-وأنا امتى هتدفيني دبلة وحضن زي الناس اللي هناك دول؟
-كيان فوقي إنتِ مكتوب كتابك.
-ايه دا بجد؟ مش كنتِ تقوليلي يا وعد؟
-أديني قولت.
-ويت كدا، أومال فين المحروس اللي مفروض يدفيني، قصدي يغطيني، قصدي يعني يحب فيا، يوووه بقا هو فين الزفت اللي متجوزاه دا؟
ردت بضحك:
-واللهِ ما أعرف يابنتي هو كان جوزي ولا جوزك إنتِ؟
-أنا هعرفه مقامه دلوقتي.
سيبتها ومشيت بالبطانية اللي عليا دي وخرجت من بابا الشقة أروح شقتنا، بحكم إن أنا ووعد جيران، لكنني لقيته طالع على السلم من حيث لا أدري ولا أحتسب.
شديت البطانية على شعري عشان أداريه:
-مش تكح ولا تتنحنح يا جدع إنت، مش تعمل احترام لأني أنثى.
-هي فين الأنثى؟
-غيث!
-أجمل أنثى أقصد، وبعدين إنتِ عبيطة إنتِ مراتي.
-يوه حوار يابنت إنتِ مراتي دا مش هنخلص منه دي موضة وقِدمت خلاص يابني.
-نينينينيني، حققتي الكوميديا كدا؟ أضحك أنا بقى؟
-نينينيني محدش قالك تضحك.
سيبته وكنت همشي بس رجعت تاني:
-ألا هو المحروس كان فين؟
-حاجة متخصكيش كدا.
زعلت فجأة:
-تمام، كنت جاي عندنا؟
لاحظ إن نبرة صوتي اتغيرت:
-أنا بس كنت...
-بابا جوا تعالى ادخل لو عايزُه، أنا داخلة أنام.أمشير، واللهِ أنا أمشير بغباوته كدا، في ثانية بقلب كدا، بس بيكون بهدف مش بلا هدف وسبب يعني أكيد، ايه يعني لما يقولي كان فين، هتخرب الدنيا؟ واللهِ ما هيجرى حاجة.
كنت قاعدة في البراندا، ماسكة الفون في ايدي، والايد التانية ماسكة بيها البطانية، وبقلب في الصور بلا هدف يُذكر، لقيت صورة ليا، صورة كان هو فيها بالصدفة البحتة، كان أول يوم وأول موقف وأول كلمة، وأول دقة حب تخرج من قلبي.
-يا آنسة لو سمحتي.
-اتفضل.
-مينفعش حضرتك تتصوري كدا وأنا ظاهر في الصورة.
قلقت وخوفت:
-صورة ايه حضرتك؟
-مش إنتِ كنتِ بتتصوري دلوقتي؟
-آه.
-وأنا طلعت في الصورة؟
-مش عارفة.
-لو سمحتي امسحي الصورة.
-لأ.
-ليه؟
-دا تليفوني يا أستاذ، ملكية خاصة، ما أكيد وإنت بتتصور أي صورة هيظهر حد فيها، هو أي تلاكيك وخلاص.
-مش بتلكك، على العموم آسف.مشي وسابني ساعتها، اتنهدت بعصبية من الموقف وفتحت الفون وشوفت الصورة، كان باصص ليا بملامح تكاد تكون جميلة أوي، بابتسامة لطيفة، وعيون بتلمع، أنا أول مرة أشوف عيون بتلمع بالطريقة دي بجد، وهنا حسيت بجسمي سرى فيه قشعريرة لطيفة كدا رغم إننا كنا في الصيف، ودقة غريبة خرجت من قلبي، دقة غير مفهومة خارجة لسبب غير مفهوم على صورة غير مفهومة لشاب غير مفهوم أو معروف حتى.
بعدها بشهر أو اتنين كنت أكيد نسيت الموقف، رغم إني احتفظت بالصورة دي لنفسي، ومنزلتهاش على أي أبليكيشن لسبب مجهول مقدرتش أعرفه، لكنني كنت كل ما بشوف الصورة بفتكره تلقائي، ونفس الدقة الغريبة غير المفهومة تحتل قلبي من جديد، وكأنها بتأكد شيء، شيء لسه مفهمتوش أو معرفتوش.