-تقبلي تتجوزيني؟
كنا قدام الكلية، راكع على رجله، وفي ايده بوكيه ورد توليب زي ما بحب، وفي الايد التانية خاتم رقيق زي ما بتمنى.اللحظة دي بالنسبة لأي بنت حاجة عمرها ما تتنسي، لحظة مميزة ومستنياها من زمن، لحظة إن الشخص اللي بتحبه وبتتمناه ومكنش في أي تواصل بينهم يكون بيحبها، لأ وكمان يعترف بحبه ويتقدملها قدام الجامعة كلها مش بس صحابها، ما هو أكيد مش هيعرض عرض زي دا إلا وهو بيحب، كانت لحظة تتمناها أي بنت.. أي بنت إلا أنا.
-أنتِ ازاي قدرتي تعملي فيه كدا؟ أنتِ ازاي طلعتي بالجبروت دا؟
-جبروت! أنا جبروت يا وعد!
انفعلت:
-أيوة جبروت، لأني أكتر واحدة عارفة الحكاية، عارفة حكايتك معاه اللي في بالك وخيالك وبس، ازاي قدرتي تعملي كدا في قلبك؟ ازاي قدرتي تكسري قلبه وخاطره قدام الناس كلها؟ طب مش مهم الناس، مش مهم هو، ازاي قدرتي تعملي كدا في نفسك؟ مش دا غيث اللي بتحبيه من سنين؟ اللي حاربتي نفسك عشان متكلميهوش، اللي كنتِ بتتمنيه ربنا يجعله من نصيبك؟ وأهو كان جايلك نصيبك لحد عندك، ليه عملتي كدا؟
اتعصبت وصوتي عِلي:
-عشان أنا عادية يا وعد، مش عايزة شو ولا تسقيف من الناس، مش عايزة الناس تعرف ايه حصل في حياتي، ومش عايزة حد يتدخل فيها، وقبل كل دا اللي عمله غلط، وغلط كبير أوي كمان، أنا ليا أهل، أب وأم يقدر ييجي يطلبني منهم في بيتنا، لكن أنا لو كنت وافقت أو حتى رفضت فأنا كدا بلغي وجود أهلي، ومعلش هو مش أهم من أهلي، وقبل كل دا كمان اللي عمله غلط، وحرام، بلاش ننبهر بالحاجات الواو اللي بتحصل حوالينا ونقول قد ايه هي كيوت وواو تحفة أوي، وتخلينا ننسى ديننا يا وعد، أنا مغلطتش، أنا بحاول أحافظ على نفسي.
قربت مني وحضنتني:
-حقك عليا أنا آسفة، مكنش قصدي أزعلك، بس أنتِ فاجئتينا كلنا، محدش كان متوقع إنك تعملي كدا بجد، خصوصا إنك عارفة إن غيث ميترفضش، وإنه محترم وشخص كويس، ونص بنات دفعتنا هيموتوا عليه، إذا مكنش كلهم.
-دا الصح واللي كان لازم يتعمل يا وعد.
-أنا فهمتك، وأنتِ صح.سكتنا شوية، وأنا دماغي وقتها كانت مقفولة، مش قادرة تفكر، ولا تستوعب أي شيء حصل، حاسة بصداع، وكأن حاجة بتاكل في دماغي وأنا مش قادرة أخليها تبطل ولا تقف، حاسة بعجز، وكسرة، وحزن بياكل في قلبي.
-أنتِ كويسة طيب؟
بصيتلها والدموع بتتكون في عيني، هزيت راسي بلأ، جريت عليا وحضنتني، في اللحظة دي قررت أنهار، قررت أسمح لنفسي بلحظة ضعف، لحظة ضعف عمري ما سمحت بيها لنفسي قبل كدا، كان نفسي لما أحب حد حبه يقويني، مش يخليني ضعيفة وهزيلة بالشكل دا، ميخلنيش مهزوزة ومكسورة، كان نفسي بس يكون هنا، بالشكل اللي عايزاه، لكن مش كل حاجة بنتمناها بتحصل، مش كل حاجة بنتمناها بتكون خير لينا من الأساس.-منه لله الحب على سنين الحب.
ضحكت:
-بكرا تقع على وشك يا جميل ونشوف عمايلك.
رفعت كف ايدها باعتراض:
-لأ سوري أنا برا الحسبة خلاص انسوني، ولا ليا في الحوارات دي يا حبيبتي، أنتِ ذات نفسك جربتي ودوقتي أهو، استفدتي ايه غير وجع القلب؟ ولا طايلة سما ولا أرض، متعلقة بحبال خيالك هو اللي عملها مش أكتر، ويوم ما كنتِ هتلمسي النجوم خلاص، افتكرتي إنها تشبه للشمس وممكن لو قربتي منها تتأذي، فبعدتي، واخترتي عذاب البعد عن لذة القرب، هو ليه؟ ليه كل حاجة مش سهلة وبسيطة؟ ليه الدنيا مكنتش أبسط؟