حكاية 17

57 12 0
                                    

-هو احنا اللي هنعيدُه هنزيدُه كل شوية؟
-‏إنت بتزعق كدا ليه؟ هو ايه اللي كان حصل لكُل دا يعني مش فاهمة؟
-‏مش عارفة ايه اللي حصل ياست هانم؟ ازاي متنزليش لماما وتروقيلها البيت زي ما بتعملي كُل يوم؟ عايزة ست كبيرة هي اللي تطبخ وتكنس وتمسح؟ معندكيش قلب ولا رحمة؟
-‏أنا بردو اللي معنديش قلب ولا رحمة؟ بقولك كنت تعبانة ومش قادرة، وبعدين أنا مش مُلزمة إني أعمل كدا أصلا، أنا إذا كنت بعمل فـ بعمل عشان أنا حابة أعمل مش عشان فرض عليا، مامتك على عيني وراسي، لكن مش أكون بعمل دايمًا وتعبت في يوم تلغوا كل اللي فات وتمسكوا في اليوم دا، والدتك ليها بنت وليها ابن هما اللي المفروض يوفروا ليها كُل سُبل الراحة، لكن انتوا مش جايبيني هنا خدامة تحت رجلكوا، ارحموني بقا.
-‏وكمان بترُدي عليا؟ دا إنتِ شكلك نسيتي العقاب اللي بيحصلك.
-‏لا منسيتش بس عقابك دا عاقب بيه حد غيري، أنا سايبالَك البيت وماشية ومش هقعد هنا ثانية واحدة كمان، دي بقت عيشة تقرف.

سيبت البيت وأخدت شنطة هدومي وأخدت تاكسي للمرة اللي مش عارفة عددها، وحقيقي مش حابة أعرف أو أفتكر أي شيء فات، كُل اللي كان مسيطر على تفكيري هو سؤال واحد وبس، هل أنا اختارت غلط؟ سؤال واحد بس قادر يوديني ويجيبني بكُل سهولة، هو دا أول حُب في حياتي اللي كُنت بتباهى بيه وسط كل الناس؟ هو دا اللي كان بس يتمنى نظرة واحدة من عيوني؟ فين كُل الحُب دا؟ راح فين؟ ولا هو مكنش موجود أصلا؟
عند السؤال دا وحسيت بدموعي بتنزل على وشي بهدوء، هو أنا متحبتش أصلًا؟ هل أنا مكنتش كافية ومكنتش في مكاني الصح؟ طب هو أنا متحبش فعلا؟ ولا أنا اللي حبيت ومكنش لحُبي دا مقابل غير كُل ذُل وقهرة وبس؟
فجأة ذكريات كتير اتجمعت أوي قُدامي، كلام وحروف بتتحط قُدامي ومش عارفة أنساها، ببكِي بصمت وبس.

                                 ----------------------------

-هو إنتِ كُل يوم كدا هترجعيلي بالليل؟ ومفيش غدا ولا البيت متنضف وأكني متجوز واحد صاحبي؟
-‏يا أحمد ما إنت متجوزني وعارف إني بشتغل، وطبيعة شُغلي وإني ممرضة بيطلبوا مني كدا.
-‏من الآخر يا أنا يا الشغل يا كيان.
-‏بتقارن نفسك بايه يا أحمد؟ مفيش وجه مقارنة بينكوا أكيد، بس ليه تحرمني من حاجة بحبها؟ أنا لا قصرت في بيت ولا في أكل، البيت متروق قبل ما أمشي، والأكل على التسخين بس، وبعدين الساعة 3، أنا واخدة شيفت الصبح عشان خاطرك إنت، تقوم دلوقتي عايز تجردني من شُغلي اللي تعبت سنين عشان أوصلُه؟
-‏وهو ايه يعني الشغل دا؟ ممرضة زيها زي أي حد، بيتك أولى بيكِ، وآخر كلمة هقولها يا أنا يا الشغل يا كيان.
وطبعًا اختارتُه هو بكُل بساطة، لأني بحبه، مُغفلة وبحب واحد مش بيحب حد غير نفسه وبس.

                                 ----------------------------

-صحاب مين اللي تجيبيهم هنا وتدخليهم بيتي؟
-‏ما إنت يا أحمد رافض إني أنزل معاهم شوية ونخرج نتكلم.
-‏تنزلي وتخرجي؟ إنتِ اتجننتي يا كيان ولا ايه؟
بدموع-‏يا أحمد إنت حابسني بين أربع حيطان ليل نهار، وإنت دايمًا يا إما في الشغل يا إما مع صحابك يا إما عند مامتك، وأنا قاعدة هنا لوحدي وزهقت، مخرجتش من ساعة ما اتجوزنا خروجتين على بعض.
سكِت وبعدين روحت مسكت في كتفُه وقولت برقة:
-طب عندي فكرة أحسن، بلاش أجيب صحابي وبلاش أخرج، بس نخرج أنا وإنت سوا حتى.
-‏نخرج فين يا كيان؟ هو احنا اتنين مراهقين ولا عيال صغيرين؟ خشي نامي واتمسي بقا بدل ما الليلة تقلب غم عليكِ.
دموعي نزلِت-‏حاضر.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن