حكاية 68

32 1 0
                                    

بِضحك-مش متخيلة فكرة إني أفشل دي بصراحة، سوري معنديش الأوبشن دا في حياتي.
-كل البني أدمين بيغلطوا يا كيان، ولا إنتِ مش بشر زينا؟
سيبتها وقومت وأنا بضحك-لا أنا فئة أعلى من كدا بشوية.

يعني ايه الواحد في حياته يكون عنده فكرة إنه ممكن يفشل؟ ليه نفشل أساسا؟ طالما احنا حطينا الأوبشن دا فأكيد احنا بنشك في قدراتنا، طب وليه نعمل كدا من الأساس؟
احنا في ايدينا نحط احتمال وحيد وهو النجاح، ونوصله، وطالما عايزين الحاجة يبقى هنوصلها بكل سهولة.

-ممكن تبطلي توتر؟
-نفسي أكون في ربع هدوئك.
-مش هدوء على قد ما هو ثقة يا وعد.
-ثقة في ربنا أكيد.
-وفي نفسي.
كانت بتبصلي نفس النظرة اللي بشوفها في عيونها كل مرة، ليه مقدّرش نفسي؟ أنا شايفة إني أستحق، أستحق النجاح، الشهرة، الحب، الصداقة، العيلة، الفلوس، أستحق كل الحاجات اللي الواحد بيسعى عشانها، وطالما أنا أستحق فليه مكُنش واثقة في نفسي؟

-مش قولتلك البريزنتيشن هتكون كويسة؟ والشركة قيمت عرضنا إن هو الأفضل، وبكدا احنا اللي هننظم الايڤينت بتاعهم، خلي دايما ثقتك هي دافعك.
-حاسة إنك ماشية في طريق غلط يا كيان، أنا بحذرك.
-متقلقيش عليا، أنا تمام.

سيبتها وروحت لمكتب المدير، كنت واثقة ومتأكدة من اللي هو هيقوله ليا، لأني أنا السبب في إن احنا اللي هناخد العرض، رغم إن كان قدامنا شركة منافسة أكبر وأقدم مننا، ولكن الخبرة والمهارة عمرها ما كانت بالسنين.

-بشكرك جدا يا كيان على المجهود والشغل الكبير اللي عملتيه، بالفعل أثبتي جدارتك وإنك من أفضل اللي بيشتغلوا في الشركة، أتمنى تفضلي بالمستوى دا دايما.
-بتمنى أكون عند حسن ظن حضرتك.

دايما بنحب نسمع كلام حلو، شكر وتقدير لمجهوداتنا، كل دا بيفرق معانا، وأكتر شيء بيخليني أكمل في شغلي هو الكلام اللي باخده بعد كل ديل بيتم.

-هيتم التنسيق للايڤينت اللي هيحصل بواسطة شخص من عندهم.
نظره اتوجه ليا-وتعامله كله هيكون معاكِ يا آنسة كيان، عايزين كل حاجة تتم زي ما هما حابين، الايڤينت دا لو طلع بشكل مبهر هيبقى مكسب للشركة ومكسب ليكوا كلكوا، هينقلنا لـ ليڤيل تاني خالص.

حسيت بحماس وبشغف كبير وتحدي، يمكن روح التحدي والمنافسة في شغلنا هي اللي بتخلينا نكمل وننجز شغلنا بشكل أفضل، ويمكن دا من وجهة نظري بس، ولكن التحدي هو دافع كبير ومهم جدا.

-هو مين المسئول عن الشغل دا؟
التفت ورايا لمصدر الصوت-أنا، أفندم؟
كان ماسك عينات قماش في ايده كنا هنستخدمها لتغطية شيء معين-وايه الحاجات الرديئة اللي بتستعملوها دي؟
-رديئة!
وعد قربت مني ومسكت ايدي-بالله عليكِ ما تتهوري، افتكري الشركة، افتكري هدفنا.
غمضت عيوني وأخدت نفس عميق، اتنفست بهدوء، فتحت عيوني وابتسمت بكل لطف-حضرتك مين بالظبط؟
-أنا اللي مفروض أتابع شغلكم، تقريبا اختيارنا كان غلط من البداية.
-حضرتك أنا مسمحلكش تحكم على حاجة لسه في أولى خطواتها، ثانيا مسمحلكش تتناقش معايا أو مع أي حد في التيم بالأسلوب دا، ثالثا ودا الأهم أنا واثقة ومتأكدة من إن الشغل هيكون كويس جدا في النهاية.
-بالمنظر دا فأنا متأكد من حاجة واحدة بس.
سكت شوية وقرب من ودني-إن أكيد مش هتقدري تخلصي كل دا في يوم.
-بس دي مش المدة المتاحة لينا.
-وأنا هنا صاحب القرار، وريني شغلك واثبتيلي جدارتك اللي بتتكلمي عنها.
-بس...
-فعلا، وجهة نظري كانت في محلها، اختيارنا ليكوا كان غلطة.
ابتسمت بتحدي-أوعدك إنه هيكون أفضل مما تخيلت كمان.

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن