حكاية 4

81 9 0
                                    

_ما يلا يا بنتي اصحي خطيبك قاعد برا مستنيكي .
-حاضر يا ماما حاضر قايمة أهو .
قومت واتوضيت وصليت ولبست وخرجتله .
=صباح الورد عاملة ايه ؟
-صباح قمر زيك بالظبط والله .
=طب يلا بينا .
-يلا! وبينا! علي فين يا وحش ؟
=وحش! هو أنا خاطب واحد صاحبي ؟ أنا اللي جبته لنفسي أنا عارف ، مفيش خروج يلا خشي كملي نوم .
-لا ياا أحماا لا متجيش عليا لااا هنخرج يعني هنخرج ده أنا ماصدقت ، وأنا آسفة والله خلاص .
=ايه قلبتي بطة بلدي كده ليه ؟
-ما خلاص بقا يا أحماا .
=أحماا!! يا أمي أنا همشي أحسن مرارتي خلاص هتنفجر ، وهاخد بنتك عشان الانفجار يكمل.
خرجنا واتغدينا وحقيقي فرحت باليوم ده جدا ، أحمد ده هو اللي خلي حياتي مبهجة وجميلة بوجوده ، وبحمد ربنا انه موجود في حياتي .
=أكل وأكلتك ، غزل بنات وجبتلك ، ملاهي و وديتك ، نتمشي علي البحر ومشيتك ، وتقولي مبحبكيش يا مفترية ؟ طب انتِ طبيعية زينا ؟
-يا أحماا ما أنا شوفتك وانت بتبصلها لا وكمان كلمتها!
=هو أنا انتِ عندك تسلخات في بوءك يا بنتي ؟ اسمي أحمد والله أحمد .
-أيوة اقفل علي الموضوع اقفل .
=طب بذمتك غيرانة اني واقف وبسلم علي بنت خالي اللي مخطوبة وفرحها الأسبوع الجاي! مش بقولك انك مش طبيعية زينا والله .
-روحني يا أحمد يلا .
=ايه ده!! نطقتي اسمي صح أهو أمال كان في ايه بقي ؟
-روحني يا أحمد .
=حاضر .
-ايه ده مش هتصالحني!
=اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .
علاقتي بأحمد مختلفة ، أحمد بيعاملني علي اني بنته مش خطيبته أو حبيبته ، وده في حد ذاته يحببني فيه أكتر من ما بحبه .
عدا أسبوع ومكنتش شوفت أحمد كنا بنتكلم فون بس ، وفي يوم كنت قاعدة في أوضتي وبقرأ رواية ، لقيت أحمد بيتصل .
-أيوة يا أحمد!
=حضرتك تقربي لصاحب الموبايل ده ؟
قلبي اتقبض -أيوة ، هو فين أحمد ؟
=الحقيقة هو عمل حادثة وأنا معاه في المستشفي .
حادثة! حادثة ازاي! لأ أحمد مستحيل يجراله حاجة ، معيطتش وحاولت أتمالك أعصابي .
-ط.. طب هو.. هو في.. مستشفي.. ايه ؟
=مستشفي الحياة ، وياريت تعرفي أهله .
لبست ونزلت بسرعة جدا ، مكنتش شايفة قدامي ولا متخيلة حاجة غير ان ممكن أحمد يضيع مني ، اتصلت بوالدته وعرفتها وأكيد هي هتيجي علي المستشفي .
وصلت هناك وسألت عنه في الاستقبال قالوا انه في أوضة العمليات روحت استنيت قدامها ، وبعد ساعة خرج الدكتور كانت مامت أحمد وصلت .
=للأسف مقدرناش نلحق المريض .
-مقدرتوش ازاي! أحمد عايش والله وسع كده بس هو بس بيحب يضايقني كده لكن هو عايش والله هو بيمثل عليكوا .
والدته حضنتني وهي بتعيط _إنا لله وإنا إليه راجعون ، اهدي يا بنتي ده قضاء ربنا ، الحمد لله علي كل شئ الحمدلله .
دخلت أوضة العمليات - لا أحمد مماتش ، أحمد تعالي يا أحمد أنا مستنياك ، طب وملاك بنتنا اللي لسه متخلقتش! يا أحمد قوم بقي متعملش فيا كده!
أغمي عليا ، لما فوقت مكنتش بقول غير أحمد ممامتش أحمد عايش ، دخلوني مصحة افتكروني مجنونة ، لكن لا أنا مش مجنونة أحمد فعلا عايش جوايا ومعايا مش بيسيبني .
=علي فكرة أنا عارفة انك مش مجنونة يا أروي وعارفة كمان انك مصدقة ان أحمد مات خلاص ، وانك عايشة معاه بس في عالم تاني وبتحلمي بيه وانه عايش جواكي ، بس يا أروي احنا محتاجينك معانا برا المستشفي ، عايزين أروي اللي عارفينها وبنحبها ، الحياة مش هتقف يا أروي فوقي وعيشي وكملي حياتك عشان أحمد ميكونش زعلان منك .
مريم هي الوحيدة اللي بتفهمني وتعرف تخرجني من حالتي ، وبالفعل خرجت ورجعت زي الأول ، رجعت كليتي وقررت أذاكر عشان أخلص آخر سنة دي علي خير .
كنت بكتب لأحمد تفاصيل كل حاجة بتحصلي ، بكتبله علي اللي بيزعلني وبيفرحني ، بكتبله قد ايه أنا لسه بحبه وزعلانة علي فراقه ومفتقداه ، مفتقدة روحه الحلوة وضحكته وريحته ، هزاره وكلامنا مع بعض ، مفتقدة أبويا ، أنا معرفتش معني كلمة أب غير معاه ، اتحرمت من أبويا من صغري ، لكن لما كان معايا ، كنت بحسه أبويا قبل ما يكون حبيبي ، أنا حبيته وعشقته وأدمنته ، ولسه بحبه لحد دلوقتي .
-مريم استنيني نروح الكلية سوا .
=تمام عدي عليا أنا هستناكي .
خرجت من البيت وروحت لمريم وطول الطريق حاسة بحد بيراقبني ، روحت لمريم ومشينا ،ولسه نفس الشخص بيراقبنا!
=أروي.. أروي انتِ مش ملاحظة حاجة!
-حاجة ايه ؟
=العربية دي ماشية ورانا من ساعة ما جتيلي .
طب الحمدلله ان مش لوحدي! افتكرت نفسي اتجننت ولا حاجة .
-دي ماشية ورايا من ساعة ما خرجت من البيت .
=اممم قولتيلي.. حيث كده بقي فهو بيراقبك انتِ مش أنا الحمدلله يعني .
-مريم أنا معرفهوش متبصليش كده!
=الله يا لمبي هو أنا قولت حاجة .
-لأ بس فاهمة كلامك وبصتك دي .
وصلنا الكلية ، ونسيت موضوع الشخص المجهول ده ، واليوم عدا بملل فظيع كنت تعبانة جدا ، خلصت وقولت لمريم نركب القطر عشان تكون مواصلة واحدة وخلاص بدل ما ننزل ونطلع من مواصلة للتانية ، وبالفعل ركبنا ووصلت البيت غيرت واتوضيت وصليت ونمت .
صحيت مسكت الفون لقيت رسالة جديدة ، ياتري من مين! كانت من الـOthers اتجاهلتها عشان بيكونوا كلهم زي بعض وهبل وكلام فاضي ، كلمت مريم وقولتلها اني مش هروح الكلية بكرا .
" ازيك يا أحمد ، واحشني أوي ، تايهة من غيرك ، نفسي ترجعلي من تاني ، أنا بقيت عاملة زي المجهولة ، أه صح نسيت أقولك علي اللي كان بيراقبني الصبح ، هو ممكن أكون أنا واهمة نفسي بس عشان مشوفتوش بعد ما خرجت من الكلية ، المهم عايزة أعرفك حاجة وأطمنك أنا مش هحب حد غيرك انت ، خلاص أنا قفلت باب قلبي علي حُبك ، محدش هيقدر ياخد مكانتك عندي "
نمت وأنا بكتب ، صحيت من النوم كنت حاسة اني مرتاحة ، خرجت وفطرت مع ماما .
=مش ناوية تفتحي قلبك من تاني ، عدا سنة يا بنتي خلاص بقي ، مش بقولك انسيه أنا عارفة انك كنتي بتحبيه أوي وان هو كمان كان بيحبك ، بس مش هينفع توقفي حياتك بسببه كده يابنتي ، نفسي أفرح بيكي قبل ما أموت ، نفسي أشيل عيالك قبل ما أموت .
-يا ماما بطلي الكلام ده بقي و سيبيني علي راحتي بالله عليكي .
قومت ودخلت أوضتي ، كنت بعيط مش عارفة بعيط ليه! بس فكرة ان في يوم ممكن أتجوز وأكون لحد تاني غير أحمد مخيفة ، كلام ماما صح أنا عارفة اني متعلقة بيه أوي ، بس أعمل ايه مش بايدي والله .
جت رسالة تاني ، فتحت عشان أشوفها لقيتها من الـOthers بردو ، فتحتها وكانت أول رسالة مكتوب فيها "لن تنتهي وتتوقف الحياة عند حزنك، يجب عليكِ أنْ تعودي لسابق عهدك. "
والتانية كان مكتوب فيها "ألن تَرخِي كفُوفك لِكي ألتحفها ، أستظلي واقفة عند هذه النقطة! ألن تَخطي أي خطوة للأمام ؟ أنا هنا بانتظارك "
عيطت ، الجملة جاية في وقت محتاجاها فعلا ، أنا فعلا موقفة حياتي ، خلاص كده ضيعت! لأ أنا هقوم من تاني مش عشاني لأ ، عشان أحمد هو أكيد عايز يشوفني مبسوطة ، بس هو مين صحيح اللي باعت الرسالة دي! كان الاسم مكتوب بلغة مفهمتهاش كان مكتوب "AD WA" مفهمتش حاجة ، وطبعا مش هرد ، بس حقيقي الرسالة جت في وقتها .
تاني يوم روحت الكلية لوحدي ، ايه ده!! نفس العربية ونفس الشخص! لأ كده أنا هخاف بجد.. مشيت بسرعة وكأني كنت بهرب ، مش عارفة كنت خايفة من ايه بس كنت مرعوبة ومش عارفة من ايه ، محكتش لمريم طبعا عشان كانت هتترعب أكتر مني ، خلصت المحاضرات وسيبت مريم وروحت أتمشي كنت بفكر في موضوع اني أتخطي الموضوع كنت قاعدة علي البحر وسرحانة مش في بالي حاجة ، لحد ما لقيت اللي وقف تفكيري أصلا! يالهوي ده الشخص المجهول!! هيخطفني ده ولا هيعمل فيا ايه... دا بيقرب من هنا الحقووونااااي .
-ان.. انت.. انت.. بت.. بتقرب.. مني.. ككده لليه!
=هو انتِ عارفاني ؟
-أ.. أيوة.. مش انت اللي بتراقبني من.. من أسبوع .
=براقبك! هو انتِ كنتِ بتشوفيني ؟
-أه ورعبتني وخوفتني .
=أنا آسف مكنش قصدي ، علي العموم أنا آدم .
مش عارفة بس حاسة اني سمعت صوته قبل كده أو شوفته قبل كده ، في شئ مألوف فيه .
-أنا مضطرة أمشي .
قولت الجملة دي ومش عارفة جبت السرعة منين مشيت بسرعة أوي ، ازاي أصلا أقف أتكلم معاه كده ، عقلي كان فين وأنا بعمل كده!
وصلت البيت صليت ومسكت الفون ، كتبت "وكيف السبيل لنسيانك ، ومكانك بالقلب محفوظ" مش عارفة بس خطرت في بالي وكنت بفكر في أحمد وآدم اللي ظهرلي ده وحاجة كده غريبة أوي ، بعدها بربع ساعة لقيت رسالة من المجهول التاني ده كمان "وماذا إن أخبرتك أنني السبيل الذي تبحثين عنه ؟ ألم أُخبرك أنني هنا من أجلك ، من أجلك أنتِ فقط" قلبي دق! لأ قلبي مينفعش يدق غير لأحمد ، أنا كده بخونه ، لأ ياربي لأ مش عايزة أخون أحمد لأ مقدرش أخليه يزعل مني ، عيطت كتير أوي ، روحت في النوم ، صحيت وافتكرت الحلم اللي حلمته ، أحمد.. أنا شوفت أحمد ، أحمد كان مبسوط ان قلبي دق من تاني ، أيوة هو قالي كده ، يعني هو عايزني أحب تاني! أنا هسمع كلامه هو خلاص فرحان ليا .
رديت "وكيف لي أن أُؤمن بمجرد كلام ؟ كل الوعود تتلاشي"
رد بعدها بـ5 دقايق "لا مفر لي منك ِ، كَلّما أبتعد عنك ِ، أُفاجئ بأنني كنت أقترب أكثر"
قلبي دق تاني! كلامه بيلمسني ، حبيته! لأ ازاي أحب من مجرد كلامه ؟
مردتش فبعت تاني "ممكن رقم عمك ؟ "
عمي! لأ هو كمان عارف ان بابا متوفي ؟ لأ ده متابع بقي ، مش عارفة بس حاسة بفرحة كبيرة ، بعت الرقم ، وفي يومها بالليل عمي كلم ماما وقالها ان في عريس جاي بكرا ، متفاجئتش طبعا ، لكن ماما اللي اتفاجئت عشان مرفضتش! هقولها ايه يعني ؟
مسكت الفون ولقيت رسالة تانية منه "ساعات وألقاكِ يا فتاتي المدللة" اهدي يا قلبي كده وبطل تدق كتير كده ، أنا شكلي وقعت! حبيته من كتاباته ياربي يعني ؟ لأ في حاجة ، نمت وأنا مبسوطة جدا ، أول مرة أنام مبسوطة أوي كده من بعد ما أحمد اتوفي .
صحيت تاني يوم مبتسمة ، حلمت بأحمد وهو بيقولي اني كده عملت الصح وكان فرحان أوي و وشه منور ، حقيقي كنت منتظرة بالليل ييجي بفارغ الصبر ، مسكت رواية وكنت بقرأ ، معرفتش أقرأ ولا كلمة أصلا ، كنت سرحانة في شكل اللي هييجي ده ، لحد ما عمي ومرات عمي وصلوا قعدنا مع بعض وفضلنا نتكلم كتير لحد ما عمي قالي قومي اجهزي يلا عشان هما علي وصول ، دخلت ولبست فستان لون البحر مش عارفة ليه اختارته بس أنا بحب البحر في أي حاجة واتفائلت بيه ولبست طرحة وردي وكنت شايفة نفسي حلوة ، ماما ندهتلي اتوترت أوي ، كنت ماسكة صنية العصير دخلت واديت ليه ولوالدته و والده و.. وايه ده!! ده ده آدم! ازاااي ؟ قعدت جمب عمي ومن الصدمة كنت قاعدة ساكتة وباصة في الأرض وبعدها سابونا لوحدنا وكنت منتظرة أكلمه أوي جوايا أسئلة كتير عايزة أسألها .
=مصدومة مش كده!
-أنا مش فاهمة حاجة!!
=بصي ياستي أنا آدم أول مرة شوفتك كان يوم حادثة خطيبك أحمد الله يرحمه أنا اللي كنت اتصلت بيكي وكنت هناك في المستشفي لما كنت بهدي فيكي انتِ و والدته وحبيتك من ساعتها وكنت بدور عليكي لحد ما لقيتك وعملت الأكونت ده عشان أكلمك منه ومعني الاسم نص اسمي ونص اسمك وجمعتهم مع بعض ، والرسايل أنا اللي كنت بكتبها .
كنت مصدومة حقيقي -تعرف اني كنت بدأت أحبك ؟
=بجد ؟
-أه ، بس انت ممكن تمشي زي أحمد وتسيبني وأنا مش عايزة أتعلق بسراب أو بحاجة مش هتكون ليا .
=أنا بحبك وعمري ما هسيبك أنا تعبت علي ما وصلتلك مستحيل أضيعك من ايدي .
-وأنا موافقة .
=وأنا بحبك .
" كُنت أنا يومًا ما ، لكِن الآن كُلي أَنت "
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن