حكاية 52

26 4 0
                                    

-اطلع بسرعة مفيش وقت للتفسير.
-إنتِ بتهزري يا آنسة؟
-واللهِ ما بهزر اطلع بسرعة وهديك اللي إنت عايزُه.
بصلي بطمع ونظراته مكنتش كويسة:
-حيث كدا ماشي.
نزلت من التاكسي بسرعة ورشيت في وشه من البخاخة اللي دايما بشيلها معايا:
-دا إنت بني آدم حقير وقليل الذوق بجد.

سييته وهو عمال يصرخ ويشتم فيا ومشيت بجري عشان ميلحقنيش، يارب ما يشوفني يارب.

-واللهِ؟ يعني كدا مش هعرف أجيبك؟
-إنت فاهم الموضوع غلط صدقني.
-امشي قدامي.
-اسمعني بس.
-حالا.

مش معنى إني مبحبش الصوت العالي إنه يستحلاها ويفضل يزعقلي بالطريقة دي، يبقى مين هو ولا من حقه ايه عشان يزعقلي بالطريقة دي؟

-بما إني جوزك يا هانم.
بصيت جمبي لقيته باصصلي، هو أنا كنت بتكلم بصوت عالي؟
بص قدامه للطريق، ورجع يبصلي تاني.
-ياريت تبص قدامك أحسن ما نعمل حادثة ونمـ... وت، وأنا بصراحة مش عايزة أمـ... وت النهاردة.
-ما تتكلمي عِدل بقى!
-بقولك ايه أنا ساكتالك من الصبح، متزهقنيش بقى.
-ساكتة ايه؟ إنتِ هتبقي غلطانة وكمان بتكابري؟ كيان إنتِ كنتِ هتتخطفي، فاهمة يعني ايه تتخطفي؟
-ميخصكش.
وقف العربية فجأة لدرجة إن لولا ايده لحقت راسي كان زماني الله يرحمني دلوقتي.
بصيتله بغضب:
-إنت مجنون؟ ايه اللي إنت عملته دا؟
-واللهِ ما في حد مجنون غيرك، وبعدين هو انت كل ما أكلمك كلمة تقوليلي ميخصكش؟ أومال يخص مين؟ هو مش احنا متجوزين؟
-على الورق يا حبيبي، وأنا وإنت عارفين سبب الجوازة من الأول، فبلاش تعيش الدور وإنك ولي أمري والجو دا.
-واللهِ؟ يعني دا آخر كلام عندك؟
-آه.
ابتسم ابتسامة شريرة:
-تمام، مترجعيش تعيطي بقى.
-نينينينينيني.

المفروض إني بحبه، لكن الطريقة اللي اتجوزنا بيها خلتني أدوس على قلبي وحبي وأنسى أي مشاعر من جوايا ناحيته.

-هتتجوزي غيث يا كيان.
فرحت وكانت الفرحة مش سايعاني، يمكن لأني وقتها حسيت إنه شايفني، بيحبني زي ما بحبه، ولأني كنت دايما شايفاه، بحكم إن احنا كنا صحاب لحد ما بسبب علاقة الشغل اللي بتجمع بابا بوالده.
-بجد يا بابا؟
-أيوة، هو جاي بالليل هو ومحمود، وهنتكلم في كل التفاصيل.

بفرحة بنت مراهقة، كنت حاسة إني صغرت سنين كتير، كنت حاسة الدنيا كلها فرحانة، وكأن العالم كله اتفق على تحقيق أمنياتي اللي صبرت سنين عشان تتحقق، أنا أخيرا هكون لِيه.

-جواز صوري.
-مش فاهمة!
-على ورق وبس، جوازنا هيبقى على الورق بس.
ابتسمت بسخرية:
-ودا ايه أصله دا؟
-كيان مش هنحور على بعض، أنا مجبر أوافق، وإنتِ كمان مجبرة توافقي، وهما بيعملوا كدا عشان يضمنوا شراكتهم فيما بعد في المستقبل، وكدا كدا في المستقبل احنا اللي هندير الشركات دي، فهي مجرد فترة وكل واحد مننا هيروح لحاله.
-أيوة صح، عندك حق.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن