-هات أي لحاف ولا بطانية يلا من جوا بسرعة، الجو برد جدا مش مستحملة.
هز راسه ومشي بسرعة على أول أوضة وجاب بطانية كبيرة وقعد جمبي، حاوطني بيها لأني كنت بتكتِك من البرد، وهو كان قاعد باصص ليا وبس، قربت منه وحطيت البطانية حوالينا، وسمحت لراسي تنزل على كتفه، كتفه دايما شايلني ودايما موجود يسندني.
مِسك ايدي وباسها وقال بنبرة خلتني أدوب فيها:
-أنا بحبك.
-يا ولا؟
-يا قلب الولا.
-دا ايه الرضا دا كله ياسي غيث؟
-مش من حقي أدلعك شوية ولا ايه؟
-من حقك طبعا أومال.
شدد في حضنه ليا وقال:
-تعرفي إنك واحشاني أوي؟
حسست على جبينُه:
-غيث يا حبيبي إنت تعبان؟
ضحك ضحكة قصيرة وقال:
-عشان بتغزل بمراتي حبيبتي أبقا تعبان؟
-لا ما أنا مش متعودة على الرضا دا كله.
سكِت شوية بعدين قولت بخضة:
-تكونش بتخونني وبتعمل كدا عشان ترضِي ضميرك؟ كل الرجالة بتعمل كدا، إنت خاين يا غيث؟ خاين؟
-واللهِ يا كيان يا حبيبتي إنتِ مش وش نعمة، يعني لا كدا عاجب ولا كدا عاجب، حسبي الله فيكِ بجد.
-يابيبي متبقاش قفوش كدا، خد وإدي بشكل ودي كدا وجاريني في الكلام، دا أنا حتى ست رقيقة.
-وكلك رقة يا عسل.
-ناولني كدا الريموت اللي هناك دا أما نشوف أي فيلم كدا.
-تنة ورنة؟
ابتسمت وأنا بقول:
-تنة ورنة.شخص جميل، لطيف ورقيق، بيحتويني، بيحبني، بيحس بيا، بيهتم بيا وبتفاصيلي الصغيرة، ضهر وسند، ليالينا كلها سوا بتنتهي بمنتهى اللطف، خناقاتنا بسيطة وتافهة، لكن وجوده كفيل، كفيل يسعدني، وكفيل يقويني وسط زعلي.
-إنت أخدت مج السحلب بتاعي؟ دا إنت يومك أبيض.
-هعملك غيره.
-لا مليش دعوة أنا عايزة بتاعي.
-شوفتي مين بقا اللي قفوش شوفتي؟
-ماشي مخاصماك.
قرب عليا ومد ايده بالمج وقال:
-خلاص تعالي نشربه سوا.
الحزن اللي كدا وكدا راح، وحلت محله ابتسامة كبيرة، نتشت المج منه وشربت تقريبا كدا يعني المج كله.
-شربتها يا كروديا؟ كلها؟
هزيت راسي ببراءة وأنا بقول:
-فدايا صح؟
مِسك ايدي برقة وباسها وقال:
-فداكِ كل حاجة في الدنيا.
كنت مندمجة في اللحظة أوي لحد ما صرعني بصوته وإنه عض ايدي وصرخت:
-بس إلا السحلب يا كيان، إلا السحلب."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب