-مش بحبك افهم بقا افهم.
لاحظت دموع بتتكون في عيونه وقال:
-يعني دا آخر كلام عندك؟
لفيت وشي لأجل إني مضعفش وأحِن لُه، وقولت بصوت ثابت رغم دموعي اللي نزلت:
-أيوة، مش بحبك وامشي وسيبني في حالي.
-همشي.
سمعت صوت قفلة الباب تزامنًا مع نزول دموعي بسرعة أكبر، مش سهل عليا أضيعه من بين ايدي بالشكل دا، مش سهل عليا أكسره بالطريقة دي، وبردو مش سهل عليا أشوف صاحبتي بتحبه وحياتها واقفة عليه وتلاقيني أنا بحبه من الأساس، يمكن أنا بحبه من قبلها، بحبه من كتير، بحبه لكن بحبها هي أكتر، بحبها هي من قبله، هي في حياتي من قبل ما هو يظهر، مينفعش أتخلى عن صاحبتي لأجل اللي بحبه أكيد.
-يا كيان الحقي يا كيان أنا مش مصدقة نفسي بجد.
-في ايه اهدي وفهميني.
-كريم اتقدملي.
رديت وابتسامة اترسمت على وشي تلقائي لفرحتها:
-مبارك ياحبيبي، ربنا يتمملك على خير يارب.
قربت مني وحضنتني وقالت:
-أنا فرحانة أوي أوي بجد، بتمنى ليكِ إنتِ كمان كل الخير يارب، ونتجوز مع بعض كدا في نفس اليوم يا الله، هتكون حاجة لطيفة بشكل!
ابتسمت ورديت:
-ربنا يقدم اللي فيه الخير ياحبيبتي، ومبارك مرة تانية ياعيوني.
قومت ومشيت، مكنتش زعلانة، بالعكس أنا فرحانة ليها جدا، حسيت إني فعلا مكنتش بحبه ولا حاجة، يمكن أنا حبيته أو افتكرت إني بحبه لما هو قال إنه بيحبني، يمكن كانت كل السنين دي مجرد اعجاب وانبهار بشخصيته بس مش أكتر، لكن حب؟ مظنش، لأني لو بحبه فعلا مكنتش هفرح لوعد إنه اتقدملها، يارب بس يحبها وميجرحش قلبها ويكون هو نصيبها وكل الخير ليها.
-جايلك عريس.
-هييجي امتى؟
-بكرا بالليل.
-تمام يا ماما.
عادي عريس ومتقدم وهشوفه، مش أول ولا آخر مرة، صليت استخارة وكنت مرتاحة، صليت تاني وحسيت براحة أكبر، كنت قاعدة مرتاحة، مبتسمة، حاسة بلُطف ربنا ورحمته حواليا، ربنا اختار ليا الصح، اختيار ربنا ليا هو الخير أكيد، يمكن زعلت في الأول، لكن اتبين ليا إن كل دا حاجة وهمية، ملهاش أي أساس من الصحة أصلا، بس أنا مرتاحة، ودي إشارة من ربنا أكيد.
-إنت مين؟
مد ايده وهو بيقول:
-هاتي ايدك.
-أنا ازاي مش شايفة وشك؟ وازاي عايزني أمسك ايدك بالسهولة دي؟
-كل شيء هيبان، كل شيء هيتوضع في مكانه الصح.
-بس إنت غريب.
-كنت.
حطيت ايدي في ايده، واللحظة اللي بعدها كنت صحيت، كنت عارفة إني بحلم، كنت حاسة وأنا جوا الحلم، معنى كدا إني أوافق؟ كل شيء هيبان، كل شيء هيتوضع في مكانه الصح.
-معندكيش أي أسئلة؟
كل الأسئلة اتبخرت، حاولت أتكلم معرفتش، هو صوته ماله جميل كدا ليه؟
-هو إنت اسمك ايه؟
ضحك بصوت عالي شوية ورفعت راسي لِيه لأول ومرة وفي اللحظة دي أدركت إن مش بس صوته اللي جميل.
-ازاي يعني متعرفيش اسمي؟
-مركزتش واللهِ أنا آسفة.
-غيث.
-ايه؟
-اسمي غيث.
لا لا هو لطيف أوي، وجميل، ياني ينفع أحبه؟
-هنتجوز سوا ويييي.
-اهدي يا وعد ياحبيبتي اهدي يا ماما، اتهدي.
-فرحانة بيكِ يا أحلى كوكي.
-ايه كوكي دي؟ هو أنا فراخ؟
-إنتِ كوكي أنا بس مش كوكة حد تاني.
-يع واللهِ يع.
-يابنتيي.
-إن شاء الله ياوعد يا حبيبتي نتجوز أنا وإنتِ وناهد وكلنا.
اتخطبنا حوالي سنة، متعاملناش مع بعض كتير، لكن سنة كانت كافية أوي إني أتعلق بيه وأحبه، هو جميل واللهِ ويستاهل يتحب، الله فرحنا النهاردة؟ شيت محدش نبهني.
-مبارك.
وطيت راسي في الأرض ومسكت ديل الفستان وقولت:
-الله يبارك فيك.
حاوط وشي بين ايديه وباس جبيني وقال:
-دي أجمل لحظات حياتي.
-اشمعنا؟
-عشان أجمل بنت، وأكتر بنت بحبها واقفة بين ايديا دلوقتي.
-بتحبها؟
-بحبها.
حضنته وأنا بحاول أداري وشي فيه وقولت:
-وهي كمان بتحبك."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب