-هتعملي ايه لو الحوار دا كان بجد؟
رفعت أكتافي ورديت:
-هعمل اللي كنت هعمله عادي.
بصلي باستفهام:
-وكنتِ هتعملي ايه؟
-اممم، بص أنا فاضلي حاجات بسيطة في الرفايع، لكن مستحيل مستحيل أتنازل عن المكتبة، مفيهاش هزار الحاجات دي.
-كيان إنتِ بتتكلمي بجد؟
-وأنا ههزر ليه يابني!
-المفروض لو الكلام دا صح يبقى دا حقك، إنك متجبيش حاجة.
-فكك.
-أفكني!
-أيوة فكك بجد، كل دا تريند ويومين وهينتهي والسلام، لكن احنا بنبني بيت يا غيث، بنبني بالنون، مش بتبني إنت، فاهمني؟
ابتسم:
-فاهمك.
-يلا كمل كدا كتابة وشوف ايه ناقصك، مش هنفضل قاعدين كل دا بنصيح وخلاص، عايزين نخلص اللي ورانا، ولا ناوي تهرب؟
ضحك:
-وأهرب منك ازاي؟
ابتسامتي اختفت:
-قصدك إني سجن؟
مسح على وشه:
-يا الله يا ولي الصابرين، مقصديش حاجة يا كيان، يلا أنا هقوم أمشي قبل ما النكد يطولني.
كمل كلام بصوت عالي عشان بابا يسمع من جوا:
-عايز حاجة يا عمي؟
رد بابا عليه:
-تسلم يا حبيبي.
دخلت من البلكونة وأنا مربعة ايدي قدامي وباصة ناحيته بلا مبالاة -دا أنا كدابة جدا- وقبل ما أقفل الباب وراه قال وهو بينزل:
-كان قصدي إني مقدرش أهرب منك لأني أصلا مش عايز أهرب.ابتسمت وأنا بقفل الباب وراه بعد ما مشي، حتى مهانش عليه أفضل زعلانة حتى لو بهزار وهو عارف إني بهزر، لكن مهانش عليه زعلي.
-لسه زعلانة؟
ياربي بقى! هو في إنسان كدا؟ دا أنا كدا هشك فيه زيادة!
-مش زعلانة بجد.
رد عليا بعدها بثانية:
-كنت بهزر.
-عارفة، وأنا كمان كنت بهزر، ومكنتش زعلت أصلا.
-بقيت بخاف أزعلك من ساعة اللي حصل قبل كدا في الشغل.
ضحكت، ضحكت أوي للذكرى دي.-إنتِ ازاي تحطيني في الموقف دا؟
-موقف ايه؟
-وكمان مش عارفة!
-هو في ايه؟ بترموا أي شيء على بنات الناس وخلاص؟
-إنتِ كمان مجنونة؟ كمان؟
-لا بقى دا إنت قليل الذوق.كان وقتها حصل سوء تفاهم كبير، والمدير حط اللوم على غيث، وغيث مكنش لُه أي ذنب، وحد قال إن الورق دا كان المفروض عندي، ودا كان شيء غلط تماما.
-ممكن تفهموني ايه اللي حصل؟
اتكلمنا في وقت واحد:
-هو السبب.
-هي السبب.
مستر إياد بص تجاه كل واحد فينا وضحك:
-انتوا أطفال؟
عيوني دمعت:
-حضرتك هو قلل مني أوي قصاد الكل، وأنا مليش ذنب في شيء.
-يبقى نسمع منه ونفهم سبب عمايله.
فضل يتكلم كتير ويشرح، ومستر إياد جمع التيم كله، وفي الآخر كل شيء ظهر، وطلعت مظلومة، وطلع هو كمان مظلوم، والأوراق دي كلها مكنتش تحت ايدينا أصلا.-أظن كدا إنك يا غيث مدين باعتذار لآنسة كيان.
التفت ناحيتي:
-وقدام كل التيم، وقدام المدير بنفسه أنا بعتذرلك.
دموعي المكتومة كلها فجأة خرجت، بدون أي سبب يذكر، خرجت من المكتب وفضلت قاعدة في الجنينة، أنا مكنتش عايزة دا يحصل.