-إنت أصلا مش حلوة ولا جميلة، مش عارفة ايه اللمة الكبيرة اللي حواليكِ دي على ايه؟
مشيت من قدامها مكسورة الخاطر، دموعي بتنزل على وشي بدون مقاومة مني، هو أنا وحشة؟ أستحق أتساب من الكل كدا دايما؟ أستحق إني أفضل أعاني من خذلان الصحاب دا دايما؟ ليه كل شيء مصمم ييجي عليا وييجي فوقي بالشكل دا؟
-إنتِ بتعيطي ليه؟
-مش بعيط.
-كيان متكدبيش.
قولت بزعيق:
-عشان أنا وحشة.
-مين اللي قال كدا؟
-هما، هما قالوها بنظراتهم، قالوها بكلامهم رغم إن لسانهم منطقهاش، حسيت بقلوبهم وهي بتقولها، حسيت بنظرات عيونهم اللي بتواجهني وكأنني نكرة.
-كيان إنتِ مش كدا.
-وإنت كان ايه عرفك؟ ايه فهمك؟ كلامك دا مبني على أي أساس؟
-مبني على أساس إني متربي معاكِ، عارفك أكتر من نفسك، عارف كل شيء عنك، يمكن إنتِ تستغربي في يوم إني عارفك أوي كدا، لكن عايزك تعرفي حاجة، إنتِ لا وحشة ولا حظك وحش، إنتِ بس وقعتي في ناس غلط، يمكن رزقك في الدنيا دي في حاجة تانية، يعني ياستي شوفتي إنتِ عندك أب وأم وأنا معنديش الاتنين، وعيت على الدنيا وهما مش فيها، كبرت لوحدي، معرفش يعني ايه احساس إني أكون مسئول من حد مش من نفسي، لكن من ناحية تانية عندي صحاب وناس بتحبني، احنا كلنا واحد، كلنا نفس الشخص، باختلاف الأسامي والصفات والأرزاق، كلنا زي بعض يا كيان خلي دا في بالك.
حطيت ايدي على راسي وقولت بضعف:
-بس أنا تعبت، نفسي أرتاح من الوجع النفسي دا كله، كله بيضغط على قلبي بدل ما يرفعه ويحافظ عليه، كله بيتفنن في إنه يأذيني مع إن مفيش ولا واحد حاول ينقذني، محدش بيحاول يفضل معايا، كلهم بيرموني في أول فرصة، أو أول ما البديل ييجي، بحس إني شفافة، مش متشافة، ولا قلبي ولا اللي فيه متشاف، حاسة بتعب، حاسة إن نفسي أتسمع، نفسي حد يفهمني، نفسي حد ياخد بايدي لبعيد، ياخدني لمكان مفيش فيه ناس كتير، مفيش فيه حد، الشر مؤذيين، والمؤذي الأكتر هو نفسي.
-تسمحيلي أكون أنا الشخص دا؟
-مش فاهمة؟
-كيان أنا بحبك.
قومع وقفت وقولت بعصبية:
-هو وصل بيك الحال يا غيث إنك تشفق عليا بالشكل دا؟ إنت فاكرني بشحت الحب منك؟ بشحت اهتمام وحنية؟ أنا مش كدا، ومش هسمح لحد إنه يتعاطف معايا لأجل بس إني صعبانة عليه، لأ وألف لأ كمان.
قام وقف وقرب مني وقال:
-إنتِ غبية، أكتر واحدة غبية شوفتها في حياتي.
ومشي وسابني، الحيوان مشي وسابني من غير ما يفهمني حاجة، أنا عارفة إني خرجت طاقتي كلها فيه، وإن دا شيء غلط، بس بردو هو اللي عصبني، ايه بحبك دي؟ ينفع يقولها في وقت زي دا طيب ويخضني كدا؟ مش معنى إنه صاحبي من واحنا صغيرين، ويعتبر بنقضي كل وقتنا سوا، وبنخرج سوا، وبنتكلم سوا دايما، وملناش حد غير بعض، وأسرارنا كلها واحد وحتى أحلامنا واحد وتفكيرنا متوافق إلى حد ما، وإن لما بيحصل مشكلة مش بلجأ غير ليه إني كدا بحبه، تؤتؤ أبسلوتلي واقعة فيه، هه كيان الواقعة، بس هو خضني ابن الحلوة، ينفع يوقف قلبي كدا؟ أبقا بحكيله أحزاني في أمان الله يوقف قلبي، لا ومش كدا وبس بوشكاش بيضحي النهاردة واتقمص، عاش يابني عاش، هو فاكرني يعني مش عارفة؟ ما أنا عارفة، بس اتخضيت واللهِ مكنتش متوقعة حاجة زي دي للأمانة، احنا بقالنا كتير في فترة الاستعباط دي، وحقيقي فترة قمورة، بس لو طولت سيكا عن كدا أنا هروح أعوره.
-أنا آسفة.
-ماشي.
-هو ايه اللي ماشي؟ هو أنا بقولك تاكل؟ ولا اتعدل عشان منزعلش مع بعضينا.
رفع وشه وبصلي بعيونه القمر وقال:
-عايزة ايه يا كيان؟
-في كلمة كدا قولتها عايزة أسمعها تاني عشان أرد عليها.
-هتردي بايه إن شاء الله المرة دي؟ لا استني خليني أتوقع، جايبة مطوة معاكِ صح؟ هتغُزيني بقا وكدا، ولا لا لا أكيد هتتهميني إني بتحرش بيكِ.
ضحكت على تفكيره وقولت:
-لا هقولك بحبك.
-بتقولي ايه؟
-لا سوري مبعيدش كلامي مرتين.
قام وقف وقال بصوت عالي شوية:
-قولي قولتي ايه؟
-إنت فاكرني هخاف يعني من الصوت العالي دا؟ لأ طبعا لا يوووومكن.
-كيااان.
-واللهِ قولت بحبك، متبقاش عنيف كدا."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب