حكاية 59

19 6 0
                                    

-كفاية بقى أنا تعبت.
صوته عِلي:
-وكمان ليكِ عين تعلي صوتك عليا؟
-إنت إنسان مريض نفسي ولازم تتعالج، إنسان مريض ومرضه عاميه، سيبني في حالي بقى.
قرب وعلامات وشه مكانتش بتدل على خير أبدا:
-عايزاني أسيبك عشان تروحيلُه مش كدا؟
بصيتلُه بصدمة:
-إنت مستوعب بتقول ايه؟ هشام أنا مش واحدة من اللي كنت تعرفهم زمان.
-كدب، إنتِ عايزة تروحي لحبيب القلب.
-حبيب قلب ايه! إنت مستوعب إنت بتقول ايه؟ إنت دمرت كل حاجة، كل حاجة بوظتها، الشك عمى قلبك وعيونك وحياتك كلها، حياتك بقت كلها شك في شك، حتى في أهل بيتك مش أنا وبس، بتطلع عقدك النفسية عليا وخلاص، روح صفي حساباتك مع صاحبك متجيش تقولي أنا كدا.
-اخرسي.
-ما أنا فعلا هخرس.

قلعت الدبلة من ايدي ورميتها على الأرض ومشيت وسط نظرات الكل في المكان، الكل كان شايف وسامع وشاهد، عملت ايه عشان أستاهل كل دا؟ شخص مريض نفسي، حبيته وقولت أكيد دا خوف زيادة، غيرة زيادة، حب زايد، لكن يوصل بيه الحال للدرجة دي؟

-ايه اللي حصل يا كيان؟ مزعلة خطيبك ليه؟
ضحكت:
-هو لِحق يشتكيلك؟
-اتكلمي عِدل.
-واللهِ يا ماما بتكلم عِدل، لكن أنا مهما اتكلمت مش هتسمعيني ولا تفهميني، هتحطي اللوم عليا كالعادة دايما، فَليه نتكلم؟ تصبحي على خير يا ماما.
-خدي هنا أنا مخلصتش كلامي.
-الصبح نتكلم، أنا مش قادرة أتكلم تاني.

دخلت الأوضة ورميت الشنطة وقعدت على الأرض، أنا عملت ايه لكل دا؟ ايه حصل عشان يحصل فيا كل دا؟ دا اختبار؟ لو اختبار قويني، اديني القوة عشان أتخطى أيامي الصعبة دي يارب.

مسكت الموبايل لقيته باعت رسايل كتيرة، مقرأتهاش لأني أكيد عارفة مضمونها، بيشتمني وبيتهمني بالضعف والهروب، عقله مصورله إني هسيبه وأروح لصاحبه اللي حصل بينهم خلاف، طب وأنا ليه أعمل كدا؟ كل دا عشان بتجمعنا شركة واحدة؟ صاحبه اللي كان سبب في تعارفنا أصلا وإننا نتخطب بسبب مناسبة تبع الشركة وهو كان معزوم! هو بجد ازاي كدا؟ ازاي في إنسان بالعقلية البشعة دي.

كان عمال يتصل كتير، اتعصبت وروحت قافلة الموبايل تماما، خرجت للبلكونة، يمكن الهوا يساعدني أهدى شوية، لكن بمجرد ما نسمة هوا لمست وشي افتكرت كل شيء، 6 شهور مروا قدامي في لحظة.

                                                       ***
-أنا هوصلك الشغل بعد كدا وهاخدك منه.
ابتسمت:
-عايز تتطمن عليا وكدا؟
-أكيد طبعا وعشان محدش يضايقك، وعشان أبقى معاكِ دايما.
نظراته كانت مريبة مكنش مرتاح، كان بيحب يفضل معايا في كل الأوقات، مش مديني مساحتي، هو مش ولي أمري عشان يعمل كدا.
-بس دا مش هينفع يا هشام.
اتعصب:
-يعني ايه مش هينفع؟
-لأن مش هينفع نركب عربيتك سوا لوحدنا.
-وعايزة تركبيلي مواصلات مع باقي الرجالة وتتعاملي معاهم كدا عادي؟
-هو دا غرضك أصلا من الموضوع كله؟
-أيوة أومال إنتِ فاكرة ايه؟
-مش فاكرة حاجة يا هشام، بس حط في بالك إن الأمر دا مرفوض تماما.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن