-غيث رجع.
-رجع؟ رجع ازاي؟
-راح شقة مامته.
-طب امشي يا وعد دلوقتي.
-كيان إنتِ كويسة؟
عليت صوتي:
-امشي يا وعد قولت.خرجت وقفلت الباب وراها، وأنا قعدت على الأرض، فين كل القوة اللي كنت بتظاهر بيها؟ فين كل شيء كنت بحاول وبجاهد نفسي أبنيه؟ فين نفسي؟ فين قلبي؟ هو ليه مِشي؟
-كيان متعمليش في نفسك كدا.
-يا وعد سيبيني لوحدي، أنا كويسة.
-إنتِ كدابة.
-أنا فعلا كدابة، كدابة، كدابة وبحبه.حضنتها وعيطت في حضنها، افتكرت لحظة كتب كتابنا، افتكرت فرحتي وقتها، فرحتي اللي داس عليها بحروف كلامه اللي سممت فرحتي وطفت الفرحة فيها من يومها.
-كيان.
-نعم؟
-عايز أتكلم معاكِ شوية.
-أكيد.
-أنا بحب.
قلبي كان بيدق بفرحة، قلبي كان هو اللي باصص ليه مش عيوني، كنت مستنياه يكمل، كنت مستنية اعترافه دا بفارغ الصبر.
-بحب واحدة زميلتي في الشغل.
وياريته ما كمل كلامه، ياريته كان سكت، ياريته خدعني أو كدب عليا، حسيت نفسي قليلة أوي قدامه، احنا اتجوزنا لأن بابا وعمو شافوا إننا دايما مع بعض، ولاد عم وشافوا إننا ميالين لبعض، وعشان محدش يتكلم عليا اقترحوا الفكرة، ولما سكت أنا هو وافق، ليه وافق من الأول، ليه وافق؟ على الأقل كنت بحبه من بعيد، مكنتش عايزاه يقرب، هو اللي عطاني أمل، بنيت أحلامي كلها على أساس وجوده معايا فيها، ليه رجع دلوقتي؟ رجع ليه بعد ما سافر وسابني؟-غيث عايزك برا.
اتنفضت بخوف في مكاني:
-عايزني ليه؟
-مش عارفة.
-ماشي هخرج.قومت وأنا جسمي كله بيترعش من الخوف، السنة اللي هو مكنش هنا فيها حصل فيها كتير، كنت لوحدي، كنت لوحدي وكنت محتاجة كتفه أميل عليه، كنت عايزة أتحامى فيه من الدنيا، لكنه اختار يقف مع الدنيا ضدي.
-هتطلقني امتى؟
مش عارفة ازاي نطقتها، مش عارفة ازاي قولتها، مش عارفة ليه قولت كدا رغم إني مش عايزاه يطلقني من الأساس.
-ومين قال إني هطلق؟
فرحت مش هنكر، لكن هو مُصِر يقتل فرحتي دايما.
-إنتِ وصية بابا وعمي ليا قبل ما..
عيطت، عيطت كل العياط اللي كاتماه في قلبي، عيطت على خسارتي لأبويا، خسارتي لعمي، عيطت حبي ليه، عيطت على كل مرة كان لازم أعيط فيها ومعيطتش
قام وقرب مني وحضني، اتنفضت برعشة بمجرد ما لمسني، أول مرة يلمسني، أول مرة يكون قريب مني بالشكل دا، لكني ارتاحت، حتى لو هو مش بيعمل دا بدافع الحب، لكني كنت محتاجة دا جدا.أوقات الإنسان بيحب وجود حد جمبه، يحضنه ويقوله أنا هنا، يحضنه ويسمح ليه بإنه يتوغل جواه، يكون هو سنده، يفضل معاه وميسيبهوش، وأنا لحد دلوقتي ملقتش الشخص دا في حياتي، ودي كانت أول مرة أحسه هو الشخص دا.
-إنت مش مضطر تستحملني، إنت من حقك..
مكنتش عارفة أقولها، صوتي اتكتم لكني حاولت أتكلم:
-من حقك تحب، وتكون مع الشخص اللي بتحبه، من حقك تعيش حياتك مع شخص قلبك اختاره، مينفعش أكون مفروضة عليك بالشكل دا، حتى لو إنت موافق على دا، فأنا مش موافقة أكون كدا، وبالنسبة لوصية بابا أو عمي فإنت تقدر تعمل كدا من بعيد، متوقفش حياتك عشاني.
-ومين قال إنها واقفة؟
-نعم؟
مسك ايدي:
-تعالي نقعد ونتكلم، ينفع؟
هزيت راسي وروحت معاه على الكنبة وقعدنا، استنيته يتكلم، لكنه متكلمش
-إنت باصص ليا كدا ليه؟
-بحاول أفهمك.
-وتحاول تفهمني ليه؟
-لأني حابب أفهمك.
-أنا سامعاك.
اتنهد:
-من يوم جوازنا وأنا بحاول، بحاول أبعد عنك عشان مأذيكيش بكلامي، بعدت كل المدة دي عشان أبعد عنها وعنك، أنا مبقتش بكلمها، ولا بقيت بحن ليها وحسيت إني مكنتش بحبها، يمكن كان اعجاب بس مش أكتر، وكنت فعلا هتقدملها لكن شاء القدر ومحصلش نصيب، واكتشفت مؤخرا إنها اتخطبت لحد كانت بتحبه، مش موضوعنا، من وقت وفاة بابا وعمي وأنا استوعبت، احنا دلوقتي متجوزين، وإنتِ مش بس أمانة في رقابتي، ولكني هتسأل عنك، زي ما ليا عندك واجبات ليكِ عندي حقوق، وأنا مكنتش موجود من الأساس عشان يكون في حقوق، ودا شيء اكتشفت متأخر أنا عارف، لكنني ندمان، وحابب أصلح من نفسي، وحابب ندي نفسنا فرصة، يمكن ننجح سوا، يمكن نكون كويسين، يمكن نكوّن عيلة دافية وصغيرة تضمنا، ليه لأ؟