-غيث سابني.
-سابك!! سابك ازاي؟
قعدت وعيوني مش قادرة أفتحها من كتر العياط:
-قالي إني مش مناسبة لِيه.
-مش مناسبة ازاي؟
-مش عارفة يا وعد، مش عارفة.
حضنتني:
-طب اهدي، واللهِ هيرجعلك وهو ندمان.
-قالي كل شيء قسمة ونصيب يا بنت الناس، واحنا نصيبنا مش سوا.
-يا روحي! طب ايه سبب كل دا يا كيان؟
-عشان مش شبهه.
-طب ما هو اتقدملك وهو عارف إنك كدا، ليه جاي يغيرك دلوقتي؟
-مش عارفة يا وعد، أنا مش عارفة حاجة، مش عارفة أي حاجة.
-طب اهدي، كل شيء هيكون بخير.
-مفيش حاجة بخير يا وعد، أنا بحبه، فاهمة يعني ايه بحبه؟ازاي نوهم حد بإننا بنحبه، نمسك ايده ونشدها؟ نخليه يحبنا ويحس بمشاعر تجاهنا، وبين لحظة والتانية منلاقيش الشخص دا موجود، وكأنه مكنش لُه وجود من الأساس، بيسيبونا نقع ونتكسر، واحنا محتاجين ايدهم تشدنا، ايدهم هما بالذات مش ايد حد غيرهم.
-كفاية حزن عليه يا كيان، كفاية هو ميستحقش كل دا.
-يستحق يا وعد، يستحق، غيث شخص كويس، كان بيحبني رغم إن عمره ما قالها، كان بيقولها بأفعاله بدل المرة ألف، عيونه كانت بتقولها، أنا بس عايزة أفهم هو سابني ليه؟
-كلمي ملك.
-لأ طبعا، هكلمها أقولها ايه؟
-قوليلها أخوكي سابني ليه؟
-وأهين نفسي؟ وأقلل منها.
سكتت، والسكوت طال بيننا، موبايلي كان عمال بيتهز جمبي، مخدتش بالي منه أو تجاهلته.
-شوفي موبايلك دا بدل ما أقوم أكسره.
مسكت الموبايل وفتحته وقولت بخضة وأنا بتعدل:
-دي ملك!
-ملك! وبتقولك ايه؟
-بتقولي غيث مش كويس وبتسألني لو متخانقين، هو ازاي مش قايلهم إنه سابني؟!
-أنا مش فاهمة حاجة.
-ولا أنا، والمفروض دلوقتي أرد عليها بايه؟
-مش عارفة واللهِ.
كتبتلها:
"غيث سابني من يومين يا ملك، وقالي كل شيء قسمة ونصيب، طمنيني عنه، هو كويس؟"
ردت عليا في ساعتها:
"مش كويس خالص يا كيان، مش كويس خالص."
قلبي وجعني عليه، يعني يبقى هو اللي سايبني وتعبان وأزعل عليه كمان ياربي؟!
"هو سابك ليه يا كيان؟"
معرفتش أرد عليها، هرد عليها أقولها ايه؟ انا ذات نفسي معرفش، كنت عايزة أسأله بس هو اللي نهى الكلام بسرعة ومِشي، أنا التفكير مش راضي يسيبني، مش راضي يخليني أرتاح، لو أنا عملت حاجة غلط كان المفروض يشاورلي عليها ويقولي إني كذا كذا ومينفعش كدا، لكن هو ليه سابني؟
"مش عارفة يا ملك، مش عارفة لأنه مسمحليش أعرف."
سيبت الموبايل، وعد كانت مشيت خلاص، خرجت البلكونة، وقفت سرحانة، بفتكر المواقف اللي كانت بتجمعنا سوا، هو جميل ويستحق إني أتنازل عن حاجات كتير عشانه، كفاية إني بحبه، آه مينفعش ألغي نفسي، بس هو يستحق.***
-إنتِ كويسة؟
-كويسة واللهِ في ايه؟
-مامتك قالتلي إنك تعبتي وأغمى عليكِ.
-وإنت سيبت شغلك وجيت عشان تتطمن عليا؟
اتوتر:
-أنا بس جيت أسألك لو محتاجة حاجة.
ابتسمت:
-لأ شكرا، مش محتاجة أي حاجة.
وقبل ما يمشي قولت بصوت عالي:
-شكرا.
وقفلت الباب بسرعة، بصيت من العين السحرية ولقيته واقف وباصص للباب بابتسامة جميلة جدا متليقش غير بيه.