اسكريبت 47

24 3 1
                                    

-مش هيفع تعملي كدا، مش ينفع.
-دي حياتي وأنا حرة فيها.
مسك دراعاتي الاتنين بعنف واتكلم بصوت عالي:
-وأنا مش هسمحلك تدمري حياتنا، مش هسمحلك.
-حياتنا كدا كدا اتدمرت يا غيث، اتدمرت.
-كيان افهمي، إنتِ اللي بتدمرينا باللي بتعمليه دا، مش بتدمريني أنا وإنتِ وبس، فكرتي في ليلى؟ فكرتي في بنتنا؟
-كل دا عشانها، كل دا عشان ليلى.
-إنتِ كدابة، إنتِ بس بتهربي.
-أنا بضمن ليكوا حياة سعيدة بعيد عني.
مسِك ايدي، مسح على وشه بهدوء، دقيقة ساكت وبعدها اتكلم بنبرة كلها هدوء:
-كيان.. أنا بحبك، وإنتِ بتحبيني، أنا عارف، متأكد مش بس عارف، إنتِ كدا مش بتضمني لينا حياة سعيدة، إنتِ كدا بتدفنينا، احنا مكاننا هنا، سوا، مع بعض، ولبعض، أي شيء مهما كان صعب، وحش، قوي، فاحنا مع بعض أقوى منه، مهما كان ايه، حتى ولو كان المرض، فاحنا بايدنا نواجهه ونتغلب عليه، متسيبيش نفسك للحزن ولأفكارك تتغلب عليكِ وتتحكم فيكِ بالشكل دا.

سيبت ايده، قعدت على الأرض، حسيت بالضعف، الإنسان عمره ما هيحس بالضعف إلا لما صحته تخونه، لما يحس إن عداد عمره بيقل، إنه مش هيشوف الناس اللي بيحبها من تاني، إن فاضله أيام معدودة ويفارق الدنيا، من كام ساعة كنت عايشة، بضحك، بهزر، فرحانة مع بيتي، مع جوزي وبنتي، وبين ثانية والتانية الدنيا اختلفت، الألوان بقت باهتة، وأحلامي بدأت تقع.

-كيان في ايه؟ مالك؟
بصيتله بدون وعي أو تركيز، أنا حتى مش فاهمة ايه حصل! أو ازاي حصل، لكن أنا لقيتني فجأة بقع على الأرض وبس.
-أنا مش حاسة بحاجة، حاسة إني متخدرة.

وفي ثانية شالني وروحنا المستشفى بعد ما ساب ليلى عند والدته اللي كانت قلقانة وخايفة عليا.

-مالها يا دكتور؟
-في تحاليل كتير مفروض تعملها حاليا، وبعدها هنقدر نحدد الوضع كويس.
سكِت شوية بعدين اتكلم مرة تانية:
-حضرتك كنتِ بتشتكي من أي تعب؟
-من فترة دراعي كان اتكسر بسبب خبطة بسيطة، وكنت بحس بألم دايم في جسمي، تحديدا في العضم، وكان بيظهر تورم في مناطق، لكن كل دا مكنش بيفضل ثابت، كان بس بيكون لأيام ويختفي، هو في حاجة؟
-اتطمني، التحاليل هتبين لينا كل شيء.

ساعات وأنا قاعدة والتفكير بياكل دماغي، تفكير ومش راضي يقف ولا يسكت، خوف، خوف كبير عليا وعلى غيث وعلى ليلى، هو أنا ممكن أمشي وأسيبهم!

-خير يا دكتور.
بص ناحيتنا بتأمل شوية بعدين وجّه نظره تجاهي:
-إنتِ مؤمنة بقضاء ربنا، مش كدا؟
ضغطت على ايدي جامد، نبضات قلبي زادت، وفي اللحظة دي أيقنت إن في حاجة في حاجة خطيرة كمان.
ابتسمت:
-أكيد.
-وكمان مؤمنة إن أي مرض دا ابتلاء واختبار من ربنا.
-أيوة.
-حضرتك مصابة بكانسر في العظام.

كان بيتكلم عن خطة العلاج، وإن المرض لسه في أوله، وإنه بدأ ينتشر وعشان كدا لازم أبدأ في الجلسات، وعشان كدا مكنتش حاسة بأي شيء وقت ما وقعت.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن