-بس أنا خايفة يكون عندي مرض وحش.
مسكت ايدي:
-اهدي يا كيان، إن شاء الله كله خير.
-طب ليه الدكتور طلب مني التحاليل دي كلها؟ بلا سبب كدا؟
-يمكن شاكك في حاجة وحابب يتأكد، وبعدين مش ناوية تعرفي غيث؟
قلبي اتقبض:
-لأ.
-المفروض يكون معاكِ وعارف، دا بقى جوزك يا كيان خلاص، حتى لو كتب كتاب بس فهو جوزك بردو.
-أنا مش عارفة أعمل حاجة، أنا هستنى لحد ما أتأكد الأول بعدين هشوف هعمل ايه.
-متقلقيش كله هيكون بخير.
-أتمنى.شعور صعب إنك تكون حاسس إنك تعبان ومش عارف إنت عندك ايه، أنا حاسة إن عندي حاجة، وبتمنى متكونش حاجة خطيرة، حاجة مقدرش أتعافى منها لسنين قدام.
-والتحاليل هتظهر امتى يا دكتور؟
وعد بصتلي اللي هو دا سؤال يتسأل دلوقتي؟
-بإذن الله أول ما هتخلص هيبعتوها ليا، وأنا وقتها هشوفها ونعرف ايه اللي موجود، وإن شاء الله خير.
-هو حضرتك شاكك في ايه بالظبط؟
-خلاص يا كيان بقى مش وقت أسئلة، عن إذنك يا دكتور.
اتكلم قبل ما أخرج:
-متخليش أفكارك وتوترك وقلقك يصوروا ليكِ شيء وحش، مفيش حاجة خطيرة بإذن الله، اتطمني.أفكار ملازماني، أفكار مش راضية تروح عن بالي، مثلا لو كان عندي كذا هيحصل كذا، طب لو طلع عندي شيء تاني، شيء أقوى، حياتي ممكن تنتهى!
-إنتِ مالك متغيرة آخر فترة معايا كدا ليه؟
-مش متغيرة، أنا تمام.
-لأ متغيرة، مش دي كيان اللي أعرفها.
صوتي عِلي:
-مفيش شيء يا غيث.
-طب اهدي، اهدي أنا هسكت مش هتكلم تاني.
مكنتش عارفة ليه بعمل كدا؟ ليه بتعصب؟ ليه بقيت حاسة بتعب ملازمني دايما؟ ليه اتعصبت عليه دلوقتي وهو ملهوش أي ذنب؟
خبيت وشي بايدي وبدأت أعيط، كنت عارفة إنه شايفني، وكنت بردو عارفة إنه مش هيتكلم، وهيسيبني لحد ما أهدى وأتكلم أنا، بس أنا حتى مش عارفة هتكلم أقوله ايه؟-هديتي؟
مسحت دموعي:
-أيوة.
-ممكن تحكيلي في ايه بقى؟
-مفيش شيء يتحكي دلوقتي، لكن قريب أوي هتعرف، متقلقش أنا بخير.
-بتمنى تكوني بخير فعلا.عارفة إنه حاسس بشيء، ماهو أكيد مش هتغير بين يوم وليلة يعني، دي مش حالتي الطبيعية، ولا دي أنا اللي اتعودت أكون عليها، يمكن بسبب إني خايفة أو قلقانة، ويمكن لأني خايفة أمشي من الدنيا دي وأسيبه، أو يمكن لأن مرضي اللي جاي هيمنعني من إني أكون متواجدة في الحياة، أو يمنعني من شيء بتمناه.
-ممكن تهدي؟ كله هيكون بخير واللهِ متقلقيش.
كنت عايزة أسألها هل فعلا كله هيكون بخير ولا هي بس بتحاول تطمني؟
كنت بهز في رجلي باستمرار، بطرقع صوابعي، توتر وتوتر وتوتر.
-آنسة كيان؟
قلبي حسيته وقف:
-نعم؟
-دورك يا فندم.
قومت ووعد سندتني، كانت حاسة وعارفة إني أكيد مش قادرة أقف حتى، غمضت عيوني ودعيت في سري إني أكون بخير فعلا، عشان اللي حواليا يارب، مش عشاني، مش عشاني أبدا.