-هسألِك سؤال يا وعد وجاوبي عليا من غير ما تعملي الحركات بتاعتك دي، هو مجرد سؤال بس خطر على بالي فجأة.
-اسألي ياست كيان اسألي.
-هو أنا ممكن أتحب زي باقي البنات كده؟ يعني هو أنا حلوة؟ أقصد يعني إني..
بطلت كلام لما لاقيتها بتضحك عليا -تمام يا وعد أنا ماشية دلوقتي، سلام.
-استني بس يا كيان، أنا بس بضحك على براءتك دي، أنتِ طيبة أوي يا كيان، وتتحبي من القلب والقلب كله يبقى ليكي، ده هيبقا أمه داعياله ده اللي هتبقِي من نصيبه.
روَّحت البيت وكلام وعد شاغلني، هو أنا حلوة؟ طب ليه أنا مش حاسة بـ كده؟ ليه حاسة إني وحشة ومستحيل حد يحبني؟
دماغي وجعتني من التفكير الكتير ده، كان بقالي فترة كبيرة مفتحتش النت ولا تابعت أي حاجة، فتحت الفيس وفضلت أقلب فيه كالعادة ممل يعني، لحد ما لفت نظري بوست..
" الحياة مش بتدينا كل حاجة، رزقنا متقسم بطريقة تختلف عن كل شخص حوالينا، شوية صحة وشوية مال وشوية جمال، محدش بياخد كل حاجة، ومش كل حاجة بتكون بالتساوي، ومحدش فينا بيكون زي التاني، المهم نعرف احنا عندنا ايه من كل ده ونستخدمه بطريقة صحيحة، ومنخليش اليأس يتسرب جوانا ونفضل نسأل ونقول ليه، لأن مش هنوصل لإجابة، بل هنرهق نفسنا بتفكيرنا الغلط ده، ولازم نتأكد إن ربنا مش بيخلق حد وحش، كلنا عندنا جمال لكنه بنسب متفاوتة، وبطرق مختلفة، أتمنى أكون أفدت ولو شخص واحد حتى. "
قد ايه ربنا بيحبني..!! البوست ده فوَّقني فجأة من اللي كنت بعمله في نفسي، الحمدلله على النعمة اللي عندي الحمدلله.
بعدها بكام يوم ماما قالتلي ان في عريس متقدملي، مرفضتش ولا اعترضت زي كل مرة، مش عارفة ليه حسيت باستسلام من ناحية الموضوع ده وقولت أسيبها على ربنا.
-يلا يا كيان اطلعي وخدي العصير ده معاكِ.
بتوتر-تمام يا ماما.
خرجت وقدمت العصير بصيت ولمحته وبعد كده غضيت بصري وبصيت في الأرض، مش حكاية تقليد لكل البنات، بس هو بيكون في كسوف مفاجئ كده بييجي ف الوقت ده، حتى أجرأ البنات تلاقيهم قلبوا فجأة.
سابونا لوحدنا وبدأ هو في الكلام...
-ازيك يا آنسة كيان، أحب أنا أتكلم الأول عشان تكوني على راحتك، أنا اسمي غيث، عندي شركة صغيرة كده على قدي والحمد لله اسمي بيكبر كل شوية، بواظب على الصلاة في أوقاتها في المسجد، أول مرة شوفتك كانت وأنتِ مع صاحبتك في الكلية، كنت رايح هناك أقدم لأختي ملك هناك، عجبني حياءك وغضك للبصر وحسيت انك أنتِ الشخص الصح اللي حياتي هتكمل بيه، قولت يمكن دي صدفة أو مش صح اللي بفكر فيه، لكن تاني مرة اتأكدت إن أنتِ اللي أكيد هتكملي معايا.
كمل-يومها شوفتك وأنتِ مع صاحبتك بردو، كنت رايح عشان أوصل أختي، وكنتي بتبصي على واحدة واقفة مع شاب وهو واقف بيهين فيها قدام الكلية كلها، كنتي بتبصي بنفاذ صبر وعصبية، وفجأة لقيتك بتروحي ناحيتهم، وبتزعقي للشاب ده وبعدين أخدتي البنت في حضنك وفضلتي تهدي فيها، حسيت انك هتعرفي تطمنيني وقت ضعفي، وقت ما أكون مليش ضهر أتسند عليه.
كنت سامعة الكلام ده كله وأنا مش مستوعبة، أنا في حد بيفكر فيا التفكير ده! طب ازاي؟ هو عايزني أسنده وأنا مش قادرة أسند نفسي أصلا! هو شايفني ازاي؟ أنا مش قوية للدرجة اللي تخليه يشوفني كده!
-بس أنا مش زي ما أنت فاكر.
اتصدم-ازاي يعني؟
اتنهِدت-أنا عايزة اللي يسندني مش أنا اللي أسند حد، أنا مش ببين ضعفي لحد، وصعب أوي حد يستحملني، أنا بستحمل نفسي بالعافية، أي حد بقرب منه بيبعد عني، أنا بكون فترة في حياتهم، يعني كل اللي بتمناه حد بس يفضل معايا، يشوف اللي جوايا ويداويه، مش يزود الوجع والحمل اللي أنا شايلاه، أنا مش هستحمل أي خسارة من أي نوع تاني، أنا مليش حد غير أهلي، صعب أوي حد يتقبلني بعيوبي الكتير قبل مميزاتي القليلة، دي أول مرة أتكلم فيها مع حد وأشرح كده، كنت برفض من الأول خالص بدون مناقشات، لكن مش عارفة ايه حصل، وحبيت أعرفك اللي فيا، عشان متأكدة إن رأيك حاليا اتغير.
ابتسَم-ومين قال إن رأيي اتغير؟ أنا دلوقتي متمسك بيكي أكتر من الأول.
-شفقة؟ ولا تعاطف؟
-لا ده ولا ده، أنا مقولتلكيش إني بحبك، أنا أعجبت بشخصيتك ودلوقتي أعجبت بيكي وبتفكيرك أكتر، أنتِ شخص مميز، مستحيل أضيعك من ايدي لأي سبب كان، وأي مشاعر تانية هتيجي بالتدريج، سواء كان من ناحيتي أو من ناحيتك إنتِ.
وافقت عليه بعد أسبوع واتخطبنا، حقيقي كنت كل يوم بقع فيه أكتر، أكيد التزمنا بضوابط الخطوبة لكن هو كان بييجي زيارات لينا، وكان بيجيبلي ورد توليب اللي بحبه، مش عارفة عرف ازاي اني بحبه بجد، بس هو غيّر حياتي، اتعودت على حياتي وهو فيها، بيراضيني بكلمة وبيخفف عني همي وبيشيله معايا، بيديني حلول لأي مشكلة تقابلني، كان ليا الأب والأخ والصديق قبل ما يكون الحبيب، حبيته ومش هنكر ده قدام نفسي، أنا بحب وبتعلق بالناس بسرعة، لكن فكرة عدم تواجدهم في حياتي بتقتلني بالبطيء.
بدأت فكرة إنه ممكن يسيبني تيجي في بالي، معاملتي اتغيرت معاه 180 درجة، بقيت أعامله وحش، برد عليه بزهق، كنت عايزاه يبعد باختياري أنا مش باختياره، فكرة ان حد أنت اتعودت على وجوده وفي لحظة ممكن يمشي ويسيبك لوحدك مؤلمة، أنا اتعودت على الوجع والألم ده، بس مش عايزة أجربه تاني، مش عايزة وجعي وألمي يكونوا منه هو، أنا عايزاه يفضل وهو مش هيفضل، أنا محدش بيديملي، أنا مشوهة نفسيًا، أنا جوايا تعب وهموم الدنيا كلها، أنا مريضة بفكرة الوحدة، أكون لوحدي أهون من اني أتوجع ببعد حد بحبه عني، عندي فوبيا من العلاقات مع الناس، محدش هيتفهم ده، محدش هيشوف اللي جوايا صح، محدش هيدعمني عشان أنا لوحدي، كنت وبكون وهكون لوحدي للأبد.
-أنتِ ليه بتعملي فيا كده؟
كنت قاعدة في البلكومة بتاعتنا وسرحانة، فوقت على صوته، كان متعصب أوي، كان أول مرة أشوفه متعصب بالشكل ده.
-بعمل فيك ايه؟ أنا مش فاهمة!
-لأ فاهمة يا كيان متكدبيش، أنتِ بتبعدي ليه؟ بتتجاهليني ليه؟ عايزاني أبعد بالعافية يا كيان ليه؟ أنا مش عايز أبعد ومش بتمنى أبعد، أنا اخترتك أنتِ عشان تكملي معايا، مش عايزك تضيعي مني، ليه بتعملي فيا وفيكي كل ده؟ جاوبيني بتعملي فيا وفيكي كده ليه؟
-عشان حبيتك، أيوة عشان بحبك متستغربش، مفيش حد استحملني قدك، مفيش حد شافني حلوة زيك يا غيث، محدش اهتم بيا زيك، أنت الحاجة الوحيدة الحلوة في وسط كل العك اللي في حياتي، فكرة إنك ممكن تسيبني في يوم بتوجعني، مش عايزاك تسيبني لوحدي، إنك تهين وتقلل من كرامتي قدامك وتسيبني وتمشي بتقتل فيا، عشان كده أنا اللي ببعد، ولأول مرة بعملها أيوة أنا اللي ببعد، أخسرك بارادتي أحسن ما أخسرك غصب عني، أنا اتعودت على حياتي بيك، في يوم لو صحيت وأنت مش في حياتي مقدرش أتخيل حياتي هتكون ازاي، أرجوك امشي وسيبني أنا مش هستحمل بُعدَك عني، فـ سيبني وامشي، أكيد هتلاقي البنت اللي تسعدك.
-وليه البنت اللي هتسعدني دي متكونش أنتِ؟ مسألتيش نفسك أنا ليه بعمل معاكي كل ده؟ ليه مستمر في علاقة بتجرحني؟ ليه بهتم بيكي؟ ليه مسيبتكيش رغم كل الوجع اللي بتديهولي؟
بضعف-ليه؟
زعق فيا-عشان حبيتك أنا كمان، واللي بيحب حد بيستحمله وهو في أسوأ حالاته، أنا مش من عادتي أسيب حاجة حبيتها من كل قلبي تضيع مني، أنا اختارتك أنتِ تكمليني، مش عايز غيرك ليا، فهمتي بقا.
كنت بعيط، مش قادرة أبطل عياط، أنا مش مصدقة اني قدرت أصلا أخرج كل الكلام ده لِيه، هو استحملني بكل طاقته، أكيد مش هسيبه، مستحيل.
-يعني مش هتسيبني؟
-مفيش حاجة هتبعدني عنك الا لو ربنا أراد لينا حاجة تانية.
-مش هتبعد عني؟
-مش هبعد عنك
-هتفضل تحبني؟
-هفضل أحبك.
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#أروى_إيهاب