حكاية 42

38 7 0
                                    

-بس احنا صحاب بس، صح؟
-‏طبعا، أومال.
ضحكت وأنا بكتب:
-‏ماما بتحبك أوي، بتحبك أكتر مني، تخيل!
-‏ماهي حماتي بقى.
-‏ايه؟!
-‏ايه؟
بيخضني وسط الكلام، بيربكني وبيخليني مش عارفة أرد، بس احنا صحاب، أكيد يعني بيهزر.
-ايه حماتي اللي قولتها دي؟
-‏عادي يعني، بهزر.
-‏ماشي يا غيث، ماشي، هعديها.
-‏احنا مش صحاب.
-‏أمال احنا ايه؟
-‏احنا اخواط.
-‏اخواط!!
-‏حصل.
-‏بعد اخواط دي مش عايزة أعرفك تاني، اقفل يا عم، اقفل بلا هم.
سيبت الموبايل جمبي وأنا بضحك، لطيف، لذيذ، بيضحكني، وأنا أكتر ناس بحبهم في حياتي الناس اللي تضحكني، ولأني بضحك على أي حاجة، فبحب أي حد وكل حد عادي يعني مش حوار.
-ماما أنا هنزل مع غيث.
-‏ماشي يا حبيبتي، ابقي طمنيني عليكِ، ولو احتاجتي حاجة كلميني، و..
ضحكت وأنا بقول:
-‏ومش هاخد شوكلاتة من عمو اللي في الشارع، ولا هروح مع أي حد معرفهوش.
-‏واللهِ؟
قربت منها وبوست راسها:
-‏أحلى ماما في الدنيا كلها، بحبك.
-‏عملتي ايه؟
-‏عملت ايه في ايه؟
-‏مصيبة، ماهو الحنية دي أكيد وراها مصيبة.
-‏يعني مينفعش أحب مامتي حبيبتي بلا سبب؟ تؤتؤ أكيد دي مصيبة.
-‏امشي يا بنتي الله يهديكِ.
رميتلها بوسة في الهوا وأنا بقفل الباب ورايا:
-‏يارب يا حبيبي، سلام بقى.
نزلت واستنيته ييجي عشان نمشي، دايمًا لازم يخليني أقف أستناه، ميبقاش غيث لو معملش كدا، بيموت في تذنيب الآخرين، بيعشق ضيق التنفس اللي بيسببه للناس.
-ما لسه بدري.
-‏عارف واللهِ، كنت هحاول أتأخر شوية بس...
سيبته يتكلم وروحت ركبت العربية ورزعت الباب ورايا.
-‏فلوس بابا هي عشان تعملي فيها كدا؟
-‏وربي أنا سيكا كمان ومش ضامنة رد فعلي فيك، فاسكت بدل ما نقلبها دم.
-‏لا خلاص وعلى ايه، نسكت أحسن.
مش بحبه يعصبني ولا يستفزني، ولا يبين نفسه متكبر عليا كدا، مش معنى إننا صحاب إنه يعمل كدا، بس بردو بيعرف يصالحني، بيدخلي من ثغراتي.
-ماك ولا كنتاكي؟
بصيتله وأنا بضحك:
-‏ودا سؤال؟ كنتاكي طبعًا.
-‏عايزة ايه؟
-‏بص شوف أي حاجة غالية وهاتها طالما على حسابك.
-‏واللهِ؟
-‏عشان تبقى تتأخر عليا تاني.
-‏أنا أتأخر براحتي.
-‏واللهِ؟ في مرة هتلاقيني سيبتك ومشيت.
-‏مش هتقدري.
-‏ودا ليه إن شاء الله؟
-‏عشان بتحبيني معروفة.
الكلمة تبان عادية، بس مش عارفة أنا ليه اتخضيت، حب! حب ايه دا؟ سكت ومردتش، فضل يتكلم بس أنا مسمعتوش، نزلت من العربية وفضلت أمشي في الشارع لوحدي، كنت سامعاه بينادي باسمي، بس مكنتش عايزة أتكلم، أنا مش فاهماني، ولا فاهمة ايه حصل، ما أنا كنت كويسة، ايه حصل؟
-في ايه يا كيان؟ ايه حصل؟ غيث اتصل بيا كتير عشان يتطمن عليكِ، هو زعلك في حاجة؟
-‏مفيش حاجة يا ماما أنا حابة أفضل لوحدي.
-‏إنتِ كويسة؟
هزيت راسي ودخلت أوضتي، دماغي فاضية، مش بفكر، مش عارفة أفكر في ايه، ولا عارفة ايه حصل، كلمة عادية زيها زي أي كلمة، ايه حصل بقى عشان الحوار دا كله؟
-هتردي عليا بالذوق ولا هتردي بردو بقلة الذوق؟
-‏ماهو يا تردي يا هتردي ملهاش حل تالت.
-‏يابنت الناس قوليلي لو زعلتك في حاجة.
-‏كيان ردي، أنا بجد قلقان عليكِ.
-‏ليه؟
-‏أخيرًا رديتي، بس ليه ايه؟
-‏ليه قلقان؟
رد بعد دقيقتين رغم إنه شاف الرسالة في ساعتها:
-مش عارف.
شوفتها ومردتش، أنا مش فاهمة، هو ايه اتغير؟ ولا ايه حصل؟ انا ليه عملت كدا؟ ولا ليه أصلا سيبته ومشيت؟ دا غيث، غيث العبيط يعني، صاحبي من واحنا صغيرين، صاحبي وصاحب ماما، من ساعة ما بابا اتوفى وهو جمبي ومعايا مش بيسيبني دايمًا، لأنه عارف إن معنديش صحاب غيره، ولأنه عارف وأنا عارفة إننا احنا الاتنين متوحدين ملناش غير بعض.
طب أنا ليه عايزة أبعد دلوقتي؟
ياربي بقى على التفكير دا، احنا ننام ونصحى كويسين وهرموناتنا كويسة هي كمان.
-مش هتروحي الكلية؟
-‏هروح.
-‏طب استنيني هنزل وأجيلك دلوقتي.
-‏لأ، هروح لوحدي.
-‏كيان إنتِ بتبعدي ليه؟
فعلا أنا ليه ببعد؟ ليه بحط مسافات؟ رغم إني مش حباها ولا عايزاها تكون موجودة أصلا.
-خدي.
-‏ودا ايه دا؟
-‏أكل.
-‏واللهِ عندني عينين أميز بيهم، ليه بردو؟
-‏أكل، الناس بتجيب أكل ليه؟
ضحكت:
-‏عشان تاكل.
-‏وأخيرًا ضحكتي! دا أنا كنت فاكرك كرهتيني خلاص.
-‏مش بكرهك يا غيث واللهِ.
-‏أمال ايه اللي بيحصل بيننا دا؟ ليه بتبعدي؟
-‏مش عارفة.
-‏نعم ياختي!
-‏واللهِ بجد مش عارفة.
مسح على وشه عشان يهدى:
-‏تعالي نتكلم بهدوء، ايه حصل يوم ما كنا خارجين ضايقك؟
-‏متضايقتش.
-‏يا الله يا ولي الصابرين، يا بنت الناس فهميني.
-‏ما أنا نفسي مش فاهمة.
-‏قومي يا كيان امشي بدل ما أتعصب عليكِ قومي.
مقومتش راح قام هو وخرج برا بوابة الجامعة كلها، قعدت أضحك عليه وعلى تصرفاته، وفجأة لقيتني بعيط، هو أنا بعيط ليه؟
-بتعيطي ليه؟ إنتِ كويسة؟
-‏آه آه كويسة، مفيش حاجة.
-‏إنتِ خايفة مني كدا ليه؟ أنا مش مؤذية واللهِ أنا بس قلقت عليكِ وقولت آجي أتطمن عليكِ.
-‏مش خايفة واللهِ، وشكرا ليكِ.
-‏محتاجة أي حاجة؟
بصيتلها، أول ما بصيت ليها عياطي زاد أكتر، قربت مني وحضنتني في البداية بخوف، لما ملقتش مني ردة فعل حضنتني أكتر، وأنا فضلت أعيط، ولأني برتاح لما حد يحضني وأفضل أعيط فمرفضتش أبدًا حضنها دا.
-هديتي؟
-‏هديت.
-‏مالك بقى ياست..
-‏كيان.
-‏وأنا وعد، المهم مالك بقى ياست كيان؟
بصيتلها مرة تانية ودققت في ملامحها، ملامحها بريئة جدا، وحسيت إنها نقية وبتشع نور، كانت مبتسمة كدا وجميلة، وكانت لابسة خمار، عمري ما توقعت إني في يوم ممكن أتكلم مع بنت لابسة خمار، لأن كل اللي بيكونوا لابسينه بيعاملوا باقي البنات بطريقة مش كويسة، بيعاملونا وكأننا من نوع تاني، أو إنهم هما الأفضل والأحسن، بينفروا مننا، بيخلونا نكره نفسنا ونكرههم بسبب طريقتهم وطريقة كلامهم الوحشة، لكن وعد حسيتها مش شبههم، هي اللي جاتلي، مفيش ولا بنت شافتني وجت تشوف مالي غيرها، هي اللي حسيتها طيبة وجميلة فعلا، ارتاحتلها لما حضنتها، حسيت براحة كبيرة، دايما كنت بفتقد وجود بنت في حياتي، سواء كانت أخت أو صديقة، الصديق الولد مش هيكون زي البنت أكيد، البنت أكتر حد هيفهمني ويفهم مشاعري، مش الولد دا الأكيد.
-هتفضلي باصة ليا كدا كتير؟ عارفة إني حلوة شكرا.
ضحكت:
-‏دي حقيقة فعلا.
-‏يا عيوني! تسلمي، عيونك اللي حلوة.
-‏هو إنتِ ازاي لطيفة كدا؟
حسيتها اتصدمت لوهلة، وعيونها دمعت.
-أنا مش قصدي حاجة واللهِ، إنتِ زعلتي مني؟
-‏خالص، بس أول مرة حد يقولي كدا.
-‏أول مرة! أنا أول مرة أتكلم مع بنت وتكون باللطف دا بجد ما شاء الله.
-‏يا حبيبي بجد! مش عارفة أرد عليكِ أقولك ايه بجد.
-‏مترديش، بس حقيقي إنتِ جميلة أوي، وبعدين ازاي محدش قالك قبل كدا إنك لطيفة؟
عيونها دمعت تاني:
-معنديش صحاب.
-‏بصرة ولا أنا.
-‏ينفع أطلب منك طلب؟ وليكِ حرية الرأي في إنك ترفضي.
-‏موافقة.
-‏وإنتِ لسه سمعتيني؟
-‏موافقة نكون صحاب.
بصتلي باستغراب، اللي هو ازاي عرفتي؟ وبعدها قربت مني وحضنتني وعيطت هي المرة دي، وابتسمت أنا، لأول مرة أحس إن ليا ضهر وسند كدا، لأول مرة أحس إن ليا صاحب فعلا، صاحب بمعنى الكلمة، مش زي غيث، مش تقليل منه بس حسيت باختلاف كبير.
-كنت فاكرة إن كل اللي لابسين خمار وحشين بجد.
-‏نعم! وحشين ازاي؟
-‏متتعصبيش بس كدا، في شلة معانا كدا في الكلية كلهم لابسين خمار وبيعاملوا باقي البنات المحجبات أو اللي مش لابسين حجاب بطريقة وحشة، وكأنهم عبئ على المجتمع ولا حاجة، أو إنهم لا سمح الله كُفار، كانوا بيكرهوني فيهم وفي نفسي حقيقي.
-‏فهمت قصدك، وأنا متفقة معاكِ جدا يا كيان، بس مش كل الناس زي بعضها، مينفعش نحكم على كل الناس لمجرد مجموعة منهم كانت وحشة معانا، دا أسلوب غلط، ودا مينكرش إنهم غلط جدا، مفيش انسان معصوم من الغلط، مش هقولك إنهم عند ربنا أفضل منك، ولكن دا شيء يرجع ليهم هما، حاجة بينهم وبين ربنا، مش عشان هما مختمرات يبقى مش بيغلطوا، هما بس بيحاولوا وبيجاهدوا في سبيل ربنا ورضاه، ولكن في ناس بتاخده كستارة تداري بيها حاجات تانية، دا مش موضوعنا، هما فاكرين إنهم كدا بينصحوكي للخير، ولكن هما كانوا عمرهم ما بينصحوا، أسلوب النصيحة مش بيكون بالمعاملة السيئة اللي تخلي الشخص يكره نفسه ويكره الفئة كلها، لأنه بنى فكرة معينة بناء عن الناس دول، وعقله صدق إن كل الناس كدا فعلا، النصيحة عمرها ما كانت بالطريقة دي، ولا بالغصب، ولا بإهانة الطرف التاني والتقليل منه ومن شأنه، لأن وقتها هو عمره ما هيقتنع ولا هيتقبل النصيحة.
-‏إنتِ جميلة أوي بجد.
رفعت كتافها بتفاخر:
-‏كلامي مقنع صح؟
ضحكت:
-‏جدا.
-‏نتكلم جد شوية بقى، إنتِ ايه وجهة نظرك دلوقتي؟
-‏حقيقي لما شوفتك ارتاحتلك يا وعد، حسيتك مش زيهم، ومحكمتيش عليا من لبسي، وفضلتي جمبي لحد ما اتطمنتي عليا، حقيقي غيرتي نظرتي كلها عن اللي بيلبسوا خمار.
-‏اسمها مختمرات، ايه بيلبسوا خمار دي؟
ضحكت:
-‏خلاص أنا آسفة.
-‏كنتِ بتعيطي ليه؟
ملامحي اتغيرت، وكنت هرجع أعيط تاني.
-مش عارفة.
-‏طب اهدي اهدي، خدي دا رقمي، وروحي بيتك وابقي كلميني، ونتكلم بعدين، تمام؟
-‏تمام.
سيبتها ومشيت، في الطريق فتحت موبايلي لقيته باعت رسالة:
-هنفضل كدا كتير؟
معرفتش أرد عليه بايه، مكنتش لاقية كلام، أنا بس عايزة أفهم ايه حصل لكل دا؟
-وصلت البيت.
-‏كيان؟
-‏أيوة كيان سجلي رقمي بقى.
-‏تمام يا حبيبي، هسجلك وأكلمك واتساب، مستنياكِ تحكيلي.
-‏حاضر.
غيرت هدومي، قعدت على السرير، أخدت نفس عميق، حاولت أرتب الكلام لكن معرفتش، مسكت الموبايل وبدأت أسجلها ريكورد:
-أنا مش عارفة الكلام هيكون مترتب أو لأ، بس هتكلم بطبيعتي، أنا عندي صاحب ولد، كان هو أول صديق في حياتي كلها، اتعرفت عليه صدفة، والصدفة جمعتنا سوا، معرفش ازاي وامتى بقى هو أقرب حد ليا، وأقرب لماما بردو، لأن بابا متوفي وملناش حد، وطبعا عرفته على ماما، واحدة واحدة بقينا بنعمل كل حاجة سوا، خروج، أكل، نشتري هدوم، مذاكرة بما إننا نفس الكلية، ولكن مرة واحدة حسيت بشيء غريب، وبقيت أبعد بدون سبب، رغم إني مش عايزة أبعد، مش حابة أبعد عنه، لكن مش عارفة أقرب، فجأة حسيت إن مينفعش أكمل، وبردو مينفعش أمشي وأسيبه، لأن هو ملهوش غيري ولا أنا ليا حد غيره.
-‏بتحبيه؟
-‏ايه!
-‏بتحبيه يا كيان؟
-‏مش عارفة.
-‏لأ عارفة، تخيلي إنه خطب، حسيتي بايه؟
-‏مش حاسة بحاجة.
-‏خالص؟
رميت الموبايل وقعدت أعيط، هو فعلا ممكن ييجي يوم ويخطب ويسيبني؟
طب أنا بعيط ليه؟
زعلانة؟
طب هزعل على ايه؟
هو مش احنا صحاب بس؟
زعلانة دلوقتي ليه؟
-أنا بعيط، أنا مش عارفة بعيط ليه، بس أنا لما تخيلت كدا زعلت، وقلبي وجعني، هو ممكن واحدة تيجي تشاركني فيه؟
-‏ولسه بتسألي بتحبيه ولا لأ؟ كيان يا حبيبتي إنتِ واقعة لشوشتك.
-‏لأ مش بحبه لأ.
-‏نتكلم جد شوية؟
-‏اتكلمي.
بعتتلي ريكورد:
-‏كيان يا حبيبي في بداية الأمر علاقتكوا كلها مبنية على أساس غلط، مفيش حاجة اسمها صداقة بين بنت وولد، هما البنات قصروا معاكِ في حاجة؟ هتقوليلي مكنتش لاقية هقولك مش مبرر بردو تسمحي لولد يقرب ليكِ، لأن أكيد حد فيكوا هيميل للتاني زي ما حصل بينكوا كدا.
-‏طب وهو ليه غلط؟
-‏هو مش بس غلط، لأ هو كمان حرام، لأنها علاقة غير شرعية بدون إطار وبلا مسمى، ازاي يهزر معاكِ؟ ممكن الهزار يتمادى بالايد كمان، تعرفي إنه لو حتى خطيبك فهو مينفعش يعمل كدا؟
-‏للدرجادي؟!
-‏دا ديننا يا كيان، وربنا ليه حكمة في كل حاجة، ديننا دا أكبر حافظ لينا، عززنا وجعل شأننا كبير، مش أي حد ينفع نقربله ولا نسمحله يقرب، قلوبنا غالية لازم نحافظ عليها لشخص يستحقها، مش أي حد بيعدي ياخد منه، وكذلك لبسنا، المفروض يكون ساتر، مش مبين أي شيء في جسمنا، لأن احنا مش عارضين أزياء نمشي في الشارع كل من هبّ ود‌َب يتفرج علينا وعلى هدومنا، ومش بقول نلبس لبس وحش، بل نلبس لبس حلو، على الموضة بردو، ولكن ساتر، مش مقطع ومش قصير ومش ضيق، وكل دا بيخلي شأنك عالي، مش بيخليكِ رخيصة وسهلة بالنسبة للولاد.
-‏أنا مكنتش فاكرة كدا خالص! أنا مكنتش أعرف كل دا.
-‏وأديكي عرفتي ياستي، ايه اتغير بقى؟
-‏مش عارفة.
-‏مقتنعة بالكلام؟
-‏أيوة.
-‏وبعدين؟
-‏وبعدين؟
-‏المفروض هتعملي ايه دلوقتي؟
-‏مش عارفة.
-‏ولسه بتقولي مش عارفة، إنتِ حالًا، هتروحي تعملي للولد دا بلوك، وبدون ما توضحي أي شيء، طالما مقتنعة بالمبدأ تنفذيه في الحال، وتحاولي تغيري من لبسك خطوة خطوة، لنفسك، وعشان ربنا.
-‏حاضر.
قفلت معاها وروحت عملت كدا، مكنش هاين عليا، مكنتش قادرة أعمل كدا واللهِ، عيوني مبطلتش عياط، للدرجادي بحبه؟!

                                                       ***
-مفاجأة مش كدا؟
-‏كيان!
-‏آه كيان في ايه؟
قربت عليا وحضنتني وفضلت تعيط.
-هو إنتِ دايما تعيطي كدا؟ فرحانة تعيطي زعلانة بردو تعيطي؟
-‏مش مصدقة بجد! كيان بقت مختمرة! وبعد أقل من شهر! أنا فرحانة بيكِ بجد، فخورة بيكِ.
-‏الفضل كله لربنا ثم ليكِ، أنا مكنتش أعرف أي حاجة، لولا تشجيعك ودعمك ليا مكنتش هبقى كدا، مكنتش هكون اتغيرت كدا.
-‏كيان أنا بحبك.
-‏وأنا كمان بحبك جدا.
تليفونها رن فردت:
-‏طب معلش يا كيان أنا مضطرة أمشي دلوقتي، رايحة مشوار وهبقى أكلمك بالليل.
-‏تمام يا حبيبي، لو احتاجتي حاجة عرفيني.
-‏حاضر، سلام.
مشيت وأنا فضلت ألف في الشوارع بلا وجهة معينة أو محددة، كنت فرحانة، وهادية ومرتاحة، وكأن روحي عرفت طريقها الصح، رجعت البيت ولقيت وعد هي اللي بتفتح الباب، ايه يا جدعان الهزار دا؟
-بتعملي ايه هنا؟
-‏واللهِ مش عارفة أودي ذوقك دا فين.
-‏بتكلم بجد.
-‏خشي وهتعرفي.
يدوب لسه جاية هدخل وقفت متسمرة في مكاني.
-‏إنت بتعمل ايه هنا؟!
-‏يابنتي عامليني باحترام أكتر من كدا.
بصيت لوعد لقيتها بتضحك، وماما كانت قاعدة بتضحك، هما بيضحكوا على ايه؟ هو هنا بيعمل ايه بجد؟
-مش بتردي عليا كمان؟ مش كفاية شهر يا قادرة؟
-‏لأ مش كفاية.
-‏ردي على خطيبك عِدل
-‏خطيب مين؟
-‏خطيبك إنتِ.
-‏إنت عبيط؟ إنت بتقول ايه؟
-‏بقول اللي هيحصل، فاكراني باخد رأيك؟ رأيك وصلني خلاص.
-‏يابني احنا كنا صحاب.
-‏صحاب ايه بقى ما أنا كنت بضحك عليكِ.
-‏يا غيث..
-‏ولا كلمة خلاص.
-‏إنت بتسكتني؟
-‏لا عاش ولا كان اللي يعمل كدا.
-‏واللهِ؟ بتاخدني على قد عقلي؟
-‏وأنا أقدر يا كوكو؟
-‏كوكو؟ يا وعد الحقيني.

"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن