته عنك قالي انك اتجوزتي، ساعتها كرهتك أو جزء مني بس هو اللي كرهك، وكملت حياتي عادي لحد يوم ما اتكلمتي و عرفتك من صوتك، فرحت جدا انك انتقبتي عشان كده محدش هيقدر يشوفك، ولما مشيتي سألت وعرفت انك لا اتخطبتي ولا اتجوزتي حتي، أنا آسف، أنا غلطت لما صدقته، أنا عارف انه طول عمره عايزك وانك بتكرهيه، بس متعاقبنيش بسببه، أنا بحبك والله وعمر ما حد دخل قلبي غيرك.
عيطت بصوت عالي لدرجة إن بابا جه بسرعة بسبب صوتي، فضلوا يهدوا فيا لحد ما هديت.
_رأيك ايه يا بنتي!
-اللي تشوفه يا بابا.
=لا ياعمي بعد اذنك أنا مستني بقالي 4 سنين مش هستني أكتر من كده، كتب الكتاب بكرا إن شاء الله.
-ايه ياعم المستعجل في ايه!
=بحبك.
-لا خلاص براحتك ياعم.
"كُنت أنا يومًا ما، لكن الآن كُلي أنت. "
#أروى_إيهاب