حكاية 23

55 10 0
                                    

-بصي يا وعد بصي، بيبصلي هناك أهو واللهِ.
-‏أيوة يعني لما يبصلك دي فيها ايه؟
-‏معنى كدا إنه بيحبني زي ما بحبه ياستي.
-‏أيوة وبعد الحب دا ايه؟
سكت ومعرفتش أرد فكملت وقالت:
-كيان ياحبيبتي احنا آه قد بعض وفي سن بعض وصحاب وأخوات وكل حاجة بس مش هشوفك بتغلطي قدامي وهسكت، احنا لسه 16 سنة، في أولى ثانوي، فترة مراهقة، بنحب وبننبهر بأي شخص، ودا مسميهوش حب لأنه مجرد اعجاب ياحبيبي، ف بلاش نوقع نفسنا في غلط احنا مش قده ولا حِمله، فاهمة يا كيان؟
قولت بحزن:
-‏فاهمة يا وعد.
خرجنا من السنتر وأنا زعلانة أوي، اللي هو أنا عارفة إني بحبه واللهِ بس بردو كلام وعد صح، أنا مش عايزة أقع في غلط أصلا، واللي هو بحاول مع نفسي كل لحظة والتانية إني موقعش نفسي في أغلاط كتيرة، آجي دلوقتي وبمزاجي أقع؟
-ممكن تستني؟
نزلت لمستوى البنت اللي وقفتني في الشارع وقولتلها:
-أكيد يا حبيبتي، عايزة حاجة؟
-‏آه.
مدتلي ايدها بورقة، فتحتها وكان مكتوب فيها كلمة واحدة بس
"إيكادولي."
بصيت ليها تاني وفي ابتسامة صغيرة ظهرت على وشي وقولت:
-مين ياحبيبتي اللي اداكي الورقة دي؟
-‏أنا معرفهوش.
سكتت شوية وبعدين قالت:
-بس هو اللي واقف هناك دا وبيبص عليكِ.
بصيت ناحية ما كانت بتشاور، لقيت غيث، يلهوي! داهو اللي كاتبها بجد؟ يا نهار ألوان، ايه القمر دا؟ أروح أقوله بحبك طيب.
هو أصلا أكبر مني بسنتين يعني في تالتة ثانوي، وبييجي معايا دروس في نفس السنتر، بشوفه صدفة، بس هو جميل، جميل وأنا حبيته، مش عارفة حبيته أو لأ لكن أنا بحس بفراشات بتطير من قلبي لما بشوفه.
طول الليل كنت حاضنة الورقة، هو قالي بحبك بجد؟ يعني بيحبني زي ما بحبه كدا؟ وبعدين دا بيقرأ روايات زيي وبيحبها؟ ياني لا دا كدا هحبه أكتر بقا.
مسكت الفون، لقيت نوتيڤيكيشن من الآسك، فتحته وكان مكتوب:
"لا أريد أن أنتزع غلاف قلبك الرقيق هذا وأجعله يبدو كقلب سيء أمام البعض، أود الحفاظ عليكِ حتى وإن كان الحفاظ عليكِ سيجعلني أظل بعيدًا عنكِ."
كنت عارفة إنها منه هو بالذات، قلبي حس بكدا، محدش بيبعتلي على الآسك ولا حد يعرفه، أنا بس منزلاه عشان بحب أتابع ناس معينة من عليه، بس هو عِرف ازاي إن عندي آسك أصلا؟
كانت الأيام بتعدي بلُطف كبير على قلبي، وجود طيفه حواليا بس كان كفيل إنه يسعدني جدا، أنا عارفة يمكن إني غلطت، مش يمكن أنا غلطت كتير، بإني كنت بدخل وببعت لِيه على الصراحة بتاعته كلام يشجعه ويحفزه على المذاكرة، أنا كانت بتمنى إنه يكون شخص أفضل، أفضل وأنجح من أي حد.
"عارف إن دا شيء صعب عليكِ، لكنني هسافر، أنا كنت مستنى النتيجة تبان وأسافر، لكنني هرجع أكيد، ومسيرنا نتقابل من تاني، وطرقنا تكون طريق واحد مش مجرد طريقين مختلفين، أتمنى متنسينيش، وأنا آسف ليكِ على أي شيء زعلك اول وجعك."
على قد حزني على قد ما كنت فرحانة وسعيدة، هو مسافر عشان يرجعلي، يرجع مخصوص ليا أنا، دا بالذات خلاني أنسى زعلي وأنسى كل شيء.
-مالك يا وعد زعلانة ليه؟
-‏مفيش.
-‏لأ في يا وعد قولي بالله عليكِ في ايه؟ طنط كويسة؟ عمو كويس؟ في حاجة عندكوا في البيت؟
هزت راسها بلأ فكملت:
-طب حصل ايه يا وعد بس فهميني؟
-‏غيث..
-‏ماله غيث؟
-‏كان مسافر امبارح و..
-‏وايه يا وعد وايه؟
-‏كنت معدية من جنب بيته الصبح وأهله كانوا منهارين، الطيارة بتاعته وقعت، ومحدش عارف إذا كان عايش أو ميت.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن