-يا ماما سيبيني أنام شوية بس انا نايمة متأخر والله .
=قومي يلا يا أروي بقا بلاش كسل ، وكمان هو مش انتِ المفروض تروحي الكلية عشان ورقك ، يلا قومي اجهزي عشان مريم اتصلت وزمانها علي وصول عشان تروحوا سوا .
-حاضر يا ماما هقوم أهو .
ياااه مش مصدقة خلاص ان جزء كبير من أحلامي اتحقق ودخلت كلية الطب ، وهدوسكوا بالبالطو بتاعي يا شوية عيال ، لا أنا هتغير بقي مش عايزين شغل العيال ده ، اتوضيت وصليت ولبست واستنيت مريم .
اتصلت عليها-ايه يا مريم انتِ فين ؟
=أنا وصلت أهو انزلي يلا بدل ما أطلع .
-طيب تمام نازلة .
=ايه القمر اللي علي الصبح دا يا ست أروي ؟
-ازيك يا مريومتي واحشاني والله .
=بتوهي ؟ ماشي ياستي ، أنا بخير الحمدلله أخبارك ايه بقي ياست هانم انت ِ؟
-أنا فرحتي مش سايعاني وحاسة اني في حلم ، مش مصدقة اني هبقي دكتورة ، لأ والبيست معايا كمان ، ده أحلي حاجة حصلت في حياتي والله .
=ربنا يقوينا بس ونعدي منها بنفسنا ، لأحسن أنا حاسة اننا هناخد مؤبد فيها .
-طب يلا ياختي نمشي ونروح بسرعة عشان نتمشي واحنا مروحين شوية .
خلصنا اللي كنا رايحين نعمله ، وأنا أصريت علي مريم اننا نروح نتمشي ونقعد علي البحر ، بحبه أوي بنسي نفسي قدامه ، مريم سابتني وقالت انها رايحة تشتري أكل ، استغليت فرصة عدم وجودها وقولت أستفرد بالبحر قبل ما ترجع وتزهقني برغيها ، مشيت وشكلي مشيت كتير كمان ، نسيت مريم ونسيت كل حاجة البحر كان حلو بطريقة تهبل ، وأنا بحب البحر أكتر في الشتا ، قعدت علي الشط وطلعت النوت بتاعتي جت في بالي كذا عبارة حلوة كتبتها وحطيت النوت جمبي ، قطع سرحاني صوت الموبايل وطبعا كانت مريم .
=انتِ فين يا هانم مدوخاني عليكي بقالي ساعة ومش لاقياكي يلا تعالي بقي أنا مستنياكي.
قفلت وكانت مخضوضة ، وأنا قلقت عليها قومت بسرعة وروحتلها ، هزأتني كالعادة وبعدها روحت البيت .
نمت كنت تعبانة جدا ، عدا أسبوع والنهاردة أول يوم في الكلية ، مكنتش أعرف أي حد ولا أي حاجة غير مريم ، وهي كمان سابتني عشان تروح تعرف جدول المحاضرات ، وأنا كنت بتمشي بكتشف المكان يعني هوبا خبطتني عربية .
=أنا آسف والله بس انتِ طلعتي قدامي فجأة ، قومي هوديكي المستشفي بتاعتنا وهكشف عليكي هناك .
-لو سمحت امشي أنا مش ناقصة .
=طب هو مينفعش حضرتك تتكلمي بزوق أكتر من كده ؟
-ممكن يا بنات تقوموني بس تودوني أي مكان ؟
وفجأة الشاب ده شالني وركبني العربية ، ومش عارفة ازاي سكت كده معرفتش أتكلم ، كان متعصب أوي وعروقه باينة ، خوفت منه بس سرحت في تفاصيله مش عارفة ايه حصلي كده!
=دراعك هيتجبس وأنا آسف مرة تانية مكنتش أقصد .
-تمام خلاص حصل خير .
=طب ما انتِ بتعرفي تتفاهمي أهو وتتكلمي براحة ، كان ايه لازمته انك تعصبيني كده ؟
-أولا انت خبطتني بعربيتك وبتزعقلي كمان ولا هو عشان يعني معاك فلوس تمشي تدوس الناس ، ثانيا بقي متدخلش في حاجة متخصكش أتكلم زي ما أنا عايزة .
اتعصب جامد وخرج من الأوضة ، اتصلت بمريم عشان تيجي تاخدني ونمشي .
=يالهوي يابنتي! ايه اللي حصلك ؟ دراعك ماله ؟
-مفيش يا ماما متخافيش حادثة بسيطة ، المهم أنا هدخل أنام شوية ومتخليش ابنك يرخم عليا وييجي يصحيني .
=حاضر يا بنتي خشي ارتاحي .
فضلت أسبوع منزلش الكلية ، شكلها كلية نحس من أولها ، وامبارح فكيت الجبس وهروح الكلية النهاردة ، أول ما وصلت لقيت حد بينده عليا .
=يا آنسة يا آنسة!!
-هو انت تاني ؟
=بصي من غير أي تلاكيك ومقدمات دي المحاضرات اللي فاتتك ، هتسألي ليه بعمل كده لأن بسببي مقدرتيش تيجي ، ازاي عملت كده أنا أكبر منك بسنتين وليا معارف كتير والموضوع سهل ، ومقصدش أحتك بيكي أو أي حاجة من اللي هتدور في دماغك .
خدت الورق منه ومشي وحقيقي كنت واقفة مصدومة لأن كل اللي قاله كنت هقوله فعلا ، ومريم الحيوانة دي كمان واقفة تضحك عليا.
سيبتها ومشيت عشان المحاضرة ، حقيقي كنت سرحانة أصلا وكل ما أفتكر الموقف أضحك ، روّحت البيت وكالعادة أخويا أحمد لازم يفضل يرخم عليا دايما ، نمت وصحيت علي صوت الموبايل وهو بيرن .
=انتِ صاحية ولا نايمة يا اخت انتِ ؟
-....
=اممم يبقي لسه صاحية ، قومي البسي يلا عشان هستناكي ونروح سوا .
-حاضر .
قفلت معاها وقومت لبست ونزلت ، وصلنا ومرت أول محاضرة بسلام ، كنت قاعدة في الكافيتريا ومريم تعبت وروّحت لقيت اللي بيشد كرسي وبيقعد .
=ممكن نبقي صحاب ؟
-هو ده اللي مش عايز تحتك بيا ؟
=يابنتي هو انتِ دبش دايما كده ؟ أنا بس عايزك تكوني صديقتي مش أكتر .
-طيب يا عم... أه صحيح أنا معرفش اسمك أصلا .
=اسمي آدم .
يالهوي أنا بحب الاسم ده! هو أنا هحبه عشان اسمه! ايه الهبل اللي أنا فيه ده ؟
-وأنا أروى .
=عارف .
مش عارفة ازاي مر الوقت بسرعة كده بس بقيت أنا وهو صحاب جدا ، ومريم كمان بقينا احنا الـ3 صحاب .
=أروي في رحلة طالعة شرم لازم تيجي .
_أيوة عندك حق يا آدم لازم نروح كلنا .
-ان شاء الله هشوف كده طيب وهقولكم .
روّحت البيت وكنت بفكر ازاي هقول لماما .
-ماما عايزة أتكلم معاكي شوية .
=اتفضلي يا حبيبتي اتكلمي .
-هو الصراحة في رحلة طالعة في الكلية وأنا عايزة أطلعها .
=بصي يا بنتي أكيد عارفة اني مش عايزة أحرمك من حاجة واني عايزاكي تعملي كا حاجة انتِ عايزاها سواء انتِ أو أخوكي بس انتِ عارفة ان اللي حصل خلانا منبقاش زي الأول واتحرمنا وحرمناكوا من حاجات كتير ودلوقتي اللي بييجي يدوب يكفي دروس أخوكي ومصاريفكوا متزعليش مني بس مش بايدي والله .
-لا يا ماما متقوليش كده ، عمري ما أزعل منك أبدا .
حقيقي زعلت ، كنت عايزة أطلع الرحلة أوي ، بس خلاص قدر الله وما شاء فعل ، متعوضة مرة تانية .
اتصلت بمريم وقولتلها مش هطلع وهي عرفت آدم ، بعدها بكام يوم "طبعا أنا منزلتش الكلية" لقيت مريم جيالي البيت ومعاها تذكرة للرحلة .
-ايه الهبل اللي بتعمليه ده ؟ مستحيل آخدها ومستحيل أطلع الرحلة دي أصلا .
=علي فكرة بقي يا أروي آدم أنا اديته الفلوس وراح حجز 3 تذاكر ليا وليه ولبنت عمه وهما اللي قالوا اللي هيشتري 3 تذاكر هياخد واحدة زيادة وقال ندهالك انت ِ، وكمان خلاص أنا قولت لطنط وعمو وهتطلعي غصب عنك .
مقدرتش أرفض وكمان عرفت بعدها ان آدم هو اللي اشتري التذكرة ليا .
ليلة الرحلة كنت بحضر هدومي والحاجات اللي كنت هاخدها معايا ، بعدها نمت ، لما صحيت اتصلت بمريم عشان هستناها ونروح لمكان التجمع عشان نركب الأوتوبيسات ، وصلنا للمكان وكان آدم واقف مع بنت عمه "رانيا" سابها وجالنا يسلم علينا ، جسيت انها زعلت جامد وكده وغيرة يعني ، وأخيرا الأوتوبيس وصل .
_ايه يا آدم تعالي اقعد جمبي هنا رايج فين ؟
=لا يا رانيا اقعدي جمب صحابك أنا هقعد مع أروي .
وشها اتحول للون الأحمر فجأة ، والله مكنتش عايزة ده يحصل بس هو اللي رد بقي .
قعد جمبي وفضلنا نضحك ونهزر بعدها أنا نمت ، ولما وصلنا خدت شنطي ومريم وطلعنا للأوضة بتاعتنا في الفندق وروحنا في النوم طبعا .
صحيت تاني يوم العصر تقريبا مكنش في حد في الأوضة وكان في صندوق علي السرير ، فتحته وكان فستان ومعاه ورقة مكتوب فيها "البسيه وانزلي هيطلع حلو أوي عليكي" وبالفغل لبسته كان جميل بطريقة متتوصفش ، ونزلت وكانت الدنيا ضلمة خالص وفجأة ظهر آدم .
=تقبلي تتجوزيني ؟
كان في ايدو خاتم جميل جدا ، مقدرتش أرفض عشان كنت فعلا بحبه وبدأت أتعلق بيه ، هزيت راسي بأه ولبسني الخاتم ، وبعدها ورد كتير وقع علينا ، حقيقي اليوم كان حلو جدا وكنت مبسوطة وفرحانة أوي .
=أوعدك أول ما نرجع هاجي أخطبك .
-وأنا عارفة انك قد وعدك .
والرحلة كانت جميلة جدا استمتعنا بوقتنا ورجعنا تاني للكلية وهمها وقرفها .
مكنتش أتمني اني أرجع من الرحلة بعد رجوعي منها آدم بعد عني ، ولما انه هيخطب الخبر وقع علي قلبي ، اتصدمت أوي فيه ، أيوة مش هعيط عشان كانت سعادة مؤقتة ، ازاي يبص لواحدة مش من مستواه الاجتماعي ؟ لقيت صوت عالي بره فخرجت أشوف ايه اللي بيحصل .
_يا أحمد والله الوقت مش مستحمل اهدي وكله هيتصلح والله .
=انتوا عايزين مننا ايه تاني أكتر من اللي أخدتوه ؟
≠أحمد اسكت خالص ، في ايه يا محمد جاي ليه ؟
_يا عمي أنا لسه عارف كل حاجة دلوقتي ، وان بابا هو اللي خبي أوراق ورثك لما جدي مات ، بابا تعبان أوي يا عمي وطالب يشوفك .
≠أكيد يابني أشوفه وأنا هاجي حالا .
-انت بتقول ايه يا بابا ؟
≠وفاء خدي عيالك وادخلوا جوا .
كنت مستفربة رد فعل بابا أوي ، ازاي يقبل يروح مع الناس اللي بوظوا حياتنا ؟
=اقعدي يا أروي اقعد يا أحمد واسمعوا كلامي من غير أي تعليق ، أبوكوا يعتبر هو اللي ربي عمكوا محمود وأخوه الصغير غلط وعرف غلطه واعترف بيه وعايز يصلحه عشان ميكونش عليه غلط قدام ربنا لو توفاه الله ، متقفوش قدام أبوكوا ولا رغبته اقفوا معاه مش عليه .
≠يلا يا وفاء لمي هدومك وهدوم العيال احنا هنرجع القصر بتاع عيلتنا من تاني ، ونرجع بلدنا يلا .
كل ده بيحصل بسرعة ومش فاهمة حاجة ، عدا أسبوع والأوضاع هنا حلوة جدا وبدل ما أنقل كليتي هنا جتلي فكرة أحسن .
-بابا أنا عايزة أسافر أمريكا أكمل تعليمي هناك .
=ليه يا بنتي هو التعليم هنا وحش ؟
-لأ يا بابا بس هناك بيهتموا بالشهادة أكتر ، ياريت مترفضش رغبتي .
_وهتبعدي عني كده يا بنتي ؟
-معلش يا ماما أنا هكون مرتاحة كده .
≠خلاص يا ايهاب سيب بنتك علي راحتها ومحمد ليه معارف هناك وهيساعدها علي الاقامة والورق وكل حاجة .
سافرت كنت بهرب من وجع اتسببلي هنا ، مقدرتش أكرهه ، مقدرتش أخرجه من قلبي .
"بعد مرور 6 سنوات"
النهاردة اتخرجت من الكلية وأخيرا هرجع مصر بعد 6 سنين من الوحدة ، رجعت وكان فاضل علي فرح أحمد أخويا "بقي مهندس قد الدنيا" وهنا بنت عمي أسبوع .
=ها يا أروي هتعملي ايه بقي هنا في مصر ؟
-مش عارفة والله يا بابا لسه .
=في شركة كبيرة ناوية تشاركنا وهي ليها كذا مستشفي في مصر ، وان شاء الله أحمد يبدأ شغل فيها بعد فرحه وانتِ تكوني دكتورة فيها كمان ايه رأيك ؟ وكمان ابنه هيشتغل فيها هو دكتور هو كمان .
-فكرة حلوة يا بابا ، موافقة طبعا .
=علي بركة الله ، عايزك تروحي انتِ ومحمد ليهم وتدعيهم لفرح أحمد .
-حاضر يا بابا ، يلا يا محمد نروح دلوقتي عشان مش فاضية بالليل .
وصلنا الڤيلا ودخلت أنا ومحمد وقعدنا لحد ما ابن شريك بابا جه .
=آسف للتأخير بس كنت مشغول بس .
هو.. صوته.. لأ مش معقول يرجع تاني لأ مش معقول .
_طب معلش أنا آسف جالي تليفون مهم .
-اتفضل الدعوة ، عن اذنك .
=أروي!! استني متمشيش عايز أوضحلك حاجات كتير .
دخلت بنت صغيرة وجريت علي آدم وهي بتقوله بابي .
مقدرتش أسيطر علي دموعي -هو ده اللي عايز توضحهولي ؟
سيبته وطلعت أجري روّحت البيت ودخلت أوضتي وفضلت أعيط ، ازاي يرجع تاني ازاااي ؟ اتجوز وعاش حياته وأنا عايشة علي ذكري وجعه ليا! أنا خلاص هخرجك من كل حياتي .
كنت مشغولة جدا بقيت الأسبوع مع هنا عشان فرحها ، مفكرتش فيه ، والنهاردة فرح أحمد أخويا فرحانة جدا بيه .
دخلت أوضتي لقيت صندوق علي السرير فتحته لقيت فستان ومعاه ورقة فيها "البسيه وانزلي هيطلع حلو أوي عليكي" نفس الكلام ونفس الحركة ، وحقيقي مش عارفة ازاي لبسته ونزلت ، مكنش في غير آدم واقف قدامي .
=ممكن تسمحيلي أشرحلك ؟
-تشرح ايه بس ؟
=ممكن تسكتي وتسمعيني ؟
أنا مش متجوز ولا حاجة اللي قالتلي بابي دي تبقي بنت رانيا ، رانيا ماتت كان عندها كانسر وملحقنهاش وأبو جني مات في حادثة قبل ما رانيا تتوفي ، ومن ساعتها وأنا بعتبرها بنتي .
عيطت عشان ظلمته بس منستش وجعه ليا من 6 سنين .
-وبالنسبة لوعدك اللي منفذتهوش ؟ انت كداب يا آدم امشي أنا بكرهك .
=بتكرهيني! طب لسه لابسة الخاتم ليه ؟ اسمعيني بس أنا لسه مخلصتش كلامي ، لما رجعنا من الرحلة وكلمت أبويا موافقش اني أتجوزك لأن هو كان عايزني أتجوز بنت شريكه لكن أنا موافقتش ومتجوزتش ولا خطبت حتي سامحيني أنا لسه بحبك ومنستكيش وكنت بدور عليكي وسألت مريم عليكي ومكنتش بترضي تقولي أي حاجة عنك .
-أنا بحبك .
=تتجوزيني ؟
-المرة دي قد كلامك ؟
=أيوة .
-خلاص يلا نتجوز .
"كُنت أنا يومًا ما ، لكن الآن كُلي أَنت"
#أروي_إيهاب