-إنتِ باردة أوي.
ابتسمت وقولت:
-شكرا لرأي حضرتك اللي محدش طلبه.
قومت وسيبت المكان، هو عارف كويس إني مش باردة، وأنا عارفة كويس إنه بيستفزني بس عشان أتكلم وأقول اللي جوايا.
-هتفضلي تبعدي كدا كتير وتبني حواجز كتير بيننا بالشكل دا؟
-مش ببعد.
-بتبعدي يا كيان وإنتِ مش واخدة بالك.
لفيت وشي بعيد عنه محاولة فاشلة مني إني أداري دموعي اللي اتكونت في عيوني، لكنه لف وشي ناحيته وقال:
-مش معنى إن شيء مِشي من بين ايدينا إننا ننهار، هو مِشي لأنه لو كان فِضل مكنش هيكون خير ليكِ، يرضيكي كانت البعثة تيجي ليكِ وبعدها بيوم تخسريني؟
شهقت بصدمة لكلامه وقولت:
-متقولش كدا يا غيث، أنا مليش غيرك في الدنيا دي كلها.
-وأنا ليا مين غيرك؟
يمكن غيث مهون عليا حاجات كتير، أنا أصلا مكنتش عارفة ازاي حتى لو البعثة كانت جت ليا كنت هسافر من غيره ازاي؟ عارفة ومتأكدة إنه عمره ما يسافر ويسيب أهله وبلده وشغله ومكانه ويسافر مكان جديد يبدأ فيه من الصفر من تاني، لكن دا حلمي من صغري وهو عارف، وبيشجعني عليه دايما، لكن حلمي قصاد كوني معاه وجنبه ميجيش حاجة جنب سعادتي وقتها.
-حبيبي عامل ايه؟
ابتسم بخفة وأنا بقول:
-لا لا دا حبيبك زي الفل أهو.
-يا سيدي يا سيدي، يارب دايما كدا زي الفل، وأنا أطول أشوف كيان مبسوطة كدا؟
-غيث أنا بحبك.
نادرا ما بقوله إني بحبه، عارفة إن لازم أعبر عن حبي بأي طريقة، لكنني مش بعرف، متعودتش أقول لحد إني بحبه، لكن يمكن أفعالي تبين، بس لازم أوقات نقول، أينعم بيبص ليا وقتها نظرة غريبة كدا ولمعة غريبة بتظهر في عيونه لكنني بفرح أوي بيها.
جريت عليه بفرحة وأنا بقول:
-الحق يا غيث الحق..
-في ايه؟ حصل حاجة؟
-اختاروني عشان أسافر من ضمن الناس تبع البعثة.
حضنني وقال:
-مبروك لأجمل كيان، فخور بيكِ حَد السما أكيد.
-أنا فرحانة إنك معايا، ودايما مشاركني تفاصيلي وكل حاجة كدا.
-وأنا ليا مين غيرك أشاركه تفاصيله يعني؟
-هو شخص واحد بس وهو كيان طبعا أومال.
-طبعا طبعا، وبعدين شوفتي بقا، أكيد المرة اللي فاتت كان حصل لغبطة ونسيوا يقولوا ليكِ إنهم اختاروكي، لكن نقول ايه بس النكد بيجري في الدم كدا بيجري.
-أنا نكدية يا غيث؟ أنا؟
-أيوة.
-مش عاجبك طلقني، لو مش عاجبك طلقني.
-لا عاجبني وعلى قلبي زي العسل.
-ياولا ياولا يالل بتاكل بعقلي حلاوة إنت.
نبرة صوته اتغيرت وهو بيقول:
-هتسافري امتى؟
-مش عارفة هما مقالوش حاجة.
-هتنزلي في الأجازات بقا؟
-مش فاهمة؟
-تنزلي عشان تشوفيني وتشوفي حماتي وعمي وكدا يعني.
سألته وأنا عارفة ومتأكدة من الرد لكن قلبي اتعشم إنه يسمع رد تاني:
-إنت مش هتيجي؟
-آجي فين يا كيان بس ما إنتِ عارفة اللي فيها.
-تمام ماشي.
سيبته وقومت دخلت الأوضة وقفلت عليا من جوا، هو عارف كويس إني مش بعرف أعمل حاجة من غيره، طب حتى كان يضحك عليا بالكلام ويقولي موافق ويرجع في كلامه في الآخر! مش عارفة ليه كنت حاطة أمل مع إن مكنش في أي أمل من البداية.
-الطيارة بتاعتي كمان أسبوعين، هروح أقعد مع ماما وبابا شوية قبل ما أسافر.
-تمام هلبس وآجي أوصلك.
مكنتش رايحة عشان أسلم عليهم، أنا عايزة أفكر وأقرر هعمل ايه، مش يمكن دا كله من الأول قرار غلط؟
-كيان يلا قومي.. ايه دا إنتِ بتعيطي ليه؟
مسحت دموعي وقولت:
-وحشني أوي.
-طب ما تروحي تقعدي معاه.
-لا ما أنا زعلانة منه.
-إنتِ يابت الكرامة عندك فوق أوي كدا ليه؟
-ما أنا بحبه.
-وهتعملي ايه لما تسافري؟
ضميت رجلي ليا ودفنت وشي بينهم وقولت:
-مش عارفة، أنا مش عارفة.
فاضل من الأسبوعين يومين بس، أنا مقدرتش أستنى كام يوم من غير ما أشوفه بس، هغيب عنه سنة أو أكتر ازاي؟
-كيان؟
روحتله آه، أصل يعني الست مننا مش بيكون نصيبها في جوزها وتروح رامياه كدا.
-وسع كدا خليني أدخل أشوف شقتي اللي وحشتني دي.
رفع حاجبه وقال:
-الشقة بردو؟
-لا بأمانة لأ، صاحب الشقة اللي وحشني."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب