-يوه بقى أنا تعبت من الكلام في الموضوع دا، كفاية بقى هتعمليلي فيها شيخة.
ملامحها اتحولت وحسيتها هتعيط:
-أنا بس بنصحك يا كيان.
-وأنا مطلبتش نصيحتك، أنا حابة نفسي كدا، بابا وماما عارفين، إنتِ مالك بقى؟
-عشان أنا بحبك، وحابة تكوني إنسانة أفضل.
بصيت لنفسي وأنا بضحك:
-وأنا حلوة وجميلة أهو، حتى إنتِ متقدريش تبقي حلوة زيي.
دموعها نزلت:
-يا كيان افهمي، إنتِ بترتكبي ذنب كبير.
-ما خلاص بقى يا وعد، كفاية مواعظ وحكم، أنا غلط؟ ماشي ياستي أنا غلط، وأنا مش بعمل شيء من ورا أهلي، وطالما أهلي عارفين ايه بقى؟ فين الغلط اللي بعمله؟
-مش معنى إن أهلك عارفين دا هينفي الذنب عنك، الذنب هيفضل طول عمره ذنب، والحرام هيفضل حرام حتى لو الكل ارتكبه، ومينفعش يكون في علاقة بين البنت والولد بدون رابط شرعي، وهييجي اليوم اللي هتقتنعي بيه وتعرفي فيه إن كلامي كان صح يا كيان، وفي اليوم دا يا عالم هتلاقيني أو لأ، لكن أنا موجودة دايما لو احتاجتيني.سابتني ومشيت، بوظتلي يومي ونكدت عليا، مش فاهمة يعني هي مقفلة على نفسها بالشكل دا ليه؟ هتستفاد ايه يعني؟ ما تعيش حياتها وسنها، هي لسه صغيرة والحياة قدامها طويلة.
سمعت صوت آية قرآن من بنت معدية جمبي:
«وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ»
جسمي وقف ومكنتش عارفة أتحرك، حسيت وقتها إن ربنا بيبعتلي إشارة، إشارة إنه شايفني، بيحذرني من ذنب بعمله.-إنتِ هتفضلي واقفة كدا كتير؟ عمر بيدور عليكِ بقاله فترة وقِلق عليكِ، يلا عشان هنتأخر على الحفلة.
شدتني من ايدي وروحت معاها، واحدة واحدة فكيت معاهم ونسيت الحوار، نسيت الموقف ونسيت كل شيء حصل في ثانية.-ما تجربي معانا.
-أجرب ايه؟
عمر شاورلي ناحية المكان اللي كانوا قاعدين فيه، بصيت واتصدمت، كانوا ماسكين حقن في ايدهم وبيحقنوا دراعهم بيها، وبعدها بيبتسموا براحة والسعادة بتغطي ملامحهم.
-انتوا مجانين؟ ايه اللي بتعملوه دا؟
سارة اتكلمت:
-في ايه يا كيان؟ احنا متعودين نعمل كدا، بس إنتِ اللي مكنتيش بتبقي معانا.
عمر قال:
-ها هتيجي تجربي؟
-لا دا انتوا اتجننتوا على الآخر فعلا، أنا ماشية.
-يا كيان خدي هنا بس، كيان.خرجت ومشيت ومكنتش مستوعبة، مخد.. رات! توصل للدرجة دي! وقتها فضلت أفتكر كل ذنب عملته، كل مرة خرجت فيها لوحدي، كل مرة سمحت لحد يقرب مني وهو مينفعش يقرب، خرجت برا الدايرة وبصيت عليها ولقيتها دايرة بشعة، دايرة مفيش فيها غير كل سوء وبس.
-راجعة بدري يعني.
-بيتي يا ماما.
-كويس إنك فاكرة إن لسه ليكِ بيت.
سابتني ومشيت، أنا متعودة على الكلام دا كل يوم، نظرات الاحتقار منها للبسي، لإني بتأخر كل ليلة أكتر عن اللي قبلها، لأني مبقتش أهتم بدراستي، بس لأول مرة نظرتها توجعني، حسيت وقتها إن في شيء ملفوف على رقبتي وبيشد عليها.
دخلت أوضتي وبدأت أعيط، أنا حاسة إن في شيء هيحصل، قلبي مقبوض ومش متطمن.
كنت عايزة حد أمسك فيه ويشدني من كل الحاجات الوحشة اللي حواليا، كنت عايزة شخص أتمسك فيه ويشدني للنور، مش حابة أفضل كدا، مش حابة أفضل في قوقعة الحزن دي على طول.
مسكت موبايلي وفتحت الواتساب ودخلت على شات وعد، أنا عايزة أقرب لربنا، أنا حياتي كلها غلط؟ صحاب ولاد، لبس قصير، لبس مش ساتر، علاقتي بأهلي وقرايبي تكاد تكون معدومة، واللي يوجع أكتر إن علاقتي بربنا مش كويسة.