حكاية 67

24 1 0
                                    

-يا حبيبي كفاية بقى أنا تعبت.
-يا ماما شوية كمان بس.
-تميم أنا قولت كفاية يبقى كفاية.
بصلي نظرة استعطاف:
-شوية صغيرين كمان عشان خاطري يا ماما.
ولأني أم وقراراتي لا يمكن الرجوع فيها، وكلمتي عمرها ما تنزل الأرض أبدا، ولأن تربية ولادنا الصح لازم نضحي بحاجات كتير فكان لازم آخد ردة فعل بسرعة.
-هما نص ساعة بس مش أكتر، ومش هيزيدوا عن كدا لحظة واحدة.
أصل يعني مين هيشوف عيون ابني القمر دي ويتمالك نفسه من النظرة العسل؟ طالع لأبوه عسل حبيبي الله يديمه، وبعدين ننزل كلمتنا المرة دي ايه المانع يعني فداه حبيبي يعمل اللي هو عايزه.

-بس احنا متفقناش على كدا يا كيان.
-يا غيث هو ولد وصغير، سيبه يفرح ويلعب، بيقضي وقت فراغ، ولو مفيش حاجة تشغله إنت عارف بيعمل فيا ايه.
-بس مش مبرر يا كيان، احنا اتفقنا نربي ولادنا بشكل كويس، نخليهم يكبروا وهما عارفين أولوياتهم، مش أولى أولوية في حياتهم تكون الموبايل والنت والڤيديوهات وبس، في حاجات تانية أهم في الحياة.
-عندك حق، أنا آسفة أنا غلطت المرة دي.
مسك ايدي وباسها بحنان كعادته:
-أكيد هنغلط، وهييجي وقت أنا كمان أغلط فيه، المهم محدش فينا يسكت على غلط التاني، ونفضل مراية لبعض، ونفضل دايما خايفين على بيتنا وصحته النفسية، وحياتنا المستقرة.

تميم أول ولد وأول طفل ربنا رزقني بيه، معنديش أولاد تانية غيره، طبيعي كأم وأول طفل ليها بخاف عليه من الهوا حتى، ولكن في بعض الأوقات، وخاصة إنه بقى أكبر، أعقل شوية مش أوي، بقى يسبب ليا متاعب في البيت في أوقات فراغه زيه زي أي طفل، مكانه مش متروق ومبهدل، بيرمي هدومه على الأرض، مش مهندم ومش مرتب، ورغم إنه أذكى وأشطر حد في عيوني، إلا إني بغلط كتير في تربيته، ودا شيء بيرعبني، إني أكبره بشكل مش صح، في عالم مش صح، فيتحول لشخصية بشعة، ولكن لازم أغلط عشان أتعلم الصح، والحمد لله إن غيث هنا، الحمد لله إن عندي زوج زيه.

-ايه رأيك نعمل طبخة سوا؟
-بس أنا ممنوع أقف في المطبخ يا ماما.
-ما أنا هكون معاك يا حبيبي، بس عايزاك تشاركني، مش يمكن أنا أغلط في حاجة وإنت تصلحلي؟
بصلي باستغراب:
-هو إنتِ بتغلطي يا ماما؟
سؤاله على قد ما هو بريء وعادي لكنه ضحكني، كان بيبص ليا باستغراب، هي ماما اتجننت ولا ايه؟
-آه يا حبيبي بغلط عادي جدا هو أنا مش بني آدمة ولا ايه؟، وبعدين الشاطر هو اللي يغلط ويتعلم من غلطه، مش يكابر وميعترفش بيه، لازم نعترف بأخطائنا ونعدلها وإلا بقى..
بص ليا بخوف:
-وإلا ايه؟
غيرت نظرتي لنظرة معينة هو بيخاف منها:
-لازم يتعاقب.
-بس أنا مغلطتش عايزة تعاقبيني ليه؟
قربت منه وفجأة شيلته وفضلت أزغزع فيه:
-عشان بحب أعاقبك، براحتي يعني، مش أنا ماما؟ يبقى أعمل اللي أنا عايزاه.
كان بيضحك جامد وصوته عِلي، كنت بحاول أخلق وقت وذكريات حلوة معاه، يفضل فاكرها لما يكبر، لازم نخلق وقت مع ولادنا، يفتكرونا بيه، نسيب في بالهم فكرة حلوة عننا، لأن مش دايما الواحد بيفضل كويس مع غيره، بييجي أوقات بنتغير فيها، الظروف والمشاكل بتغيرنا.
-من غيري؟
بصيتله بضحك:
-الغايب ملوش نايب بقى احنا آسفين.
تميم اتكلم بحماس:
-بابا ينفع تيجي تعمل معانا بيتزا؟
بصيتله باستغراب:
-بيتزا ايه احنا متفقناش نعمل بيتزا.
-بس أنا بحبها يا ماما.
-يا عيون ماما من عيوني واللهِ
لقينا فجأة غيث سايبنا ودخل المطبخ، رفع أكمام القميص بتاعه، بص ناحيتي واتكلم:
-بس إنتِ اللي هتقودي المعركة دي، أنا وابني هنبقى جنود بننفذ وبس.
ضحكت وبصيت ناحية تميم اللي جري فجأة على باباه وحضنه، كان شعور لطيف، عيلة لطيفة ودافية وجميلة، هتمنى ايه أكتر من كدا؟

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن