-تعرف؟
بص ليا بحُب:
-عرفيني.
-تعرف إني مكنتش بتمنى شخص بنفس الاسم!
ملامحه اتغيرت، والاستغراب حل عليه:
-قصدك ايه؟ مكنتيش عايزاني؟
-يوه يا غيث! أكيد مش دا قصدي، كنت بتمنى شخص بنفس مواصفات غيث اللي بكتب عنه، مكنتش فاكرة إن صفاته واسمه هيجتمعوا مع بعض ويظهروا ليا، ويكونوا من نصيبي، نصيبي أنا بس.
عدل لياقته الوهمية وقال:
-ليه مشبهش ولا ايه؟
-ودي المشكلة.
-إني مشبهش؟
-إنك تشبه، تشبه جدا كمان.
سند براسه على الكنبة وقال:
-إنتِ دوختيني كتير أوي يا كيان.
-وأنا مستاهلش؟
-دي أكبر مشكلة.
ابتسمت لأني عرفت إنه بيقلدني:
-دلوقتي بقيت مشكلة؟ مسم.
-وألطف وأحب مشكلة لقلبي كمان.ابتسمت بحُب واكتفيت بكدا، مين كان يتخيل إن كيان تلاقي غيث؟ مكُنتش بدور على غيث نفسه، كنت بحاول ألاقي شخص يشبهله، فيهم صفات مشتركة من بعض، مكنش يهمني الاسم على قد ما كان هاممني الشخص، كان هاممني يكون هو، يكون هو اللي ربنا خلقني من ضلعه، يكون هو ونيس روحي وقلبي، يكون هو الشخص اللي يستحملني وقت ما أنا نفسي مستحملنيش، يكون هو الكتف، السند، الضهر، الدعم، والحُب.
-كنتِ بتتمني ايه فيا وملقتيش إنه موجود فيا؟
ابتسمت بخُبث وبصيتلُه بنظرة عبثية شوية:
-كتير حقيقي.
بص ليا بصدمة:
-كتير! كتير ازاي؟
ميلت براسي على كتفه وأنا بقول:
-مش أنا اللي اختارتك ولا إنت اللي اختارتني، ربنا كتب لينا النصيب في بعض، وبتمنى تكون إنت نصيبي لآخر العمر، ولبعد العمر، ولو ربنا كتب لينا الجنة ندخلها سوا، ايد في ايد دنيا وآخرة لو ربنا كتب لينا نكمل سوا، إنت كنت نصيبي وأنا كنت نصيبك، وأكيد حتى لو مكنش فيك كل حاجة، أو كل شيء مكنش كامل، بس بردو دا ميمنعش إني هفضل معاك وحواليك على طول.
-طب أنا ايه فيا ناقص يا ست كيان؟
-صدقني مفيش، إنت طيب، حِنين، متواضع، ومتفهم، وبتشاركني تفاصيل حياتي، وبتشاركني في شغل البيت واللي أغلب الناس بتشوفها نقصان من الرجولة، إلا إنها مش كدا تمامًا، بتواسيني، عمرك ما زعلتني، حتى لو حصلت بيننا خناقة زي أي زوجين متفاهمين مع بعض بنحلها بتفاهم كبير، مش بنخلي الزعل يزيد بيننا، والأهم من كل دا إنك بتحبني يا غيث، تفتكر بعد كل دا أنا هكون مش راضية عنك ولا بيك؟
-اممم يعني مقولتيش إنك بتحبيني اممم.
ضحكت ورفعت راسي ناحيته:
-هندخل على شغل بعض ولا ايه؟ طبيعي هحب غيث، وهو في زي غيث؟
ابتسم:
-إنتِ ايه رأيك؟ هل في زيي؟
ميلت براسي على كتفه من تاني:
-بصراحة بصراحة؟ مفيش، ولا عمر هيكون في زيك في عيوني مرة تانية.
مردش، وحسيته سرح لبعيد، شوية وقال:
-كيان وغيث، تفتكري ايه ممكن يجمعنا أكتر من كدا في اللغة؟
ابتسمت أكتر وسكت شوية أفكر، ابتسامتي زادت وقولت فجأة:
-كيان الغيث.
لقيته بص ليا بدهشة، وابتسامة صغيرة بتزين ملامحه:
-كيان الغيث؟
-ايه أنا مش كيانك ولا ايه؟
ابتسم وابتسامته اتحولت لضحكة:
-أجمل كيان في الدنيا كلها."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب