حكاية 71

17 1 0
                                    

-يعني مش هينفع تحاولي عشاني؟ عشاننا حتى؟
-سيبني في حالي! أنا مش عايزة أحاول عشان حد، ولا عايزة حد يحاول عشاني، أنا عايزة أكون لوحدي، لوحدي وبس.
-بس أنا هنا، هفضل دايما هنا ومعاكِ، هفضل دايما موجود، عشانك يا كيان.
-مطلبتش منك تفضل هنا، مش عايزة حد معايا، قولتلك عايزة أكون لوحدي. 

سيبته ومشيت، مش كلنا اتخلقنا عشان نحب، في ناس الحب بالنسبة ليها شيء وحش، وأنا من الناس دي، ليه أحب وأتعلق بشخص! ليه محبش نفسي وأعيش لوحدي وبس؟ 
ومش كلنا اتخلقنا عشان نفضل مع ناس حابين وجودنا، في أوقات كتيرة بنكون حابين الوحدة، عايزينها تكون حياتنا، ورغم إنها عمرها ما كانت كويسة، ولكنها مريحة، أو احنا اتعودنا عليها فبقت مريحة.

-مش هتبقى عيشة يا كيان. 
غطيت وشي بالبطانية:
-أنا مرتاحة كدا. 
-إنتِ كدابة. 
-طيب. 
-كيان قومي كلميني زي ما بكلمك. 
-مش عايزة أتكلم. 
-كيان! 
قومت اتعدلت: 
-عايزة ايه يا وعد؟ 
-بتحبيه، وأنا وقلبك عارفين، ليه بتكابري؟ 
-مش بحبه. 
-مش عايزة أقولك حالته عاملة ازاي من ساعة اللي حصل. 
-ماله؟ حصله ايه؟ 
بصت لبعيد وكأنها مش مهتمة بكلامي: 
-مش مهم بقى، أصلك مش مهتمة.
-يا وعد!
-أكيد مش بيخرج، ولا مش بيروح شغله، وقاعد في بيته محدش عارف هو حالته عاملة ازاي.
-ممكن تسيبيني لوحدي؟

قامت ومشيت وسابتني..
دايما احنا اللي بنختار لنفسنا الوجع، بنكتبه على نفسنا بايدنا، بنخاف نواجه فبنهرب، فبنتوجع أكتر، فبنعيش مع الوجع وكأنه شيء عادي، بس أنا مش عارفة أرجع، أنا عايزة أرجع بس مش عارفة، محتاجة وجوده، بس مش عايزة أظلم حد، أنا مش عايزاه يمشي، ولا أنا عايزة أمشي..
أنا بس عايزة أفهم أنا ايه!

-ممكن ترد عليا؟
بعتها وشافها في نفس الثانية بعد ما حاولت أتصل بيه كتير ومردش عليا، عرفت إنه فاتح الشات بتاعنا وبيقرأه، اتصلت تاني ورد عليا في ساعتها.

-هتفضلي ساكتة؟
-حابة سكوتنا.
-بس أنا مش حابه.
-أنا خايفة.
-تعرفي إن دي أول مرة تشاركيني إحساس ليكِ؟
اتنهدت بفقدان أمل ويأس، بين لحظة والتانية افتكرت فجأة إننا متجوزين، مكتوب كتابنا، عملنا فرح، يعني في بيننا رابط قوي، بس مش موجود، هو مجرد رابط ومسمى، بس أنا مش حاسة بحاجة، يمكن مشكلتي الكبيرة إني مش حاسة!
-عايزة ايه؟
-تفهمني.
-ساعديني أفهمك.
-مش هعرف.
-ليه؟
-لأني معرفتش أساعد نفسي.
-كيان.
حسيت بقلبي بيتخطف، مش بحب حد يقول اسمي في نص الكلام، بتخض، بحس بشيء مخيف، إحساس وحش وحلو عشان اسمي منه هو.
-نعم؟
-ممكن تيجي بيتنا؟
-بيتنا!
-نسيتيه؟
افتكرت وقت ما كنت متحمسة واحنا بنختار كل شيء سوا، بشاركه وبيشاركني، بنختار أدق التفاصيل، من الأجهزة ولحد المعلقة والشوكة، كل حاجة عملناها سوا، بس أنا مبقتش كويسة، أنا عايزة أكون لوحدي، أنا مبقاش عندي مشاعر أديهاله، مشاعري كلها راحت.
-وعد معايا.
نبرة صوته اتغيرت:
-يا كيان!
-وعد مش بتسيبني يا غيث.
-كيان مبقاش في وعد، فوقي!

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن