-سكريبت جد=أروي انتِ حقيقي بتكتبي حلو ، ليه مش عايزة تكتبي رواية وتتشهري مثلا ؟
-لأن أنا موصلتش للمستوي اللي أنا عايزاه .
=مستوي ايه انتِ كمان ! أنا حافظة كل عباراتك اللي بتكتبيها بسبب حُبي ليها .
-يا مريم يا حبيبتي افهميني ، أنا لسه مش شايفة نفسي وصلت للمستوي اللي يكفي يخليني أكتب رواية ، حاولي تفهمي بقي .
مشيت لأني عارفة ان عمرها ما هتفهمني ، محدش بيقدر يكتب بسرعة كده ، في ناس بتاخد سنين عشان تتعلم ، ومش بالضرورة أكتب رواية أو أتشهر ، يكفي اني برتاح لما بكتب .
أنا تقريبا عايشة حياتي وسط مجموعة كتب وروايات ، مبحبش الاختلاط بالناس ، اختلطت بناس كتير وفي الآخر بخسر جزء من قلبي بسببهم ، مفيش حد في حياتي يستحق اني أحبه ويفضل معايا غير مريم ، مش بتفهمني دايما أه بس بتفهم سكوتي وبتفهم تلميحاتي وأنا فعلا مبسوطة انها في حياتي .
اتصلت بيها -مريم اجهزي عشان هنخرج ، هروح أشتري كتاب ونتمشي شوية .
=طب افرضي يعني كده موافقتش ؟
-....
=ثانية وهكون جاهزة بس بالله ما تتعصبي عليا .
ضحكت -طب يلا يا جبانة عشان منتأخرش .
خرجت وروحت لمريم وبعدها طلعنا علي مكتبتي المفضلة .
دخلت وروحت لأمين المكتبة -كيف حالك يا صديقي ؟
=بخير طالما أنتِ هنا .
مريم كانت واقفة ومبتسمة كالعادة زي كل مرة ، أنا وأستاذ مدحت متعودين نتكلم بالفصحي دايما ، وأنا فعلا برتاح لما بتكلم فصحي .
-أريد كتابًا كعادتي ، فأنا أريد أن تعود إلَيْ روْح التفاؤل مرة أخري .
=وهاهو مُرادك كنت أعلم أنكِ بحاجة مثل هذا الكتاب .
أخدته وروحت قعدت في مكاني المعتاد ، مكنش كتاب كبير أوي ، وطبعا مريم جابت رواية ، اللي لفت نظري ان كان في شخص قاعد وبيقرأ وتقريبا باستنتاجي كده فهمت انه سمع الحوار بيني وبس أستاذ مدحت ، لأ وكمان بيبصلي ، لأ حيث كده بقي أركز عشان ألحق أخلص الكتاب ده ، مش عايزين دلع بقي ، مر ساعة ومعرفتش أقرأ صفحتين علي بعض وكنت متوترة ومحروجة وكذا شعور ميكس كده ، قومت وقولت لمريم اني هتمشي بره شوية علي ما هي تخلص .
خرجت بره وكنت بتمشي جمب البحر ، البحر بيهديني لما أكون متعصبة أو قلقانة أو خايفة ، البحر حل لكل مشاكلي ، مشيت كتير لحد ما تعبت والوقت كان بدأ يتأخر ، مش عارفة ازاي معرفتش أرجع! أنا توهت ولا ايه ؟ كنت متوترة وخايفة ، وبعدها حد كلمني .
=متخافيش هعرف أرجعك .
التفت ليه وطلع الشاب اللي كان في المكتبة -انت! وأخاف ليه وترجعني ليه أصلا ؟ أنا مش صغيرة علي فكرة ، وعن اذنك امشي .
=طيب .
ومشي عدة خطوات كده ومش عارفة ازاي دموعي نزلت ، بعدها رجع تاني .
=بتعيطي ليه ؟ أنا آسف والله مش قصدي أنا هروحك البيت والله متخافيش مش هعمل فيكي حاجة .
اطمنتله نوعًا ما ، وهزيت راسي فمشي قدامي وأنا وراه بفرق خطوتين .
مشيت وراه زي الهبلة اللي بتتعلق في قشاية نجاتها الوحيدة ، وصلت البيت طلعت واتصلت طمنت مريم ونمت كتير لأني كنت تعبانة جدا ، صحيت تاني يوم فتحت أكونت الفيس لقيت رسالة جديدة في الـOthers فتحتها وكان مكتوب " أحببتُ طفوليتك ، أحببتُ الروْح الكامنة بداخلك ، أحببتُ بكائك الذي لا داعي له ، أحببتُكِ وكنت أراكي حلمًا بعيدًا لا يستطيع أحد الوصول اليه " قلبي دق ، قرأت الاسم كان مكتوب "Adam Ahmed " آدم! والصورة الصورة مش غريبة ، فتحتها وكان هو نفس الشخص بتاع المكتبة وبتاع يوم لما توهت ، وكمان هو ازاي يحبني في يوم ؟ يوم ايه لا طبعا دا كاتب "كنت أراكي" يعني بيراني من كتير! يادي النيلة بقي ، هو أنا شاغلة دماغي كده ليه وقلبي ليه عمال يدق أوي كده ؟ لأكونش اتعميت وحبيت ؟ لأ لأ عيب ايه اللي أنا بقوله ده!
مش عارفة أرد أقول ايه ؟ بس حبيت الكلام ، حسيت بحاجة حلوة في قلبي ، محستش بنفسي الا وأنا نازلة علي السلم وأكن في شئ بيتحكم فيا وهو اللي بيوجهني أعمل ايه ، وصلت للمكتبة دخلت وطلبت كتاب كالعادة وقعدت أقرأه ، مكنش موجود شئ متوقع بس مزعلتش اتضايقت يمكن لكن مزعلتش ، خلصت الكتاب واتمشيت شوية ورجعت البيت .
فتحت الفيس لقيت رسالة منه فتحتها ، كان باعت صورة ليا وأنا بقرأ في الكتاب ، ايه ده ! ده النهاردة ! كان كاتب " كلما رأيتك أشعر بشعور جديد ينتابني ، هل هذا هو الحب ؟ " لأ يا قلبي اهدا متتسرعش كده مش عايزين نتعلق ولا نغضب ربنا عشان احساس وبس ، كنت مخنوقة كلمت مريم وحكتلها .
=حبتيه!
-...
=أروي!
-نعم ؟
=يبقي حبتيه .
-أحبه! لأ يا مريم ، أنا بس حبيت كلامه واهتمامه بيا ، مش معني كده أكون بحبه .
=لا يا أروي أنا أكتر واحدة فهماكي ، وده يعتبر بالنسبة ليكي حب ، حبتيه يا ستي ، فرحانة ليكي انك بدأتي تحسي بالاحساس ده ، بس متبعيش نفسك ولا تخلي نفسك رخيصة في نظر حد ، عشان انتِ مش كده يا أروي ، ولو هو خير ليكي ربنا هيجعله ليكي ونصيبك ، وأنا هفضل أدعيلك دايما .
هي بتفهمني أكتر من نفسي ، هي بالنسبة ليا أم وأخت وصاحبة وبتمني متحرمش منها أبدا لأني من غيرها هضيع .
" حبيتك ؟ مش عارف الصراحة ، لكن حاسس احساس حلو وجميل ناحيتك ، مشدود ليكي بس الشدة حلوة ، عارف انك مش هتردي وده حقك وأنا متفهم السبب ، لكن أنا عايز رقم والدك أظن كده لازم تردي بقي! "
قرأت الرسالة ولقيت نفسي ببتسم وفرحانة تلقائي ، رديت وبعتله رقم بابا فعلا ، وبعدها بيومين كان عندنا .
=حبيتك علي فكرة .
-...
=أدام مش هتردي يبقي أكمل بقي ، أنا آدم 26 سنة دكتور ، وساكن علي مقربة من بيتكم ، كنت بشوفك من كتير ، حبيتك من غير ما أحس ، بقيت أحب الحاجات اللي بتحبيها من غير قصد ، لدرجة اني حبيت القراءة بسببك ، مكنش بيبقي عندي خلق أو وقت فاضي يسمحولي اني أقرأ ، لكن لقيت نفسي بقرأ وحبيت اني أقرأ وبسرعة كمان ، وحبيت المكتبة وبقيت بروح هناك بانتظام ، كنت بقرأ كل كتاب بتقرأيه ، حتي أستاذ مدحت لاحظ وعرف اني بحبك ، وكان بيساعدني أحيانا في الجمل اللي كنت ببعتهالك ، لكن أنا باعتهالك وهي طالعة من قلبي ، بتمني تكوني من نصيبي زي ما بتمني وبحلم .
-مش عارفة أرد أقول ايه بعد كل الكلام ده!
قلبي فرحان حاسة بيه ، هو الحب طلع حلو أوي كده ؟
-موافقة يا بابا .
اتخطبنا مكناش بنتكلم كتير ، بيتصل يتطمن عليا وبس ، عدا 6 شهور والنهاردة كتب الكتاب ، وهكون ليه خلاص وعلي اسمه ، هبقي ملكه هو وبس ، هو خلاني أحبه بسرعة جدا ، معرفش حتي امتي أو ازاي!
كتبنا الكتاب ، كنت قايلاله قبلها مش عايزة فرح هي حفلة صغيرة وعيلته وعيلتي والقريب من الطرفين وبس ، دخلت الشقة اللي اختارتها وصممناها أنا وهو علي زوقي وزوقه ، واتقفل الباب .
حضني جامد أوي ، لدرجة اني اتوجعت ، بس حسيت انه بيداري نفسه أو وجعه فيا .
=أنا بحبك ، اوعي في تسيبيني وتتخلي عني .
-وأسيبك لمين من بعدي ؟ وكمان انت خلاص سكنت قلبي كله .
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كُلي أنت"
#أروي_إيهاب