حكاية 6

63 10 0
                                    

-يعني ايه مش هينفع تطلعي معانا الرحلة؟
رديت عليها بهدوء-‏آسفة بجد يا ملك بس حقيقي مش هكون مرتاحة وأنا معاكوا، هتعملوا حاجات أنا مش موافقة ولا راضية عنها، وتفضلوا تقولوا عني مقفلة وكل الكلام ده، عشان كده أنا مش هطلع، اطلعوا انتوا وانبسطوا، وأنا كده مبسوطة.
-أنتِ أصلًا يا نور اتغيرتي أوي، مش عارفة ايه اللي حصلك.
شاورت للبسي وكملت-اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش قبل 3 شهور بس كنتِ ازاي، كل شوية ده حرام متعملوش كده اعملوا ده، قلبتي شيخة فجأة، قبل كده كنتِ أنتِ زعيمة الشلة أصلًا، على العموم فكري تاني وشوفي ايه اللي بتعمليه في نفسك، ومتبقيش مقفلة أوي كده.
سابتني ومشيت، مدتنيش فرصة أرد حتى أو أدافع عن نفسي، مقفلة..!! عشان بحافظ على ديني وعلى نفسي أكون مقفلة! أيوة كنت قبل كده وحشة وبعيدة كل البعد عن ربنا، لمَّا هو دخل حياتي وهو بدأ يشيل الغشاوة من على عيني بالتدريج، هو ابن عمي آه وكل حاجة بس بعدنا عن بعض من واحنا صغيرين، ورجعنا اتلمينا من تاني لما كبرنا، بدأ يقنعني بوجهة نظره، ديانتي مسلمة لكني كنت مسلمة بالمُسمى بس، حتى مكنتش محجبة وأوبن مايند وكل حاجة عندي عادية، خروج سهر أغاني كلام مع ولاد طريقة لبس مُلفتة، كل ده اتبخر واتحول مع وجوده في حياتي، مكنتش بغير من نفسي إلا عن اقتناع، واحدة واحدة عرفت إن الأغاني حرام، لقيت صعوبات كتير جدا في إني أبطلها، لأن كمان معظم اللي حواليا بيسمعوها طول الوقت لكن الحمدلله بطلتها، اتحجبت ولقيت نفسي بالحجاب أفضل، عمري ما أنسى جملة آدم اللي قال فيها "أنتِ بتستري نفسك عشان الشخص اللي يستاهلك وتستاهليه، مفيش حد بياخد واحدة شكلها مُلفت بلبسها وطريقة لبسها، محدش بيختار المتعرية بطريقة مباشرة." جسمي كان بيقشعر من كلامه، كان بيقنعني وبيغير كل شوية جزء فيا، لحد ما بقيت مختمرة، بحفظ في القرآن، بعدت عن أصحاب السوء، لكن لسه بحاول معاهم وبحاول أنصحهم وأرشدهم للطريق الصح، لكني مقابل ده بلاقي الأذية وتجريح في نفسي، قبل كده مكنتش بسكت لحد وبرد، دلوقتي اتغيرت مش بعرف أرد، بقيت انسانة تانية.
خرجني من شرودي صوتها-الحلو بتاعنا ماله النهاردة؟
حضنتها وانفجرت في العياط، مليش غيرها، كبهم اتخلوا عني في أكتر وقت كنت محتاجاهم فيه، هي الوحيدة اللي فضلت جمبي وساندتني في أوقات ضعفي، هي اللي أخدت بايدي وكملت معايا مشواري لطريق ربنا، زي ما ربنا بياخد مننا حاجات زي ما بردو بيعوضنا بحاجات أفضل.
-اهدي يا نور، مالك بس احكيلي، مين زعلك وأنا أموته؟
كانت بتتكلم بنبرة غضب وخوف بصتلها وفضلت أتأملها-أنا بحبك أوي يا مريم.
-يا قلب مريم أنتِ وأنا كمان بحبك، بس متتهربيش واحكيلي مالك.
-‏ملك ياستي وأكيد عارفة حواراتها بتاعت كل مرة وازاى بتجرحني بكلامها.
مسكت ايدي -‏مش قولنا يانور نبعد عنها؟
-والله ما رجعت أكلمها هي اللي جت وفضلت ترخم عليا وتقول مش هتطلعي الرحلة وكل الكلام ده.
-‏امممم، ورديتي عليها قولتي ايه؟
-‏رفضت طبعًا، رحلة ايه اللي أطلعها معاهم يا مريم؟!
اتكلمت بكل هدوء-‏احنا هنطلع الرحلة عادي جدا.
رديت بانفعال-نطلع الرحلة؟ أنتِ مستوعبة أنتِ بتقولي ايه؟ على العموم أنا مش هطلع وعن إذنك همشي.
مسكت ايدي-نور احنا هنطلع لأني محتاجة أغير جو، وكمان مش هنروح لوحدنا، باقي شلتنا ياستي هتطلع، وهما يبقوا لوحدنا واحنا نبقى لوحدنا.
غمزتلي وكملت-وابقي قولي لابن عمك يطلع معانا، ماهو كده كده من الكلية معانا وأهو يبقى يطمن عليكي.
-مش عارفة يا مريم مش مرتاحالك ليه..!
سيبتها وروَّحت البيت، كنت بفكر في كلام ملك، وغصب عني لقيت نفسي بعيط، مسحت دموعي بسرعة وحاولت أنسى الموضوع، وصلت البيت وكان آدم في الجنينة.
-السلام عليكم.
-‏وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مالِك واخدة في وشك وداخلة على جوا كده ليه؟
-‏مليش تعبانة بس شوية.
وقف وقرب مني-‏نور أنتِ كويسة؟
-ها.. آه آه كويسة، صحيح أنا طالعة الرحلة بتاعت الكلية.
-‏كنت لسه هقولك بردو إني طالعها بردو.
-‏بجد! طب كويس، يلا سلام دلوقتي عشان أرتاح شوية.
من ساعة ما التزمت ورجعت لربنا وآدم معاملته معايا اتغيرت، بعد عني أكتر، مش بيكلمني كتير كالعادة، وده شيء مزعلني أكتر، وكمان كنت فاكرة إنه هيطلع الرحلة عشاني، طلع مقرر إنه هيطلع ومعرفنيش حتى، وأكيد بردو هيكون مع صحابه وهيسيبني.
-اصحي يا نور بقى عشان تلحقي تجهزي نفسك، فاضل ساعتين والأوتوبيس ييجي.
-‏طيب يا مريم خلاص صحيت.
صليت الفجر ولبست وجهزت شنطتي وكل حاجة، نزلت تحت الجنينة لقيت آدم واقف تحت، بصلي ورجع بص في الفون بتاعه، ده لو متعمد يتجاهلني مش هيعمل كده...!
شوية والأوتوبيس وصل، طلعت قبله وكانت مريم ركبت خلاص، قومتها من مكانها ورجعنا قعدنا ورا خالص، مش عشان أعرف أشوفه خالص لأ.
كان قاعد في الكرسي اللي قدامي على طول يعني سامعة كل اللي بيتقال، فجأة لقيت ميرنا داخلة وفضلت تدور على حد بعينها لحد ما عينها وقفت على آدم وابتسامة كبيرة ظهرت على وشها، ميرنا تبقى زميلة آدم ومعاه فس نفس الدفعة بتاعته، راحت وقعدت جمبه، وأنا حاسة إني بطلع نار ومخنوقة جدا، ومش عارفة ليه يعني ما تقعد براحتها أنا مالى!
كانت قاعدة تهزر معاه و واخدة راحتها أوي المحترمة، وازاي هو يسمحلها كده؟ طبعا مريم كانت نايمة في سابع نومة، وأنا مكنش ينفع أسكت على الوضع ده أكتر من كده.
اتكلمت بصوت وكأني تعبانة-مريم، مريم اصحي أنا تعبانة ومش قادرة.
صحيت مخضوضة-نور..! نور أنتِ كويسة؟
أنا أصلا عندي فوبيا من الأماكن المغلقة ومش بعرف أتنفس، استغليت إن مريم عارفة عشان أكمل التمثيل بتاعي-مش قادرة أتنفس يا مريم الحقيني.
فضلت تتلفت حواليها لحد ما لقت آدم.
-أنا آسفة إني جيتلك كده بس مكنتش عارفة أتصرف، تور تعبانة أوي وم..
قام قبل ما تكمل كلامها وجه ناحيتي-نور مالِك طيب فيكي ايه؟
ردت مريم-أنتَ متعرفش إن عندها فوبيا من الأماكن المغلقة؟ طيب المهم عايزين نقعدها جمب شباك دلوقتي ممكن يعني لو تبدل؟
-آه آه أكيد بس ممكن أفضل جمبها لحد ما أطمن عليها يعني؟
-‏تمام ماشي، خلي البنت اللي جمب تيجي هنا مكان نور وأنا هحاول أوديها لهناك.
كنت سامعة كل ده وفرحانة أوي إن خطتي نجحت ومعرفتش أداري ابتسامتي واتقفشت-ها ياستي فرحانة كده إنك هتبقي جمبه؟
اتخضيت جامد واتنفضت فـ كملت-فاكراني مش فاهماكي يا نور؟ ده أنتِ كنتِ بتطلعي نار وأنتِ جمبي، على العموم يلا قومي عشان أسندك يا حبيبة قلبي يا تعبانة.
ضحكت على طريقتها، بس رجعت تاني لتمثيلي، وروحت وقعدت جمبه، مش عارفة ايه اللي بعمله ده ولا السبب ورا اللي بعمله كمان غير إني مش عايزاه يقرب من حد تاني، وهحاول أشيل الحاجز اللي بينا ده قريب أوي.
بصلي واتكلم بنبرة خوف وقلق خلتني أبصله وأفضل أتأمل في ملامحه-بقيتي كويسة؟
-نور، مالِك بتبصيلي كده ليه.؟ في حاجة؟
-‏هاا..! آه آه بقيت أحسن كنت محتاجة بس شوية هوا.
-‏طيب أنا هقوم أرجع ورا وهخلي صاحبتك تيجي هنا.
-‏ممكن تفضل شوية.. عايزة أتكلم معاك.
حسيته ارتبك أوي، كان عايز يهرب مني، عيونه كانت بتهرب مني طول الوقت، مش عارفة هو ماله ولا في ايه؟
-أنا مش عارفة أنتَ بتبعد عني ليه، أيوة كنت وحشة وكل حاجة بس اتغيرت، اتغيرت بسببك، ليه حساك كارهني وعايز تبعد عني بكل الطرق كده؟ واجهني وعرّفني أنا عملت ايه غلط مش تسيبني كده، اعمل بقرابتنا حتى مش إنك صاحبي وبس، أنتَ خلتني أشوف الدنيا بمنظور تاني خالص، أنتَ الحاجة الحلوة اللي دخلت حياتي وخلت فيها ألوان بعد ما كانت سودة وباهتة، بس خلاص أنا هريحك من الحمل ده، وهحاول مقربش منك تاني طالما وجودي مسببلك أذى، دلوقتي تقدر تمشي عادي خلصت كلامي.
كان واقف بيبصلي بصة معرفتش أفهمها دي لوم ولا غضب ولا فرح، قلبي وجعني ومكنتش عارفة ازاي قولت كده، معقولة أكون حبيته؟ سندت راسي علي الشباك ودموعي بدأت تنزل ومش عارفة أتحكم فيها، لقيت ايد بتتحط علي كتفي فـ عرفت انها مريم، اتعدلت ونمت على كتفها.
-نور يلا اصحي وصلنا.
-‏اممم.. وصلنا فين؟ أنا فين؟
ابتسمت-‏يابنتي أنتِ عندك فقدان ذاكرة دائم كده؟
خبطت ايدي على راسي وافتكرت كل حاجة، ايه ده؟ مفيش حد غيرنا في الأوتوبيس، مريم فهمت بفكر في ايه فـ اتكلمت-ما أنا بقالي ساعة بصحي في حضرتك، يلا بقى قومي عشان نطلع أوضتنا ونرتاح عشان بكرا هنبدأ نتفسح بقى.
هزيت راسي ونزلنا وروحنا الأوضة مع بعض، مريم غيرت هدومها ونامت، الساعة كانت 11 بالليل قررت أنزل أقعد على البحر شوية، أرميله همي ويسمعني وأرتاح شوية وأرجع تاني.
وصلت هناك ولقيت حد قاعد، قربت شوية وعرفت إنه آدم، لفيت وكنت همشي لكن هو نده عليا بصوت عالي أوي لدرجة إني اتفزعت جامد.
-يا نوووور، لييييه؟ ليه عملتي فيا كده؟ ليه خلتيني أحبك؟
ضحك بسخرية وكمل-‏فاكراني ببعد عنك؟ فاكراني بكرهك؟ ده أنا محبتش حد قدك، قربت ليكي وحاولت أغيرك عشان بحبك، بعد ده كله ومش بحبك.؟
كنت واقفة بسمع ومصدومة ودموعي نازلة بسرعة جدا، لقيته وقف فجأة وكان بيقرب من البحر.
صرخت بخوف-آآآدم..!
بصلي ومتكلمش-بتعمل ايه؟ أ أأ.. أنا والله مش بكرهك، أنا كمان بحبك، بس ليه تعمل كده؟ عايز تعذبني في بُعدك عني أكتر من ما بتبعد عني؟ طب أنتَ عارف النهاردة أنا مكنتش تعبانة ولا حاجة، بس كنت غيرانة من صاحبتك دي اللي عمالة تتمايع وتهزر معاك كده، مكنتش طايقاها فعملت كده عشان تفضل جمبي، لكنك كنت بتبعد بردو وكما....
-كنت ببعد عشان قُربك مني كان بيوجعني، فكرة إنك مش بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي كانت بتقتلني، أنا بحبك من واحنا صغيرين يا نور، حتى لما اتفرقنا كنت بردو قريب منك ومتابعك، كنت عايز أغير طريقك اللي أنتِ ماشية فيه ده بأي طريقة لحد ما نجحت في ده، كنت فاكر إني فشلت في إني أدخل قلبك، عشان كده بعدت، فاكرة إني طالع الرحلة كده عادي عشان صحابي؟ لأ أنا سمعت كلامك أنتِ وصاحبتك، محبتش أسيبك لوحدك، محبتش أفضل أسبوع مشوفكيش قدام عيني.
عياطي زاد ووقعت علي الشط-‏والله يا آدم أنا مكنتش أعرف إن ده حب، اهتمامك بتفاصيلي وقُربك مني خلاني أحبك بطريقتي، اكتشفت متأخر إن ده حب.
قرب مني-خلاص بطلي عياط بقى.
-متسيبنيش أنا محتاجالك.
-‏أنا هنا عشانِك.
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كُلي أنتَ."
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن