اسكريبت 7

73 12 0
                                    

"أنت اللي طول حياتي عيشت أنا دوّر عليه.. أنت اللي بين ايديه نستني الدنيا دي.. خلتني أحب عمري وأنسي قبلك عيشت ليه.. أنت اللي روحي فيه.. أنت اللي روحي فيه"
=يا عاشقة حماقي أنتِ اخلصي البسي يلا عشان ننزل الكلية.
-طيب يا زنانة طيب.
-وبعدين مسموش حماقي، اسمه قلبي يا جاهلة.
=ما تتوكسي بقي وتسكتي وتخلصي عشان كده هنتطرد من المحاضرة وش يعني.
-حاضر خلصت أهو خلصت.
حماقي ده قلبي بجد يا جماعة، يعني كل حرف بيقوله بتمني يحصلي، الكلمات دي نفسي أحس بيها، نفسي حد ييجي يخليني طفلة وبعيش لأول مرة بروح جديدة معاه، يااه علي خيالي! هو في حد كده أصلا ؟ فوني والهاند فري بتاعي وحماقي دول عالمي الخاص اللي بيهون عنّي مصاعب الحياة، وبالذات المواصلات، وكلام مريم الرخم.
وصلنا الكلية وكالعادة بسرح ومش بركز، قال يعني هفلح أوي..
كنت بسرح في وشوش اللي موجودين وبتخيل بقي حكاية كل واحد، لحد ما شوفته.. ايه ده هو في كده! غضيت بصري بسرعة، مش بس عشان إنه حرام، لأ عشان أنا قلبي دق فعلا، وقتها افتكرت الكوبليه ده "أدي اللي في بالي بالمللي.. قمر ومن السما نزلّي، دي بسم الله ما شاء الله تشوفها تسميّ وتصلي"
أمّا حماقي ده عليه كلام يا جدع، ايه ده! المحاضرة لحقت تخلص!!
=سرحانة في ايه يا هانم!
-هاا... لا ولا حاجة.
بعد أسبوع من الروتين الممل، ومتابعتي للي خطف قلبي بعيونه ده، وأخيرًا قدرت أعرف اسمه، اسمه آدم، أنا بحب الاسم ده أوي، آدم وأروي، الله ايه الجمال ده!
ايه اللي أنا بقوله ده!
المفروض دلوقتي إني مروحة من كورس والوقت اتأخر، وللأسف مريم مكنتش معايا، ولما مريم مش بتكون معايا يبقي أكيد في مصيبة هتحصل..
كنت ماشية في شارع فاضي، هي الناس اختفت ولا ايه! وبعدها طلع شاب كده وباين عليه إنه ميت مرتين تقريبًا..
_انده للباقي يلا.. في حتة جامدة وصلت أهي.
-ح.. حح. حتة ايه يا أستاذ أنتَ، لو سمحت سيبني أمشي بهدوء وإلّا..
_وإلّا ايه يا أمورة ؟
-هعيط، أقصد هخليك تعيط، اوعي تفتكرني سهلة لأ ده أنا أموتك وأدفنك هنا.
كنت بتكلم وأنا بترعش أصلًا، وبعدين اتلفوا حواليا ومقدرتش أعمل حاجة غير إني صرخت بكل قوتي، خوفت جدًا، قعدت علي الأرض وعيطت كتير، وأنا لما بعيط كتير بيُغمي عليا، ومحستش بنفسي بعدها.
فوقت ولقيت ماما جمبي وماسكة في ايدي، هو أنا في الجنة ولا ايه! ببص حواليا لقيت بابا، وايه ده! هو ايه اللي جابه هنا! أنا بحلم ولا مت ولا حصل ايه بالظبط...!
_أنتِ كويسة يابنتي ؟
-أيوة يا ماما، هو ايه اللي حصل!
=أنا كنت ماشي من نفس الطريق اللي كنتي ماشية فيه ولما وقعتي وفضلتي تعيطي وأغمي عليكي كنت أنا جيت وأنقذتك منهم، وحمدلله علي سلامتك، عن اذنكم.
_شكرًا يابني ربنا يحميك.
هو اللي سمعته ده صح! ده ولا الأفلام وكده، البطل بيطلع وينقذ البطلة، طب يا تري أنا بطلة حياته!
فضلت يومين في البيت وبعدها نزلت الكلية، طبعًا الست مريم قافشاني وعرفت إني بحبه... ايه ده هو أنا بحبه!!
=أنسة أروي.
التفت للصوت وياريتني ما التفت -نعم!
=الكتب دي كانت معاكي يومها، ونسيت أديهالك، اتفضلي.
بهمس-طب ما تخليهم وتجيبلي كل يوم واحد.
=حضرتك قولتي حاجة!
-أه.. لأ.. أه شكرا جدًا لحضرتك، وشكرا تاني عشان اليوم ده أنا ملحقتش أشكرك ساعتها يا..
ابتسم=آدم.. اسمي آدم.
بهمس-والنبي أنتَ قمر كده، فيسكوز ده!
مسح علي شعره=هو أنتِ بتتكلمي بصوت واطي كده دايمًا ولا قاصدة تضايقيني!
-أضايقك لأ طبعًا أنا آسفة، وعن اذنك.
كُنت فرحانة جدًا بكلامي معاه، هو قمر كده ليه هاا! شكلي بقع فيك كل يوم أكتر من اللي قبله، وشكلك هتخليني أقع علي وشي وأندم أندم أندم، أنا تافهة بس انتو مش مصدقين، تدروا ليش! لأنكم بتحبوني طبعا.. هاهاهاها "ضحكات شريرة متقطعة"
"ده اللي وأنا معاه.. من قلبي بغني وأنا معاه.. ده حبيبي اللي أنا بتمناه.. وأحلم بلُقااااه."
=هو مين ده ياست أروي!
-ماما! هو مين ايه!
=اللي بتحلمي بلُقاه ده ياختي.
-يااه يا ماما خضتيني، ده فتي أحلامي وخيالي متاخديش في بالك.
=أهو حماقي ده هو اللي لحس عقلك بدري.
-تشكرات تشكرات يا مامتي.
سرحت في كلام الأغنية، ازاي قدر ياخد قلبي بعيونه دي! فتحت النوت وكتبت..
"وكانت عيني عند لِقائك وكأنّها رأت حياة جديدة، ابتسامتك جعلت لي جناحيْن أطير بهما وأُحلق بعيدًا، ولكن مهما ابتعدت تُعيدني نظرة عيناك. "
ايه العمق اللي أنا فيه ده! طب أرسمه ؟ هرسمه، حاولت أرسمه في الصفحة اللي قصاد الكلام من النوت، هو حلو أوي كده ولا رسمتي اللي حلوة! اتصلت بمريم، عايزة أحضن حد وأعيط، مش عارفة ليه بس مريم أكيد هتفهمني.
بعد ما اتصلت بيها، كانت نص ساعة وعندنا في البيت، جريت عليها أول ما دخلت أوضتي، حضنتها جامد وعيطت بكل قوتي، أنا أضعف من إني أحب وأتوجع، مع إني لسه في أول الطريق، لكن قلبي خايف، خايف دي كلمة قليلة، قلبي مرعوب.
سابتني أعيط لحد ما هديت.
-أن.. أأننا.. أنا بحب.
ابتسمت ابتسامة هادية=عارفة.
-ععارفة! عارفة ازاي!!
=سرحانك، كتاباتك، تعابير وشك اللي بتتغير فجأة لما تشوفيه، أنا عارفاكي أكتر من نفسي يا أروى.
حضنتها-أنا بحبك أوي، خليكي معايا، مش عايزة أكمل في حبه، حبه بياكل في قلبي، أنا مش هقدر أكمل..
قاطعتني=تعبتي من أولها! وأنا اللي فاكرة إنك سترونج وكده طلعتي زفت.
اتنهدت وكملت كلامها=بصي ياستي، أنتِ بتحبيه مش كده!
هزيت راسي بأه فكملت
=صلي قيام وادعي وأنتِ بتسجدي، ربنا مش هيخيب ظنك فيه، ولو هو خير ليكي أكيد هيجيلك يا ست البنات.
جميل جدًا إنك تلاقي شخص عارف أنت بتفكر في ايه من غير ما تتكلم، شخص فاهمك وعارفك أكتر من روحك، مريم وجودها مطمني، علاقتنا مختلفة لا بتتأثر بالبعد أو القرب، حتى لو متخانقين بنلجأ لبعض.
تاني يوم نزلت الكلية، ماشية مع مريم وماسكة ايدها وباصة في الأرض، خايفة أرفع راسي أشوفه قلبي يتوجع أكتر، أول مرة أكون ضعيفة كده، ماشية حاضنة ايد مريم وحاضنة كتبي ماسكاهم جامد وكأنهم هيحموني.
خبطت في واحد، وثانية ودموعي كانت هتنزل، أنا لو في حالة طبيعية دلوقتي كان زماني هزأته، فضلت واقفة مبلمة والدموع اتكتمت في عيوني، نزل جابلي الكتب وادهالي ومشي، ايه كمية الضعف والوجع دي! للدرجة دي حبه غيرني! خلاني هشة وضعيفة، مقدرتش أكمل يومي، روّحت وحضنت سريري ونمت.
"الحكاية حكايتنا.. والليالي سرقتنا.. دنيا مهما خدتنا و ودتنا وجابتنا.. لسه ليك جوايا.. ألف حاجة معايا.. لسه بسمع صوتنا في ضحكتنا وفرحتنا..
لسه كل مكان بروحو.. ليك علامة يا حبيبي في روحه.. لسه بردو الغالي وعلي بالي كل يوم عيشناه. "
كل العالم ضدي، حتي لمّا جيت أهوّن عن نفسي وأسمع اللي بيهوّن عني، عيطت، كلامه زاد جرحي، وحشني، ملامحه احتلت عقلي وتفكيري، نمت من كتر العياط.
عدا شهر وخلاص اتأقلمت علي الوجع، مكنتش بنزل الكلية عشان جرحي ميرجعش يتفتح..
_اصحي يلّا يا أروى، ده كله نوم!
-في ايه ياماما ؟ أصحي أعمل ايه يعني ؟ سيبيني نايمة الله يخليكِ.
_قومي يابت يلّا بلاش كسل، وبعدين قومي عشان تساعديني جايلنا ضيوف النهاردة.
قومت بسرعة-ضيوف! ضيوف مين يا ماما ؟
_علمي علمك، أبوكي معرفنيش غير كده، ياخبر بفلوس بكرا يبقي ببلاش، أهو بالليل هنعرف، قومي ساعديني يلّا.
-حاضر يا ماما.
قومت وروّقت معاها وجهزنا شوية حاجات كده ملهومش لازمة، وبعدها مريم جت خدتني ونزلنا نشتري فستان، حاسة بشيء غريب بيحصل حواليا بس متجنباه.
رجعنا البيت بعد ما اشترينا الفستان، لبست وكنت حاسة بقلبي بيتنطط من جوه، أنا عرفت إنه عريس، قلبي فرحان وعقلي هينفجر ومش متقبل فكرة إني أكون لغيره، لسه مقدرتش أخرجه من قلبي، لسه مكرهتهوش، لسه برسمه كل ليلة قبل ما أنام، وأتأمل صورته وأملّي عينه منه، اتنهدت تنهيدة طويلة وكنت حاسة إن روحي هتطلع، أول مرة أكون عايزة أبكي ومش عارفة.. دقات قلبي ارتفعت بسرعة جدًا وأكني في سباق أول ما ماما دخلت وقالتلي أخرج.. سمعت صوته.. أيوة هو.. عمري ما أنسي نبرة صوته.
قعدت جمب بابا والفرحة مش سايعاني، اللي بحلم بيه حصل! مش مصدقة! كان نفسي أعيط وأشكر ربنا كتير وقتها، بس محبتش أبوظ الليلة.
_طب يلا نسيبهم مع بعض شوية.
رفعت راسي وملامح الصدمة لسه علي وشي، كنت عايزاه يفهمني اللي حصل.
ابتسم =طبعًا عايزة تعرفي كل ده حصل ازاي.
هزيت راسي بأه ومتكلمتش.
=أنا أكبر منك بسنتين، كنت بشوفك من أول ما جيتي الكلية، وحبيتك، وكنت بحضر المحاضرات معاكي عشان أكون قريب منك وأشوفك، كنت كل يوم بمشي وراكي بمسافة ليست بكبيرة يعني لحد ما توصلي البيت، ويوم ما كان الشباب طلعوا عليكي وقعدتي تعيطي وأغمي عليكي، قلبي وجعني أوي إني كنت واقف ومساعدتكيش! بس قدرت أنقذ الموقف في أخره، كنت مستني بس إشارة منك عشان آجي، وبالفعل الإشارة وصلت وبزيادة.
-إشارة! إشارة ايه!!
=أنا اللي خبطتي فيه في الكلية وبعدها اختفيتي، النوت بتاعتك كانت وقعت، كنت هديهالك لكن ملقتكيش.
يالهوي هو شافها! ده أنا نهاري أحمر يا أستاذ ممتاز، يقول عليا ايه دلوقتي!
قرب مني =بتكتبي حلو أوي.
سكت لثواني وكمل =وبترسمي أحلي.
وافقت طبعًا عليه، أنا ما صدقت إنه جه أصلًا، طلب من بابا يسرع الفرح وكان بعد شهرين.
جه وأخدني من الكوافير ومريم كانت معايا، ميل عليا وقال =محضرلك مفاجأة يا..... ولا لأ هقولهالك بعدين..
وصلنا القاعة ودخلنا، بعدها هو اختفي مش عارفة ازاي..
="عمري ما قولت حبيبي لحبيبي معقوول!.. وهقولك م الليلة يا حبيبي علي طول.. "
عيني دمعت من الفرحة.. ده بيغنيلي وبيغني بحماقي كمان.. جريت عليه وحضنته-بحبك.
=بحبك.
"كُنت أنا يومًا ما، لكن الآن كُلي أنت. "
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن