-أنا مش عارفة بصراحة غيث خطبك على ايه وليه أصلا.
-يمكن عشان بيحبني؟
ضحكت:
-يحب فيكِ ايه يا كيان؟ فوقي لنفسك كلنا عارفين وإنتِ عارفة إنك مفيش حاجة بتميزك، ولا إنتِ مميزة ولا حتى شكلك مميز، إنتِ مجرد انسانة عادية.
ابتسمت رغم قلبي اللي اتكسر:
-بس هو خطبني.
-واللهِ شكلك ساحرالُه بجد عشان ييجي يتقدملك كدا.مشيت معاهم ساكتة، كانوا بيتكلموا زي عادتهم ومهمشين وجودي، مكنتش حابة أتكلم، مكنتش حابة أسمع كلامهم اللي كل مرة بيكسر شيء جوايا، هو أنا ليه مكملة معاهم؟
-عملتي ايه في الشغل النهاردة يا كيان؟
-عادي يا ماما، زي كل يوم.
قعدت قدامي ومسكت ايدي:
-مالك يا حبيبتي؟ فيكِ حاجة؟
عيوني دمعت، وفجأة فتحت في العياط.
-هو أنا وحشة يا ماما؟
طبطبت على ضهري في حضنها وقالت:
-مين اللي قالك كدا؟
-هو أنا مستحقش غيث؟ هو أنا وحشة ومحدش بيحبني؟
خرجتني من حضنها وبصت في عيوني واتكلمت بحدة:
-أيا كان مين سبب الأفكار دي في دماغك فالشخص دا المفروض ميتسكتش ليه ولا لكلامه دا، إنتِ جميلة يا كيان، والجمال عمره ما كان بالشكل يا حبيبتي، وحتى لو بالشكل، فإنتِ أجمل بنت ربنا خلقها.
-بتقولي كدا عشان أنا بنتك صح؟
-بصي يا كيان، كلنا يا حبيبتي ربنا اللي خالقنا وربنا -سبحانه وتعالى- قال في القرآن: (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ).
ربنا يا كيان عمره ما بيخلق حد وحش، خلي ثقتك في ربنا وفي نفسك كبيرة، مش كلام الناس اللي يهزك ولا يكسرك بالشكل دا، الجمال عمره ما كان بالشكل، الشكل مكنش ولا هيكون مقياس للجمال، ياما ناس جميلة بالشكل وروحها مش موجودة، معندهاش روح، أو روحها شريرة ووحشة بتأذي البشر، الجمال بيروح، ممكن تكبري وجمالك يختفي، بعد الشر عنك تعملي حادثة وجمالك يروح، هيفيدك بايه جمالك وقتها؟
-طب أنا أستاهل غيث؟
-دا سؤال اجابته مش عندي، لو هو نصيبك فأكيد تستحقوا بعض يا كيان.كلامهم كل مرة بيكسرني، بيحرجوني، وبيزعلوني دايما، ولما بيحسوا إني زعلت بيقولوا إنهم كانوا بيهزروا، طب كل دا هزار؟
-هو إنت بتحب كيان يا غيث؟
بصيت لندى إنها تسكت، بس هي عملت نفسها مشافتنيش وضحكت وبصتله مستنية الرد.
-أظن دا شيء خاص بيا أنا وكيان.
ابتسمت لرده، وكملت أكل
أنا وغيث بنشتغل في نفس المكان، نفس المكتب ونفس التخصص، مكنش في بيننا كلام، لكنه شخص هادي ولطيف، اتقدم فوافقت عليه.-هيسيبك يا كيان، وافتكري كلامي، هو شكله بيتسلى بيكِ وخلاص.
شوفت رسالتها ورميت الموبايل وبدأت وصلة عياط كل يوم
أنا وحشة
أنا متحبش
أنا محدش هيحبني
محدش أصلا بيحبني
كلهم بيشفقوا عليا
كلهم وجودهم بيسد مكان وخلاص
محدش عايز يفضل معايا عشاني أنا
الموبايل رن وفتحت من غير ما أبص حتى على الاسم، فضلت أعيط، وفضلت أتكلم كلام مش مفهوم، كان جوايا طاقة سلبية كبيرة وكنت محتاجة أخرجها.
-هديتي؟
أول ما سمعت صوته قفلت الموبايل ورميته قدامي من الخضة، أنا افتكرتها ندى أو ليلى، مكنتش أعرف إنه غيث، هيقول عليا ايه دلوقتي ياربي هيقول عليا ايه؟!