-نينينيني، كدا إنت جامد ومفيش منك اتنين يعني؟
صوته عِلي أكتر:
-إنتِ شخصية مريضة، إنتِ مجنونة؟ ازاي تعملي كدا؟ في انسان طبيعي يعمل العَملة السودا دي؟ دا إنتِ يومك مش فايت.
-هتعمل ايه يعني؟ هتطردني من الشغل؟ واللهِ ياريت الواحد زهق أصلا.
ابتسم ابتسامة شريرة:
-وأنا أنولك اللي في بالك ليه؟ أنا هسيبك هنا تدوقي من شر أعمالك، على شغلك يا آنسة.
يابن التيت! بالله عايزة أمسك دماغه أفشفشها فشافيش صغيرة كل فشفوشة أصغر من اللي قبلها، رافع مناخيره للسما على اللا شيء وخلاص.
-الخناقة على ايه المرة دي؟
-اسكتي يا وعد أنا مش طايقة نفسي.
-كيان إنتِ زودتيها مع مستر معتز، كل مرة يحذرك والبعيدة متخلفة، مفيش تركيز، مفيش استيعاب، بتفكري برجلك بجد.
-طب سايبني في الشغل ليه طالما أنا مش قده؟
سمعت صوته من ورايا:
-تخليص ذنوب.
-نينينيني.
وعد قرصتني في كتفي وقالت بصوت واطي:
-هو ابن أختك؟ ايه نينيني دي؟ بطلي هبل.
-سيبوني عليه.
-محدش ماسكك أصلا.
-أصلا؟
-أصلا.
حاسة إني زودتها سيكا، مش سيكا أوي، سيكا كبيرة، بس هو اللي شخص مستفز، مدير بارد وغِتت، وسمج، وأنا مش بكره في حياتي قد الناس السمجة.
-آنسة كيان كنت جاي أديكي الورق دا، عايز يتراجع.
رفعت راسي من على المكتب بإعياء:
-تمام سيبه هنا.
-إنتِ كويسة؟
-ها؟
-إنتِ شكلك تعبانة، ثواني هجيبلك شيء وراجع.
مشي وسابني، هو مين دا أصلا؟
-اتفضلي.
-هو إنت مين؟
ابتسم:
-أنا غيث، سلامة نظرك.
-غيث؟ مين غيث؟
-مالك يا كيان فقدتي الذاكرة ولا ايه؟ خدي كلي بس وهتبقي زي الفل.
مسكت الأكل من ايده وبدأت آكل، خلصت أكل وغمضت عيوني خمس ثواني بس، خمس ثواني.
-نهارك أبيض إنتِ بتصرخي كدا ليه؟
-إنت بتضحك عليا إكمني وحدانية لا بيا ولا عليا؟
-بضحك على مين يابنت الناس أنا جيت جمبك؟
-بتستغل إني مش في وعيي عشان مأكلتش وتستغلني؟ اخس على الرجالة، رجالة آخر الزمن.
-شكلك عبيطة دلوقتي، أجيلك وقت تاني.
ضحكت على كلامه، فتحت الشنطة وكملت أكل، أينعم هبيت فيه آه بسبب خضتي، بس دا ميمنعش إنه جايب أكل بحبه أوي، زميلي في الشغل بس زميل جدع، ياتي ياتي.
-واللهِ العظيم ما عملت حاجة ياربي، هو كل حاجة كيان كيان، مفيش على لسانكوا غير كيان؟
اتكلم بعصبية:
-كيان احنا مش بنهزر، الورق دا فيه غلطات كتير، دا معناه إنه متراجعش أساسا، ودي كانت مسئوليتك إنتِ، الشركة لو خسرت المناقصة دي هيكون بسببك، وانسي الترقية اللي كنتِ هتاخديها، لأنك أصلا متستحقيهاش.
-أنا.. أنا معملتش حاجة واللهِ، حضرتك ظالمني، واللهِ راجعته مش عارفة ايه حصل.
غيث اتكلم فجأة:
-أنا اللي اتلغبطت في الملفات يا فندم، بسببي مش بسبب كيان.
بصيتله بخضة من كلامه، هو بيقول ايه؟ ياربي هيخسر شغله بسببي.
بصيتلُه بصدمة:
-إنت بتقول ايه؟
-أيوة يا فندم أنا السبب مش هي.
-غيث!
مستر معتز اتكلم:
-تعالى يا غيث على مكتبي، حالا.
مشي معاه وأنا واقفة مكاني مش بتحرك، هو عمل كدا ليه؟ ياربي مستر معتز مش هيرحمه حقيقي.
خرج من المكتب فجريت عليه بسرعة:
-إنت عملت كدا ليه؟
ابتسم:
-عشان حابب أعمل كدا.
-هتمشي من الشغل؟
-لا مش للدرجادي.
-مكنش لازم تعمل دا، يمكن أنا السبب، ومراجعتوش كويس.
-كيان أنا شايفك وإنتِ بتراجعيه وأكتر من مرة كمان عشان ميكونش فيه غلطات بعد كدا، أكيد الورق اتبدل.
-أنا آسفة، بجد مش عارفة أعمل ايه، حقيقي آسفة إنت مش مضطر تشيل شيلتي كدا.
-أنا عايز أشيلها.
-ايه؟
اتنهد:
-كيان أنا عايز أقابل بابا.
-طب ما تقابله أنا مالي؟
خبط على دماغه:
-يا الله، باباكِ إنتِ يا كيان.
-أيوة ماشي ب... ايه؟
ابتسم:
-ايه؟ ها ايه؟
-ايه؟
-رأيك ايه؟
قولت بسرعة وأنا بجري:
-بص، هو بابا بيحب الشوكلاتة، وبيحب الورد، هاتلُه الحاجات دي وهو هيوافق عليك على طول، ومش بعيد يحبك جامد أوي أوي بعدها."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب