حكاية 54

34 4 0
                                    

-ازاي يعني عايزاني أتجوز واحدة جاهلة؟ عايزة شكلي يبقى ايه قدام صحابي ومعارفي؟
-اهدى يابني، اهدى مينفعش صوتك العالي دا.
-لا ينفع، لما تبقي بتجبريني على حد مش مناسب ليا يبقى لازم أعترض.
-صوتك العالي دا مش حل، اهدى وخلينا نقعد نتكلم بشويش.
-مفيش كلام يا أمي، هنتكلم في ايه؟ ولا هنقول ايه؟ كل شيء واضح، لا أنا مناسب ليها، ولا هي مناسبة ليا ولمركزي الاجتماعي، وشكلي ومنظري قدام معارفي، أنا هعرف أحافظ على صورتها، هل هي بقى هتعرف تحافظ على صورتي قداهم؟ أكيد لأ.
-كيان بنت كويسة، إنت بتظلمها بكلامك دا.
-إنتِ يا أمي اللي بتظلمينا دلوقتي بقرارك دا، لأنه مستحيل يحصل، مستحيل.

قفلت الباب عليا وفضلت قاعدة مش عارفة أتحرك، أنا مختارتش حياتي، مختارتش ظروفي، مختارتش أهلي، مختارتش إني مكملش تعليم عشان أشتغل وأصرف على اخواتي، أنا مختارتش كل دا، أنا بس كنت عايزة أعيش بخير.

-كيان افتحي الباب، أنا عارفة إنك سمعتي كلامه.
كلامه اللي قتـ.... لني بيه؟ كلامه اللي عامل زي الشوك في قلبي دلوقتي؟ ليه شوية حروف وكلام يوجعونا بالشكل دا؟ ليه الناس مؤذية؟

-يا كيان بالله عليكِ تفتحي، أنا آسفة ليكِ بالنيابة عنه، هو أكيد مكنش يقصد اللي قالُه.
لأ، كدب، هو كان يقصد، كان يقصد كل حرف وكل كلمة اتقالت، بيكدبوا عشان أبقى بخير؟ أنا عمري ما كنت بخير، ليه مهتمين بيا دلوقتي؟

-أنا السبب، عارفة إنك كنتِ رافضة الفكرة، بس أنا متوقعتش إن دا يحصل بجد، سامحيني، أنا السبب.
أنا السبب، أنا الحاجة الغلط الوحيدة في حياة أي حد، أنا انسانة نكرة في عيونهم دايما، هفضل دايما مهما أشتغل وأتعب ولا حاجة، وهما كل حاجة، كيان متسواش حاجة بالنسبة ليهم، كيان متسواش أي شيء، من غير أهل يدعموها، من غير ناس يقفوا في ضهرها وصفها، من غير تعليم يكون سندها وقوتها وتعرف تاخد حقها بيه، كيان وحيدة، كيان بتتوجع بسببهم، كيان عايزة تنتهي.

-هتفضلي حابسة نفسك كدا؟ طب ومين هياخد باله مني؟ افرضي تعبت دلوقتي؟ يرضيكي أمـ.... وت؟
فتحت الباب ورديت:
-لأ ميرضينيش.
-أخيرا فتحتي الباب! تعالي يلا نتكلم.
-مش عايزة أتكلم في حاجة.
-طب على فكرة مامتك اتصلت وكانت بتتطمن عليكِ.

سيبتها وجريت على التليفون ورجعت اتصلت بيها تاني.
-أيوة يا أمي، ازيك يا حبيبتي عاملة ايه؟
-مش بخير طول ما إنتِ بعيدة عن عيني يا بنتي، مش بخير من غير وجودك معايا، مش بخير أبدا.
دموعي بدأت تنزل:
-اهدي يا أمي، بالله عليكِ تهدي، إنتِ عارفة أنا هنا ليه، أنا هنا عشانكوا، عشانك وعشان أبويا وأخواتي، مش هينفع أرجع وأشوفكوا بتتعبوا وبتعانوا ومش قادرة أساعد، سامحيني يا أمي بس مش هينفع المرة دي.
-وحشتي قلبي وعيني يا حبيبتي، وحشتيني يا كيان.
بدأت أعيط ومتحكمتش في أعصابي:
-وحشني حضنك أوي يا أمي، وحشني أوي.
-صوتك مش بخير يا كيان، حصل ايه؟ متكدبيش عليا وقوليلي الحقيقة، الناس دول بيعاملوكي وحش؟
-محصلش حاجة يا حبيبتي اتطمني، والناس هنا بيعاملوني أحسن معاملة، الست ليلى ربنا يشفيها أحن حد عليا، وأنا وهي لوحدنا هنا زي ما إنتِ عارفة، وهي ست طيبة أوي.
-ربنا يسهلك أمورك يا حبيبتي ويكتبلك الخير.
-يارب يا أمي، يارب، ادعيلي كتير.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن