-ماما أنا هخرج ألعب مع أحمد شوية ، مش هتأخر .
_طيب يا حبيبتي خلي بالك من نفسك .
-أحمد أحمد يلا نلعب بقا أنا زهقانة .
=...
-مالك زعلان كدا ليه ؟ انت مخاصمني ؟
=بابا وماما هيسافروا يا ملك ، وهسافر معاهم، ودا آخر يوم هلعب فيه معاكي ، هتوحشيني أوي يا ملك .
رديت بعياط -لأ يا أحمد متسافرش خليك هنا ، عيش معانا في بيتنا ، هديك أوضتي وأنا هنام مع منة في أوضتها ، بس متسيبنيش .
=متعيطيش يا ملك هرجعلك تاني بس نكون كبرنا ، وهتجوزك ونعيش سوا ومش هسيبك ، يلا الوداع يا ملك .
يااه علي الأيام دي ، صديق الطفولة اللي عايش في قلبي ومش قادرة أنساه ، مش قادرة أحب أو أتقبل حد غيره في حياتي ، سابني واحنا عندنا 10 سنين ، ومر 10 سنين علي آخر مرة شوفته فيها ، مفتقداه بشدة ، بس مش بزعل بسبب فكرة انه بعيد لأنه تقريبا مش فاكرني ، بس أحيانا بحتاجه جمبي ومعايا ، وجوده معايا حلو وبيطمني .
=اللي واخد عقلك يتهني بيه ياست ملك .
-هو انتِ يا بت محدش علمك تحترمي خصوصيات الناس ؟ ولا هي مزرعة أبوكي هي ؟
=حيلك حيلك اهدي عليا ، مالك متعصبة كده ليه ؟ مش عايزة تكلميني قوليلي امشي ، مش تتعصبي عليا يا محترمة .
-خلاص يا مريم اقعدي بقي .
=لأ مريم زعلانة منك ، صالحيها .
-أنا عارفة أصالحك ازاي ، يلا يا أخرة صبري علي مطعم الكريب يلا هو كان يوم مهبب يوم ما عرفتك .
=بتقولي حاجة يا ملوكتي ؟
-قلب ملوكتك ، لأ طبعا ياحبيبي يلا يلا امشي .
مريم صاحبتي من 5 سنين ، أحيانا بتفهمني من غير ما أتكلم وأحيانا بتكون غبية ، وجودها في حياتي معوضني عن حاجات كتير جدا ، أنا مش اجتماعية ومليش صحاب غيرها ، ودخلنا نفس الكلية ، أهدافنا مشتركة ، بحسها توأمي في حاجات ومختلفة عني في حاجات كتير جدا ، بس مش مهم المهم اني بحبها وبعتبرها زي منة "أختي" وأكتر .
=صحيح يا ملك متعرفيش ان في دكتور جديد جاي الكلية ؟
-ودا يهمني في ايه ياست هانم انتِ ؟
=ماهو هيدي في السيكشن اللي هناخد فيه يا أخت ملك .
-اممم وده بقي نعمله حفلة ولا نفرشله الأرض ورد ؟
≠لأ انتِ هتحترميه .
-وحضرتك بتتدخل بصفتك مين بقا ؟
قلع النضارة وياريته ما قلعها ≠بصفتي الدكتور اللي بتتكلمي عنه .
وسابني ومشي تايهة في عيونه الملونة القمر دول ، بنت احترمي نفسك مينفعش الهبل ده .
=مين هيسقط نااو ؟
-أنا مغلطش فيه عشان يسقطني او يضرني ، أنا بس كنت برد عشان طريقة كلامك استفزتني ، ولا هو عشان عيونه ملونة هيشوف نفسه "يالهوي ايه اللي أنا قولته ده" أقصد يعني... أه كل دا بسببك يا ست مريم انت ِ.
=ده احنا باين كده وقعنا ومحدش سمي علينا .
صوتي علي -مريم احترمي نفسك .
وسيبتها ومشيت .
أنا حقيقي مش فاهمة ايه اللي أنا هببته ده ، وكمان أول مرة حد يشدني ليه كده! لأ ماهو أنا مش هينفع أسيب نفسي كده ، لقيتها مش هحضرله محاضرات تاني ، هايل يا فنان وبعدين ؟ يالهوي ده كده يسقطني! ايه الحل السخيف ده ، خلاص مفيش حل غير اني أتجنبه ومبصش لعينه وهو بيشرح ، بس ازاي ؟
=ما يلا بقي يا ملك المحاضرة هتبدأ .
-طيب يا مريم طيب اهدي بس .
دخلت وأول ما لمحته مسكت ايد مريم ودخلنا قعدنا بسرعة ، مكنتش عايزاه يلمحني أصلا ، لكن طبعا أي حاجة بتمناها بتحصل عكسها .
≠انتِ يا آنسة ، سرحانة في ايه وسايبة المحاضرة .
هار اسوح بقي ، هنبتديها كده يعني!
-لأ حضرتك أنا مش سرحانة ، وتقدر تسألني يعني مش حوار .
كنت بقول كده بثقة عشان ميفتكرش اني سهلة وبخاف وكده ، لكن أنا أجبن خوافة في العالم يعني ، وبالفعل سألني وقعدت ، مش عارفة ازاي جبت الجرأة وفضلت بصاله وسرحت في ملامحه ، ايه ده هي المحاضرة لحقت تخلص!
≠انتِ يا آنسة!!
-حضرتك بتكلمني انا ؟
≠أمال يعني بكلم نفسي! المهم متبقيش تبصيلي كده تاني وتسرحي عشان محدش يفهمك غلط .
وسابني ومشية ، هو لاحظ ، يادي الحوسة اللي فيها ، وطبعا الست مريم كانت واقفة تضحك عليا .
-أنا ماشية .
سيبتها ومشيت لأني اضايقت فعلا ومكنتش عايزة أزعلها بكلامي ، مشيت وروحت قعدت علي الكورنيش ، قطع سرحاني وتفكيري صوت لسه عارفاه من يومين .
=بصي أنا عارف اني يمكن مزودها شويتين ، بس مش عارف ليه حاسس اني عارفك من كتير!
اتصدمت من كلامه! افتكرت جاي عشان يرخم وأغلط ويسقطني ، متوقعتش كده خالص .
-وأنا أعمل ايه باحساس حضرتك يعني مش فاهمة ؟
لفيت وكنت همشي لكن وقفت لما حاجة شدتني لورا .
-مهما بعدنا هنعرف كل حاجة .
الكلام مش غريب واللهجة مش غريبة فكرتني بحد ، بس مش فاكرة هو مين ، كملت مشي ، هو ليه مشي ورايا أصلا ؟ يعني ايه يخليه يجري ورا طالبة عنده ؟ وكمان يعني هو... ايه ده وأنا مالي ما يولع ، لأ مايولعش هزعل عليه ، أزعل! وأزعل بصفتي ايه ان شاء الله يعني ، روّحت البيت وكان في صمت رهيب ومنة بتضحك وبتبصلي يبقي في مصيبة أكيد .
-هاا المصيبة علي ايه يا جماعة ؟
_لا يا حبيبتي اقعدي بس ارتاحي كده عشان نتكلم معاكي شوية .
أقعد! وأرتاح! وتتكلموا! لو طلع اللي في دماغي صح محدش يزعل هاا أنا نبهت أهو..
-بصي يابنتي ، الست ملهاش غير بيتها وجوزها ، وأنا وأبوكي مش عايشينلك طول العمر وكل الحاجات دي مش كده ؟
_بنتي ذكية طالعة لأمها .
-أمي الرشاش اللي مبيفضاش ، سوري اندمجت شوية ، علي العموم هو مرفوض من غير ما أشوفه ومن غير رؤية شرعية ، مش عايزة أتجوز دلوقتي ياريت تحترموا رغبتي .
سيبتهم ودخلت أوضتي ، هو ليه محدش عايز يفهمني ؟ ليه كلهم عايزين يتخلصوا مني ويرموني لأي واحد والسلام ، قطع تفكيري وخنقتي السنيورة منة .
-مش تخبطي قبل ما تدخلي يا حيوانة!
=الحق عليا جاية أقولك خبر يفرحك .
-استني هنا خدي رايحة فين ؟ قولي خبر ايه اللي حلو ده ؟
=المقاااااابل!!
أختي حبيبتي بتعشقني أوي يعني حقيقي
-هديكي فلوس بس انجزي قولي الأول .
=وأضمن منين انك مش بتكدبي عليا ؟
الحمد لله أنا بتمتع بثقة كبيرة في البيت ده
-خدي يا منة الفلوس اهي ، انجزي قولي بقي .
=أحمد راجع .
دق أيوة دق ، قلبي دق من تاني ، حاسة بقلبي وهو بيرقص من جوه ، لأ يا قلبي متعشمش نفسك يمكن متجوز أو خاطب أو يمكن نسيني أصلا .
=جاي وهيستقر هنا وهيتجوز كمان ، ومامته جاية بكرا ، اعملي حسابك هنروحلها أول ما تيجي .
اليوم مر ببطئ شديد ، مكنتش عارفة أنام من الفرحة ، كنت بفكر كتير أحمد هيكون عامل ازاي ؟ شكله اتغير ؟ ما أكيد اتغير ايه الغباء ده ، غلبني التفكير ونمت .
صحيت تاني يوم وكنت مبسوطة جدا وفرحانة ، لبست ونزلت الكلية واستنيت مريم ودخلنا سوا ، ولسوء الحظ كان الدكتور البارد ده هو اللي علينا .
-هو صحيح يا مريم اسمه ايه ؟
خضني الصوت =أحمد اسمي أحمد .
-هو انت.. أقصد حضرتك ليه بتدخل كده دايما وتخضني ؟
=اسمك ثنائي يا آنسة يلا .
-علي فكرة أنا مش خايفة من حضرتك ، واسمي نور عبدالله محمد .
حسيت ملامحه اتغيرت ، لف ومشي من غير ما يتكلم ولا يرد حتي ، حقيقي استغربت من ردة فعله .
اليوم الدراسي خلص ، وأنا في طريقي للبيت ، مش مصدقة اني هشوف أحمد! ياتري بيحبني ولسه بيفكر فيا زي زمان ولا خلاص نسيني ، كلها ساعة وأعرف كل حاجة .
وصلت البيت وطبعا كلهم كانوا عند طنط ايمان يستقبلوها ، روحت وسلمت عليها واستغربت اني ملقتش أحمد هناك هو أنا معرفهوش شكلًا بس مكنش في حد غريب .
-هو انتِ جاية لوحدك ولا ايه يا طنط ؟
=أه يا حبيبتي ، ماهو زي ما انتِ عارفة عمك محمد مات .
-وأحمد! أحمد مجاش معاكي ؟
=أحمد هنا بقالو شهرين بس قالي انه حابب يقعد عند صاحبه عشان شغله وكده .
-ومش هييجي هنا ؟
_جرا ايه يا ملك ما تهدي كده!
-آسفة والله ماقصدش حاجة يا ماما والله .
=ما تسيبيها تتكلم يا وفاء براحتها!
-طب أستأذن أنا بقي يا طنط عشان عندي مذاكرة ، وحمدلله علي سلامة حضرتك .
مشيت وكنت زعلانة اني مش شوفته ، بس عادي أنا متعودة علي غيابه ، غيرت هدومي وصليت وذاكرت شوية وبعدها فتحت الفيس لقيت رسالة جديدة في الـOthers فتحتها وكان الدكتور أحمد! اتفاجئت أوي وكنت مترددة أفتحها أو لا بس قولت خلاص هفتحها كان كاتب فيها "أعتقد أني اقتربت من حل هذه الأحجية السخيفة ، وقريبا سوف تُوَضح كل هذه الأشياء المبهمة"
مفهمتش حاجة من الكلام ، تقريبا هو مجنون ، نمت نمت كتير أوي ومروحتش الكلية تاني يوم ، مريم اتصلت وقولتلها اني محتاجة أفضل في البيت كام يوم ، عدا أسبوع مكنتش بنزل الكلية ولا بعمل أي حاجة غير النوم والقراءة وبس ، هو أنا بقيت مكتئبة ولا ايه ؟ لقيت اللي بيدخل الأوضة وحاجة كده زي الحلم .
-ان.. انت.. انت بت. بتعمل ايه هنا ؟
أخدت طرحة بسرعة وحطيتها علي شعري مش عارفة ليه مع انه حلم بس حسيت بحد بيحركني أعمل كده .
صوته علي =مبتنزليش الكلية ليه ولا عايزاني أخليكي تعيدي السنة ؟
خوفت منه كان متعصب أوي ، بس شكله كان حلو جدا ، حسيت بشئ مألوف بس كنت بكمل في الحلم الحلو أوي ده .
-عادي عايزة أرتاح شوية في البيت ، وكمان انت جيت هنا ازاي وليه ؟
لقيت مريم داخلة وبتضحك وفي ايدها صندوق جميل جدا
-مريم هو في ايه ؟ هو الحلم ماله وسع أوي كده ليه ؟
_حلم ايه يا مجنونة ؟ ده حقيقة انتِ عايزة تنامي ولا ايه يا ملك ؟
حقيقة! ياحوستي!! يعني دكتور أحمد هنا في أوضتي ، تيجي ازاي دي ياربي ؟
-ممكن تفهموني عشان أنا خلاص هتجنن!!
=أنا أحمد
-طب ما أنا عارفة ، ايه الجديد ؟
=أحمد يا ملك افتكري أحمد ؟
مش معقول لأ ، هو مش أحمد لأ ، قلبي بيدق قلبي بيقولي هو انت ، مش مصدقة نفسي بجد! يعني أحمد كان قدامي كل ده ومعرفتوش ؟ قد ايه أنا غبية.
=وفيت بوعدي ورجعتلك ، تقبلي تتجوزيني ؟
لأ كده كتير عليا أنا مش قادرة .
-أنا استنيتك كتير أوي يا أحمد ، أنا بحبك أوي ، أكيد موافقة .
اتخطبنا وأحمد قرر اننا نتجوز بعد أسبوعين مش عارفة متسربع علي ايه بس ، احم هو حقيقي أنا اللي أصريت مش هو .
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ، ألف مبروك .
حضني =خلاص بقيتي ملكي أنا وبس .
-ملكك وليك ومحدش يقدر ياخدك مني.
=بحبك .
-بعشقك .
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#أروي_إيهاب