-اتصلت عليه للمرة الألف وأخيرا رد:
-يابني اصحى بقى بالله عليك.
-اقفلي يا كيان.
-يا آدم بقى!
-يعني لما أجيلك أضربك دلوقتي؟
-وإنت تقدر أصلا؟
-ما بلاش، بتقلبي كتكوت في الآخر.
-أنا يابني؟
سكت شوية وسمعت صوت حركة:
-شكلها مفيهاش نوم، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.
-دا بدل ما تشكرني؟
-اقفلي بقى، ومش عايز أسمع صوتك لحد ما ألبس.
-متزُقش بس.أما بني آدم مهزأ بصحيح، لازم كل يوم يحصل نفس الحوار، ما أنا مش المنبه بتاعه بردو، شكلنا كدا مش هنخلص منه للأسف.
-فين صاحبتك؟
-هنعدي عليها في الطريق عشان بتشتري حاجات.
-خلاص هسبق أنا بقى عشان مش بحب أمشي وهي موجودة وكدا.
-بتتكسفي يا بيضة؟
-نينينيني، عشان مباخدش راحتي يا غبية.
-طب امشي يا آدم من وشي، يخربيت معرفتك.
-قمر صح؟
-زي الزفت على دماغك.بني آدم لزج بصراحة، بس بحبه خالث.
-أومال فين آدم؟
ضيقت عيوني وبصيتلها:
-بتسألي عنه ليه؟
-ها؟ لا أصلا عادي، بس عشان كل مرة هو اللي بيوصلك وبيكمل لوحده يعني، فبتطمن، هو كويس؟
ضحكت:
-آه يا حنينة كويس، والحنين كويس أوي كمان.
-حنين مين؟
-الحنين يا وعد، الحنين.فاكرين إني مش ملاحظة؟ دا أنا اللي مخططة لكل دا أصلا، يا سلام، بدل الفرحة هتبقى اتنين في فرحة واحدة، قريب إن شاء الله بقى.
-آنسة كيان، من فضلك لحظة واحدة.
قولت في سري:
-مش هنخلص بقى.
عليت صوتي:
-اتفضل، نعم؟ في حاجة؟
-دي المحاضرات الأخيرة اللي فاتتك.
مديت ايدي وأخدتهم:
-شكرا يا أحمد، عن إذنك.
-كيان ممكن لحظة!
-هي مش كانت آنسة من شوية؟ وبعدين وقفتنا دي غلط، إنت حبيت تساعدني وأنا قبلت المساعدة، فَخير بقى؟ في ايه؟
-أنا بس كنت حابب نتعرف.
مديت ايدي بالمحاضرات مرة تانية:
-اتفضل، أنا مش محتاجة منك شيء، ولو فاكر إنك ممكن تشتريني بكام محاضرة عشان نتكلم ولا نتصاحب فحضرتك غلطان.
آدم جِه فجأة وقرب عليه وأخده بعيد، كنت عارفة وحاسة إن في شيء هيحصل.-خلاص يا آدم مفيش شيء حصل، اهدى.
-عملك ايه؟ قالك ايه؟
-مقالش حاجة واللهِ خلاص، هتفرج علينا الجامعة كلها!
أحمد قام من على الأرض:
-يعني الكلام معايا غلط ومعاه هو عادي؟
آدم ضـ.ـربه تاني، وفي اللحظة دي أدركت إن الحوار مش هيعدي بسلام.-عاجبك اللي حصل يعني؟
-وإنتِ فرحانة باللي هو كان هيعمله؟ ولا بكلامه؟
-أكيد لأ، وبعدين ما طبيعي الكلية كلها بتتكلم عننا وهما مش فاهمين، وكدا كدا عمرهم ما هيسكتوا حتى لو فهمناهم الحوار، فنسكت ونبطل نعمل مشاكل يا أستاذ آدم يا كبير يا عاقل يا قدوتي.
-كيان ليه مش بنقول ليهم الحوار ونعرفهم؟
-نعرفهم ايه؟
-إننا أخوات مثلا؟
-تعالى نتكلم بالعقل، دراسيا حضرتك أكبر مني بسنتين تمام؟ تمام، علميا بقى فهي سنة واحدة بس الفرق بيننا، هتقولهم إننا أخوات هيقولوا لينا ازاي؟ دا أنا حتى مليش ولاد عم، محدش فيهم هيفهم إن...
-خلاص يا كيان متكمليش.
دمعة نزلت من عيوني:
-إن ماما اتوفت وأنا صغيرة.
-ربنا يرحمها ويغفرلها، ممكن تهدي؟
-محدش هيفهم إن ماما حنان هي اللي أخدتني وربتني وكبرتني، بمساعدةبابا،ا بس هي كانت الأم ليا، مين هيفهم ولا هيصدق إننا فعلا أخوات في الرضاعة يا آدم؟ محدش، يبقى نسكت ونحاول نتجنب الحوار.
-وأسيبهم يتكلموا عنك في الرايح والجاي كدا؟
-هييجي اليوم اللي هيسكتوا فيه، متقلقش، كل شيء في يوم هيبان، أو على الأقل هينتهي.