حكاية 47

37 5 0
                                    

بدموع:
-أنا بس كان نفسي يفضل.
-لو كان خيرًا لَبقى.
-‏بس أنا بحبه!
-‏وهو مقدَّرش حُبك.
-‏نفسي يرجع.
-‏هترجعي للحزن برجلك؟
-‏الحب بيعمل أكتر من كدا يا وعد.
مسكت ايدي:
-دا مسموش حب يا كيان، دا اسمه تعلق يا حبيبي مش أكتر، احنا مش بنروح نرمي نفسنا في النار ونقول بنحب.
-‏يمكن غصب عنه.
-‏غصب عنه ايه يا كيان؟ ما كفاية دفاع عنه بقى، ايه هتستني لما يقتـ.ـلك عشان تصدقي إنه مش بيحبك؟
دموعي زادت:
-‏أنا بس كان نفسي يفضل معايا، هو أنا وحشة أوي كدا عشان محدش يحبني ولا يفضل معايا؟
قربت عليا وحضنتني:
-‏إنتِ أجمل بنت في الدنيا كلها، اوعي تشوفي نفسك وحشة بسبب حد ميستاهلكيش، واحد مقدرش مخاوفك وظروفك، واحد مقدرش إنك بتمري بظروف صعبة، الظروف الصعبة بتبين معادن الناس يا كيان، وكويس أوي إنه بان على حقيقته قبل كتب الكتاب.
-‏أنا تعبت أوي.
-‏حاسة بيكِ واللهِ.
اتكلمت باندفاع:
-‏لأ، محدش يقولي حاسس بيا، محدش يقول إنه فاهمني وفاهم بمُر بايه، انتوا مش عارفين في دماغي في ايه، ألف سيناريو وقصة، ألف ألم ووجع، ألف قهرة وخذلان، ومحدش يعرف قلبي حتى فيه ايه، مش قادرين تعترفوا إني مريضة؟ ياستي أنا معترفة، أنا مصدقة مرضي، سيبوني حتى أتعالج.
-‏يا كيان بس..
-‏بس ايه يا وعد؟ بس ايه؟ انتوا شايفينني مجنونة؟ لا حقيقي كلكوا بقيتوا شايفينني مجنونة؟ دا أنا أعقل واحدة فيكوا، مش دا كان كلامكوا عني؟ فين بقى الكلام دا؟
-‏يا كيان من ساعة اللي حصل وإنتِ اتغيرتي.
-‏كنت تعبانة، كنت بعاني وفاتها لوحدي، كنت بمـ.ـوت كل ليلة من الوجع ومحدش حاسس بيا، كنتوا بس شايفين إني بمُر بحالة حزن، محدش كان عارف إني بغرق، رغم إني كنت بستنجد بيكوا لكنكوا كنتوا بتبسموا وتمشوا، بتسيبوا ايدي وتمشوا.
-‏يا كيان احنا مش وحشين كدا.
-‏أنا اللي وحشة يا وعد، سيبيني وامشي.
-‏طب روحي لغيث حتى.
زعّقت فيها:
-‏مش عايزة أسمع سيرته ولا اسمه، ومش رايحالُه ولا رايحة في أي مكان يخصه، سيبيني وامشي بقى.

الحزن بيقتلـ.ـنا من غير ما نحس،
بيتسرسب جوانا لحظة ورا التانية من غير ما نعرف،
وفجأة بنفوق من تخديره لينا،
والألم بيظهر، الوجع بيزيد، ودموعنا عمرها ما بتجف.

-إنتِ لازم تتعالجي.
-كنت اتعالجت من زمان.
-بس العلاج دلوقتي هينفع.
-مفيش حاجة هتنفع، أنا اتدمرت خلاص.
-بس يا كيان..
-مفيش بس يا وعد، سيبيني في حالي.
-لازم تقابلي غيث يا كيان، لازن.
بمجرد ما قالت اسمه اتعصبت، دمي اتحـ.ـرق، عايزاني أقابله بعد كل اللي حصل بسببه؟ بعد حياتي اللي اتدمرت وحياتها اللي ضاعت؟
وحياتي اللي واقفة على لحظة حصلت زمان، عايزاني أشوفه بعد كل دا ليه؟
-مش يمكن يبرر موقفه؟ وخصوصًا إنه عارف إن حياتك واقفة من سنتين يا كيان.
-يبرر ايه؟ هيبرر إنه قتلـ.ـها بايه؟
-مقتلـ.ـهاش يا كيان، ليلى انتحـ.ـرت.
-وهو كان السبب، يبقى قتـ.ـلها يا وعد ولا لأ؟
-بس إنتِ كدا بتظلميه، إنتِ ناسية هو كان ايه بالنسبة ليكِ يا كيان؟
قلبي اتقبض فجأة:
-مش ناسية، بس بحاول أنسى، ومش عايزة أفتكر.
-افتكري إن غيث هو علاجك، والقصة ناقصة، يمكن تكملتها عنده هو، يمكن الحقيقة عنده، يمكن اللي حصل دا كله كان مُدبر.
-إنتِ بتقولي ايه يا وعد؟ إنتِ اتجننتي!
-أنا أختك يا كيان، وقبل ما أكون أختك فأنا اللي ربيتك، وبحس باللي حواليكي، بحس منهم الحب والكره ليكِ، وليلى عمري ما شوفت حب في عينها ليكِ.
-أكيد غلط، ليلى كانت بتعتبرني أختها.
-كلمي غيث، وقابليه، يمكن الحقيقة تبان يا كيان، يمكن كل شيء يتغير.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن