حكاية 69

25 1 0
                                    

-أنا خايفة أبقى زيهم!
-مش كنتِ دايما بتقولي اللي بيخاف من حاجة بتحصله؟
-أيوة بس..
-مفيش بس يا كيان، اللي عايز يكون وحش بيبقى وحش، واللي عايز يبقى حلو حتى لو وسط كل الوحش هيبقى حلو، متصدقيش أفكارك.
-خايفة مكُنش قد كل اللي أنا داخلة عليه دا، أنا حياتي كلها هتتغير يا وعد!
-إنتِ يابنتي مش دايما كنتِ بتقولي امتى هسافر وهروح وآجي؟ وعايزة أشوف ناس جديدة وأتعامل مع ناس مختلفة؟ فين كلامك دا بقى دلوقتي؟
-مش عارفة بقى، أنا لما شوفت اللي هناك خوفت، مش شبهي، مختلفين وأولوياتهم مختلفة.
-ما احنا مش هنخلق الناس بمزاجنا بردو يا كيان.
-بس أنا عايزة صحابي معايا!

ما هو بردو أنا مكنش ينفع آخد كليتي بعيد، وروحت مشوحة بايدي كدا وقولت لا واللهِ ما هاخد سكن، لا يُمكن أبات برا بيتي.
عاجبك المرمطة اللي إنتِ فيها يا كيان؟
يارب يكون ضميرك مرتاح دلوقتي.

-ازيك عاملة ايه؟
رفعت راسي لفوق وبصيت لها، كانت بنت جميلة، هادية وأظن إني شوفتها قبل كدا.
-هو احنا نعرف بعض؟
بصت ليا باستغراب:
-لأ ليه؟
-أصل حاسة إني شوفتك قبل كدا.
ضحكت:
-دا أنا ملامحي مألوفة على كدا بقى، أنا ياستي حور اللي معاكي في السكشن.
-في السكشن أيوة أيوة، كنت بشوفك.
سكتت ومردتش، حسيتها عايزة تتكلم لكن محرجة، فأخدت أنا الخطوة الأولى، ودا على غير العادة أصلا.
-كنتِ محتاجة حاجة؟
-هو بصراحة كدا أيوة.
-طب ايه؟ اتفضلي طبعا، ناقصك محاضرة؟ محتاجة أشرحلك حاجة؟ أو في مكان عايزة تعرفي مكانه؟
ابتسمت:
-لا هي حاجة تانية بصراحة.
-ايه هي؟
-ممكن أتعرف عليكِ؟
كنت باصة ليها ببلاهة كدا، أنا متعودة بنات كتير في الكلية تسألني على مكان حاجة، أو ازاي يروحوا لكذا، أو ازاي يخلصوا أوراق حاجة، لكن كانت أول مرة حد يكون حابب يتعرف عليا، ولكن حسيت لوهلة إن ممكن ألاقي اللي يشبهلي في وسط مكان ميشبهليش.

-بجد أنا مش قادرة أنسى شكله وهو بيشرح، حقيقي كان بيتعامل معانا بطريقة لطيفة.
-الدكتور شرحه حلو ولذيذ بصراحة، يحبب الواحد في المادة واللهِ بجد.
-مضطرين نحبهم كلهم يا حور واللهِ، مضطرين عشان نعدي منهم.

الوقت كان بيجري، وأنا كنت بجري معاه، فجأة بقى ليا صاحبة، وزمايل، والكلية اللي كنت بكرهها، وبكره طريقي ليها، وأماكنها.. بقت مكان من أماكني المفضلة، بغض النظر عن أي شيء، ولكن الكلية مكان لذيذ.

-مستحيل، أنا لا يمكن أكلم حد.
-خلاص فاكس درجات أعمال السنة.
بصت ليا نظرة حزن:
-يعني حتى الدرجات المضمونة أخسرها!
-ما إنتِ اللي عاملة فيها البنت الكاريزما موت، ومش عايزة تشاركي معانا.
-يا كيان افهميني، دا حرام.
-حرام! هو ايه اللي حرام يا حور!
-كلامنا معاهم في حد ذاته حرام.
ضحكت:
-هو احنا هنروح نكلمهم نقولهم هاتوا أرقامكم؟ في ايه يا حور فوقي لنفسك كدا، دا مجرد أسايمنت مضطرين نشارك فيه كلنا عشان مصلحتنا كلنا فيه واحنا سوا، وبعدها محدش هيبُص في وش التاني أصلا.
-لأ، أنا مش حابة كدا.
-يعني أنا اللي حابة يا حور؟ احنا اتحطينا في شيء ومجبرين نكمله، جينا الكلية دي واتغربنا عن أهلنا وبعدنا عنهم وبنتحمل السفر والمواصلات وغيره عشان دي كانت اختيارنا، متجيش بقى في الآخر وتركني كل دا على جنب عشان فكرة مش هتحصل أصلا.
-وهو الاختلاط مش حرام يعني؟
-حرام ومحدش يقدر ينكر دا كمان، لكن احنا هنختلط بيهم في إطار دراسي، لا هيكون في ضحك ولا هزار ولا أي حاجة تجمعنا بيهم غير الإطار الدراسي، وهي الساعة اللي هنتجمع نخلص فيها أمورنا وبس كدا الدنيا تمت على خير، وكمان مش هنبقى لوحدنا يعني الدكتور موجودة، وسبحان الله القسم كله معانا.
-هفكر.
-وهو إنتِ لسه هتفكري!

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن