اسكريبت 8

75 11 0
                                    

"يارب أنت عالِم وعارف بحالي، سامحني على كل غلط عملته، سامحني على كل غلط ارتكبته بقصد أو بدون قصد، يارب اغفرلي ذنوبي، قرّبني ليك يارب، أنا مليش في الدنيا غيرك"
الدعاء لربنا وقت الفجر بيريحني جدًّا، الإنسان مش ملاك، كل بني آدم خطّاء، وأنا أخطأت كتير، وهو كان أكبر أخطائي
-آدم احنا خلاص مش هينفع نكمل مع بعض، كلامنا مع بعض غلط، في حاجات كتير أوي عرفتها وفهمتها، ياريت لو كنت فعلًا بتحبني اتقدملي، وكل حاجة تكون في النور، قدّام الكل من غير خوف من ناس، عشان نرضِي ربنا قبل البشر.
-عايزانا نسيب بعض يا نور بعد كل ده؟ مالك بقيتي معقدة أوي كده ليه؟ أنتِ مكنتيش كده! وكمان احنا بقالنا 3 سنين مع بعض، جاية تفوقي دلوقتي وتكتشفي إن كل ده غلط! مكتشفتيش ده من بدري ليه؟
-يا آدم افهمني، أنتَ أكتر واحد عارف أنا بحبك قد ايه، بس خلاص مش هقدر أعصي ربنا وأعرّض نفسي لعذاب وذنب كبير زي ده يوم القيامة، آسفة هضطر أعملك بلوك، أتمنى تفهمني وترجع أنتَ كمان لربنا.
"قلبي كان متعلق بيه أوي، روحي كانت بتخرج مني وأنا خلاص بطلعه من حياتي، لكن هو عمره ما هيطلع من قلبي"
-مالك يا نور يا حبيبتي، بقالك شهر لا بتخرجي ولا بتعملي حاجة غير الصلاة والقراءة، لا بتاكلي ولا بتشربي ولا حتى بتكلمي مريم صاحبتك، مالك يا حبيبتي احكيلي.
حضنتها وفضلت أعيط، كنت عايزة أحكيلها أوي وأشيل جزء من الهم ده من على قلبي، بس محدش هيفهمني مهما شرحت ومهما حاولت.
-سيبتيني ليه؟ فاكراني نسيتك! أنا عمري ما أنسى نور عيني.
قومت مفزوعة من النوم، ازاي.. ازاي يرجع يظهرلي تاني، هو خلاص انتهى من حياتي، مينفعش يظهر تاني خلاص.
-أنا بقولها تاني أهو ولآخر مرة يا نور، قدامك نص ساعة وهكون عندك، لو ملقتكيش جاهزة هصور قتيل، وأنتِ عارفاني مبهزرش.
حاولت أتظاهر اني عادي بس مقدرتش-جرا ايه ياعم الشبح أنت اهدى كده ميصحش عشان صحتك، وعلى العموم أنا حقيقي مش قادرة أخرج يا مريم حاسة اني هتعب لما أخرج.
-يا حبيبي اللي بتعمليه ده هيدمرك، متوقفيش حياتك عند نقطة واحدة، حياتك لسه قدامك وطويلة، اهدي كده واستغفري ربنا وقومي كده عشان صاحبتك هتموت من الجوع.
-حاضر يا مريم، هخلص وأرن عليكي.
ربنا مبياخدش منك كل حاجة، ولو أخد منك حاجة بيعوضك بيها تاني وبصورة أفضل، مريم من غيرها مكنش هيبقى ليا وجود، هي سندي وملجأي، هي اللي بتديني الآمان بالرغم من كونها محتاجاه، لكن هي ميتقالش عليها لا صاحبة ولا أخت، هي مكانتها أكبر من كده بكتير.
-ها ياستي تحبي نروح فين؟
جاوبتها وأنا سرحانة-البحر
بصتلي بعتاب-تاني يا نور؟ هتروح للتعب برجلك؟
حاولت أداري دموعي لكن مقدرتش أتحكم فيها-يا مريم افهميني، هو مكنش أي حد في حياتي، هو كان حياتي كلها، عشان أنساه لازم أتعوّد على غيابه، وإن شاء الله ربنا هيعوضني خير.
روحت عند البحر، مكاننا اللي كنا بنهرب من العالَم ليه، حسيت بنغزة ورعشة اجتاحت جسمي كله بمجرد اني شوفت شخص قاعد على الشط، حسيته هو، لكن لأ هو مستحيل يرجع
مشيت كتير عشان أحاول أكون بعيدة كل البعد عن الشخص ده، وأحاول أستمتع بالباقي من الوقت قبل ما مريم ترجع، طلعت النوت بتاعتي وفضلت أكتب كتير أوي، لحد ما وقفت عند جملة معرفتش كتبتها ازاي، وكان وعيي فين وأنا بكتبها
"قلبي لك، روحي لك، سعادتي وحزني لك أيضًا، قلبي لن يدخله سواك، أعدك بذلك لطالما أنا على قيد الحياة."
عيطت كتير لدرجة إن الورقة اتبهدلت خالص، مقدرتش أكمل وقومت وسيبت النوت وسيبت كل حاجة، وكأني بهرب من نفسي لكن بتكعبل في نص الطريق بسبب أفعالي، وأنا ماشية شوفت الشخص تاني، وشه وملامحه مش ظاهرة بس حسيته هو، رفع راسه ناحيتي، ساعتها محستش بحاجة تاني إلا وهو بيقرب مني، وبعدها السواد ملا عيوني
-أيوة يا دكتور هي مالها دلوقتي؟ هتبقى كويسة؟
-هي دخلت في غيبوبة، تقريبا في حاجة دخلتها في حالة صدمة وانهيار عصبي شديد، لكن حالتها مستقرة، ادعولها.
غيبوبة!! أنا مش في غيبوبة، أنا صاحية وشايفاكوا وسامعاكوا، ده صوتك يا ماما أنا عارفة، مالك يا مريم بس بتعيطي ليه؟ أنا كويسة، هو مين اللي ماسك ايد... آدم!! ايه اللي جابه هنا؟ هو ازاي يرجع كده من تاني؟ كان ماسك ايدي وبيبكي لدرجة تقطع القلب، وأنا قلبي خلاص مكنش مستحمل، كان بيدعي كتير وبيقرأ قرآن كتير، آدم اتغير أوي، بقى عنده لحية، حسيته بقى شخص تاني غير اللي عرفته.
-أوعدك يا نور اني مش هزعلك تاني، عارفة لو فوقتي دلوقتي هعمل اي...
صوته كان كفيل يهزني ويمكلني من تاني
فتحت عيوني ببطء عشان النور كان جاي في عيني، قولت بصوت مهدود وكأني بقالي زمن متكلمتش-ه.. هتعمل.. ايه؟
ضحك جامد أوي لدرجة انه عيّط، سجد لربنا وفضل يدعي كتير، فرحته نستني كل حاجة ونستني كلامه اللي جرحني بيه، كفاية اني شايفاه قدامي وهو متغير كده.
-ياعمي، تعالى بسرعة بنتك فاقت وعايز ألحق قبل ما أرجع في كلامي.
ابتسمت ولفيت وشي عشان أحاول أخفي الابتسامة.
اتكلم بصوت كله هدوء، وكأنه قاصد يوقعني فيه من تاني-تتجوزيني..؟!
بصيتله بكل ألم وحزن، افتكرت ازاي عدّا 5 شهور ومسمعتش صوته، 5 شهور وأنا بتعذب
جاوبته بكل ما عندي من قوة-مش موافقة.
مسك ايدي وكأنه بيترجاني أوافق-أنا اتغيرت والله، مش عشانك لأ، عشان أرضي ربنا، وعشانك أنتِ كمان، وعارف إن مسكة ايدك دي غلط، بس أنا عايز أمسك ايدك دي دايما من غير خوف من ربنا إني بعمل شيء غلط، بعدك عني فهمني حاجات كتير أوي، عرفت إني مقدرش أعيش من غيرك، عايز أقضي بقيت عمري معاكي، أنا بحبك والله وعمري ما هسيبك.
عيطت كتير أوي كنت خلاص هحضنه، لكن افتكرت إننا مينفعش حتى نلمس بعض، شيلت ايدي من ايده وقولت بكل جمود-وأنت بقى عايز تمسك ايد كل واحدة كده؟
ابتسم ابتسامة خطفت قلبي-لأ عايز أمسك ايدك أنتِ بس وايد بنتنا، ايه لسه مش موافقة؟
-أيوة
-نعم ياختي! يا عمي تعالى شوف بنتك قبل ما أخليها تدخل في غيبوبة تاني
ضحكت-بهزر يا مجنون بهزر، أنا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك يا آدم.
-عارف
ولقيته بيطلع الورقة اللي كنت كتبتها يوم البحر-وعدك محفور في قلبي يا قلبي.
داريت وشي بايدي-ما خلاص بقى.
-بحبك.
"كُنت أنا يومًا ما، لكن الآن كُلي أنت."
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن