-صالحني.
بصلي بنظرة باردة ولف نظره بعيد عني، بتتجاهلني يافوزي! دي أخرتها يافوزي! طب تمام أوي، تمام أوي أوي.
دخلت المطبخ، طلعت الحِلل كلها وبدأت أرميهم على الأرض بشويش عشان دول حاجتي بردو، مجاش؟ طب ماشي نرزع باب دولاب المطبخ براحة كدا عشان ميتكسرش، مجاش؟ طب حسبي الله فيك ياللي معذب فؤادي.
قعدت أعيط على الأرض ومني لله، وبعدين انا استرونج اندبندت وومن ومش هعيط، جيت أقوم روحت متزحلقة ووقعت على الأرض، طبعا مصرختش بصوت عالي وسمعت الجيران كلهم لأ، وقعدت أعيط بردو، قنبلة عياط.
-في ايه بتصوتي كدا ليه؟
-دلوقتي جيت ياخويا؟ آه ياضهري آه، مكنش يومك يا كيان يا حبيبتي مكنش يومك.
-إنتِ كويسة؟
سكِت شوية بعدين ضحك وقال:
-مال شكلك عامل كدا ليه؟
-وكمان بتضحك عليا ياللي مش محترم، طب طلقناااااي بقا مش قاعدالك فيها.
-استهدي بالله يا كيان وقومي نروح نكشف عشان نطمن على البيبي ونشوفه كويس ولا لأ بعد اللي عملتيه في نفسك دا.
-قول كدا بقا يعني إنت جاي تتطمن على ابنك مش على مراتك، ماشي يا غيث ياحبيبي، غور بقا من وشي عشان أصلا الاهتمام مبيتطلبش.
مد ايده وقال:
-قومي يا كيان هاتي ايدك وبطلي تخلف على الصبح، يخربيت هرموناتك دي.
مسكت ايده وكنت هقوم لكنني سحبته وخليته يقع على الأرض، قولت وأنا ببتسم ابتسامة شريرة:
-أحسن أحسن.
بصينا لبعض وفضلنا نضحك كتير.
-فاكرة؟
-ألا طبعا فاكرة ودي حاجة تتنسي يا غيث بيه؟
ابتسمت لذكرى موقف كان بداية لكل شيء، موقف هو السبب في معرفتي بأكتر شخص حبيته، موقف على قد ما كان مؤلم حد الضحك إلا إنه لطيف حد الحُب.
-يا دنيا طفيتي شمعي، يا ناس كترتوا دمعي.
ألا هو أنا مالي بقيت حزينة كدا ليه، قومي يابنتي انزلي اتمشي، الوقت اتأخر؟ لا لا لسه بدري يعني عادي دا الساعة يدوبك 5 وأنا مش هتأخر لأ لأ، ماما مش هتوافق؟ بااس لقيتها وعد حبيبة قلبي حلالة المشاكل وجلابة الحبايب وأكالة الزبيب.
-كل الشكر يا صاحبي نردهالك في الأفراح يا قلبي.
-يع واللهِ يع.
-يلا يا وعد طريقك صحراوي، مهمتك انتهت ياحبيبي، بالسلامة ياحسن.
البحر دا غريب جدا، عمري ما شوفته واتكلمت عنه بعمق زي الناس كدا، بس هو صديق، صديق حلو، بتفضل قاعد بس تتأمله وتنسى همومك كلها مهما كانت، لكنني عمري ما شوفته زي ما الكل بيتخيله كدا ترميله أسرارك وكل دا، لأ هو صاحب بيشاركك تفصيلك، بيخلي الثوران اللي جواك مهما كان كبير يهدى، بيخليك منتبه ليه وشارد فيه وفي موجه، لون البحر مع السما وقت الغروب قادر يسحرك ويغير مودك، وبيسرقك سرقة مُحببة لقلبك، بيسرق وقتك وبيحب يكون في خلوة معاك ومع عقلك، بيصفي ذهنك لحد ما تهدى وحاجة تلفت انتباهك فتبتسم بسخرية إن ازاي مجرد بحر بموجه يسرقك وينصب عليك بالشكل المهين دا!
طبعا ماما زي أي أم مصرية قمر اتصلت عليا هزقتني بعد ما الساعة دخلت على 9،واضطريت أروح طبعا، الشوارع ضلمة بما إننا في الشتا، ايه يا جماعة احنا الفجر ولا ايه؟
وهوبا دبل كِيكْ روحت متزحلقة حتة زوحليقة على الأرض إنما ايه أورجانيك يعني، وهدومي اتبهدلت ومنظر لا يُطاق الصراحة.
-تحبي أساعدك؟
ياختي ايه الصوت القمر دا؟ أضربك بكشاف الفون طيب عشان أشوف شكلك وأقع في حبك، آه ياني يا كسفتي، يشوفني بالطين والقرف اللي عليا دا ازاي بس؟ لا وعايزاه يقع في حبي؟ دا أنا جامدة واللهِ وجمداني مقوي قلبي.
-هات ايدك يابني بالله ما عارفة أقوم.
سمعت صوت ضحكة صغيرة بعديت لقيت ايده بتتمد وقال:
-طب يلا حاولي تقومي معايا.
ولأن ايدي كانت مبلولة ايدي اتزحلقت وشدته وقع، واللي هو أنا عايزة الزرار اللي بيبخر الانسان دا اللي لسه مخترعوهوش بالله.
بصيتلُه بعد ما ملامحه بقت واضحة بالنسبالي واللي هو ما شاء الله تبارك الله ايه الحلاوة دي يا ريتان ياقلبي؟
-ينفع كدا؟
-أنا اسفة.
وضحكنا، ضحكنا كتير أوي، ومن هنا كل شيء بدأ.
فوقت من ذكرى الموقف وعلى وشي ابتسامة هبلة.
-قصة حب من أول زوحليقة.
ضحك-بس كان ايه رأيك فيا؟
بصيتلُه بقرف وقولت:
-زوقي طول عمره وحش ياحبيبي واللهِ، عشان كدا اختارتك.
-ياكوكو بتكسفيني، مينفعش كل الحب دا.
-خلاص اسكت بقا عشان منحسدش بعض يابيبي.
ضرب كف بكف وقال بضحك:
-واللهِ ما عارف أنا حبيت فيكِ ايه؟
قولت بثقة:
-كلكوا طمعانين في تفاهتي وحسي الفكاهي بس عمركوا ما تروحوا تقولوا.
-حوشي النكد الصغير اللي بيقع هناك دا.
-قصدك إني نكدية؟ ولا يكونش قصدك إني نكـ...
-بحبك أصلا في كل حالاتك.
-يالهوي بحبك ياولا.
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب
