حكاية 8

70 10 0
                                    

رميت الكتاب-لا بقا ما أنا عايزة أتحب بردو
-يابنتي هو إنتِ أصلا بتدي حد فرصة يتنفس جمبك حتى؟
-‏لأ
-‏أمال يعني هتحبي باللا سلكي مثلا؟
-‏يا وعد افهميني، أنا مليش في المذاكرة دي وكمان يعني بصي من غير ما تتعصبي عليا كدا، وبراحة ها، أنا عايزة أتجوز
-‏تت ايه يا عنيا؟ كيان إنتِ بقالك سنتين قبل كل فاينال تقوليلي الكلمتين دول، بالله تسيبينا نتنيل نذاكر بقا بدل ما هنسقط ياعسل، وإنتِ عارفة الدوك مبيرحمش
لا ماهو أنا هرموناتي دي مش هسيبها تتحكم فيا كدا
-بس أنا عايزة اهتمام ياوعد، عايزة حد يهتم بيا
-‏وهو انا قصرت معاكي في حاجة؟
-‏لأ مش إنتِ أنا عايزة اهتمام من نوع آخر اللي هو بيخلي الوش يحمر دا عارفاه؟
-‏يا كوكو يا حبيبتي مش معنى اننا هنتهان في الميد ترم تبيعي نفسك بالساهل كدا يا حبيبتي، اتهدي كدا بدل ما أهدك
عنيفة أوي ورد صاحبتي دي، بس العيب مش عليها العيب على قلبي المغفل اللي فجأة قرر يحب، وبردو مش بيسمح لحد يقرب منه سبحان الله يعني
-يا وعد بقا يا وعد عايزين نخرج يابنتي
-‏وهو انا اعترضت
-‏نعم نعم نعم نعم! دا كله ومعترضتيش، دا أنا ناقص أقوم ألبسك وننزل غصب
-‏ياستي بتقل عليكي، هتنيل أقوم ألبس وننزل في اليوم الأبيض دا
أكتر حاجة تعجبني في وعد إنها ثابتة على قرارتها ما شاء الله يعني، اخترت صح
-أيوة يعني أفهم منزلانا نلف في الشوارع بقالنا ساعتين يا كيان وأنا تعبت، هنلف أكتر من كدا ايه تاني؟
-‏يابنتي هو أنا خارجة مع جدتي ولا بنت أختي الصغيرة، مالك بقيتي زنانة كدا ليه؟
-‏عيب عليكي أنا طول عمري زنانة
كنت لسه هرد عليها لكن لقيت بنت صغيرة جريت واستخبت ورايا، وطيت عشان أنزل لمستواها
-ايه يا حبيبتي بتجري من ايه إنتِ كويسة؟
-‏أيوة يا طنط هو بس في حد أعرفه قالي أديكي دا
حطت في ايدي مرسال ومشيت بسرعة، ملحقتش حتى أسألها عن حاجة
بصيت لوعد باستغراب فشاورتلي بإني أفتحه
"نظرة واحدة منكِ كانت كفيلة لكي يتعثر بكِ قلبُ أحدهم."
اللي هو ايه دا، أنا بيتكتبلي كلام حب وكدا؟ والله هدوخ وأفضحكم في الشارع
بصيت لوعد-هل تفكر فيما أفكر فيه يا بي ون؟
-نعم أفكر فيما تفكر فيه يا بي تو
وفتحنا في الضحك احنا الاتنين، مش عارفة كنا بنضحك على ايه أصلا بس اللي هو يعني لما أتمنى أتحب أقوم أتحب بسرعة أوي كدا، بعدها بشهر اه مش كتير، بس اللي هو ممكن يكون مقلب من حد من صحابي كلهم بيحبوا الهزار دا ف لأ ممكن يكون كدب
-مين هيبقا متخرج ناو ومش وراه غير النوم والأكل
بصتلها بفخر-احنا طبعا ياروحي
وبما إن دي آخر سنة لينا في اللي ما تتسمى دي ف هما قرروا يعملوا لينا رحلة، ولفين بقا ياترى يا هل ترى فين؟ لأ لسه منعرفش حقيقي
-يا وعد يعني ازاي بس فهميني هنروح رحلة منعرفش احنا رايحين فين؟ إنتِ متوقعة مني أقول لبابا ايه يعني، رايحة رحلة ومعرفش هتروح فين؟ عايزاه يقولي خشي نامي طيب ولا يعمل فيا ايه؟
-‏مالك مكبرة الموضوع كدا ليه، هو مش أنا معاكي؟ يبقا اعتبري الموضوع اتحل
وبالفعل الموضوع اتحل، أنا مش عارفة وعد ساحرالهم هنا في البيت ولا بتعمل ايه بيخليهم يوافقوا بالشكل دا
-أدينا ركبنا الأوتوبيس أهو وبردو منعرفش رايحين فين، أنا مش عارفة ليه حاسة إنهم هيخطفونا
-‏متحسيش تاني واسكتي عشان المشرف هيتكلم
-‏أول حاجة السلام عليكم
كلنا ردينا-‏وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-تاني حاجة أنا مبسوط جدا إن العدد دا كله موجود، بالرغم إن مفيش حد منكم عارف وجهتنا هتكون فين
-‏ودي المصيبة
وعد برقتلي بمعنى أسكت وسكت، بس حسيته سمعني لأنه بصلي بعد ما اتكلمت
-أنا مش حد معاكم في الكلية أو بيشتغل جوا الكلية أو الجامعة عموما، أنا بس حبيت أعمل الرحلة دي خصوصا لدفعتكم.
وهو بيقول كلمة "خصوصا" بصلي اللي هو ايه دا في ايه؟ ومالي اتخضيت كدا ليه، اثبتي اثبتي
-الرحلة طبعا زي ما كلكم عارفين لمدة أسبوعين، أو بالتحديد 15 يوم، كل 3 أيام هنروح مكان مختلف، ودلوقتي احنا رايحين دهب
وه! اللي هو وه بجد مش هزار، دهب مين دي اللي نروحها؟ مش عايزة أقول إني هموت وأروحها لكن أستحي والله، أقوم أبوسه كشُكر طيب ولا هيفهمني غلط؟
الواحد مهما يوصف مش هيعرف يوصف جمال المكان اللي كنا فيه حقيقي
-يا وعد اصحي بقا هو احنا جايين هنا ننام؟ قومي بقا مش هعرف أنزل من غيرك
-‏ليه إن شاء الله خلفتك ونسيتك؟
-‏طب عشان الكلمة الحلوة دي هنزل بجد وأسيبك، اولعي بقا
نزلت وسيبتها ولفيت كتير أوي، لحد ما حسيت إني توهت آه والله كدا، والحمد لله أكتر حاجة بنساها في حياتي الموبايل
روحت قعدت قدام الماية، أصل مش هتوه وأفضل أعيط مثلا، لأ هعيش اللحظة بعد كدا أعيط لما يسيبوني ويمشوا
-مش حاسة إن الوقت اتأخر ولازم ترجعي الفندق؟
متخضتش ولا حسيت بأي حاجة، أول مرة حد يخترق خلوتي بنفسي ومتخضش أو أتهز كدا
بصتله وحسيت إنه مألوف بالنسبالي، بعيد عن إنه المشرف وكدا، بس حاسة إني أعرفه من زمان، أو قلبي هو اللي يعرفه
رديت بعدها بدقيقتين-بصراحة كدا أنا معرفتش أرجع، لأني أول مرة آجي هنا
-مخوفتيش؟
-‏لأ أنا قولت يعني هعي..
-‏هتعيشي اللحظة وبعد كدا تفكري في اللي هيحصل مش كدا؟
معرفتش أرد حسيت لساني اتربط
-كنت متوقع منك كدا والله، يلا تعالي معايا هوصلك
-‏متوقع ايه؟ أنت أصلا عرفت مكاني ازاي؟ وعرفت إني هقول كدا ازاي؟ وكما...
-‏ايه بس بس افصلي، يلا عشان الوقت اتأخر
كنت مستغربة اللي هو دا حتى وعد عمرها ما عرفت أنا بفكر في ايه من قبل ما أتكلم، كان ماشي قدامي وأنا ماشية وراه، وكل شوية يلتفت يتأكد إني موجودة
-كنتِ فين يا هانم، وبعدين ازاي تتأخري الوقت دا كله؟ لولا إني قولت لمستر غيث مكنش حد عرف يلاقيكي
-‏غيث!
-‏إنتِ مالك يابت متنحة كدا ليه؟ حد عملك حاجة؟ إنتِ كويسة؟ فيكي ح..
-‏ايه ايه اسكتي شوية اديني فرصة أتكلم
-‏طيب ما تتكلمي
-‏حاسة بحاجة غريبة، مش عارفة أوصفها
حسست على جبيني-‏إنتِ باين عليكي لسعتي باين، خشي نامي ياكوكو ياحبيبتي واتغطي كويس، ربنا يحفظنا
مش عارفة ليه دماغي اتشغلت بيه، وفجأة الفجر أذن، يعني العشر دقايق اللي فكرت فيهم طلعوا 4 ساعات؟ ايه التغفيل دا؟
-اصحي يا غيبوبة هانم إنتِ، وبتتريقي عليا امبارح
-‏ياوعد أنا نايمة الصبح سيبيني بقا
شهقِت-‏يخربيتك نايمة متأخر كدا ليه؟
-مكنتش عارفة أنام
-‏ليه؟ تعبانة؟
اتعدَلت-‏أقولك ومش هتضحكي عليا؟
-وهو أنا عمري ضحكت على أحزانك؟
-‏وعد إنتِ دايما بتضحكي على كل حاجة أصلا
اتكلمِت بجدية-‏كيان قولي في ايه عشان أنا بدأت أخاف والله
-مش عارفة يا وعد، حاسة إني بقيت غريبة ومش فاهمة نفسي، تعرفي إني معرفتش أنام بسبب إني كنت بفكر في مستر غيث دا؟
-‏يخربيتك، بتفكري فيه اللي هو بتفكري فيه ازاي يعني؟
-‏مش عارفة يا وعد والله مش عارفة، حاسة إني أعرفه، حاسة إني متعودة عليه، لدرجة إني متخضتش لما لقيته عرف مكاني، أنا يمكن اتوترت، لكن حاسة إنه مألوف بالنسبالي
-‏هقول ايه لعمو طيب؟ خدت بنتك سليمة ورجعتهالك بتحب؟ يقول عليا ايه
بصدمة-‏بحب!
لأ طبعا مش بحب هو في حد بيحب حد في يوم وليلة يعني؟
كان فاضل كام ساعة وهنمشي من المكان، نزلت قعدت في نفس المكان اللي قعدت فيه قبل كدا، بما إني حفظت الطريق يعني
-تسمحيلي أقعد معاكِ ولا هضايقك؟
حسيت قلبي ابتسم-‏اتفضل
ومن هنا كانت بداية كل حاجة، باقي أيام الرحلة كلها اتفاجئت إنها كانت لأماكن بتمنى أزورها فعلا، وعلاقتي بمستر غيث، أو اللي بقوله أنا غيث خدت مسار تاني
-خلي بالك في شعر باين من الطرحة
-‏بجد؟ طب ثواني هروح أعدلها وآجي

بضيق-هو إنتِ بتقفي تتكلمي مع أي حد كدا عادي؟
-أي حد اللي هو ازاي يعني؟
-‏كنتِ واقفة تتكلمي مع أحمد ليه؟
-‏قصدك مستر أحمد؟ وبعدين هو كان بيسألني على.. ثانية واحدة هو أنت متضايق؟ هو أنت.. غيران!
كان بيقرب مني أوي وأنا مكنتش حاسة بالقُرب دا نهائي، قلبي كل ما يشوفه يدقله، أنا فعلا وقعت فيه
كان آخر يوم في الرحلة، هو مقالش حاجة، ولا بيّن أي مشاعر ليا، بس أنا حاسة، حاسة إنه وقع فيا زي ما وقعت أنا فيه
بحزن-وبكدا تكون انتهت أجمل رحلة روحتها في حياتي، حقيقي مبسوطة أوي إني روحتها، ومبسوطة أكتر إني.. إني عرفتك
رجعت لحياتي من تاني، أيامي كانت عادية، بس أنا اللي مكنتش عادية، أنا حاسة إني ناقصني حاجة، قلبي أنا سيبته هناك عنده مش هنا
عدا شهرين، كنت بحاول أتعامل عادي، عرفت إني كنت واهمة نفسي بإنه بيبادلني نفس شعوري، عرفت إني كنت هبلة وضيعت قلبي مني
-بس كانت خروجة جامدة الصراحة، مع إنك متغيرة أصلا، بس حسيتك فكيتي وكدا
-‏فعلا يا وعد أنا بقيت أحسن شوية، وعد وعد بصي مين دي
-‏مين ايه؟
-‏فاكرة البنت اللي ادتني المرسال، هي هناك أهي وبتبصلي، مين اللي واقف معاها دا؟
كان شخص مديني ضهره وبيتكلم معاها، فجأة لقيتها بتتحرك ناحيتي وعيني عليها، قبل ما توصلي بصيت للي كان واقف لقيته اختفي، سابت في ايدي المرسال وجريت من تاني وملحقتش أسألها
فتحته ودقة خرجت من قلبي، وبعدها مقدرتش أسيطر على دقاته
"لن يكفيني عُمرًا كي أُحبكِ، لن يكفيني سوى ضمة منكِ."
عيطت، وعد اتخضت وخافت، خدت الورقة مني وقرأتها، استغرابها بعياطي زاد أكتر، مكنش عندي رد، مكنتش عارفة أرد أفسرلها بيه حالتي دي
أسبوع وأنا بحالتي دي اللي مش عارفة أفسرها لحد، دقة قلبي اللي خرجت لما مسكت المرسال وقرأته، حسيت نفسي وحشة أوي، يعني أنا بحب حد مجهول دلوقتي ولا بحب غيث!
-يابنتي يا حبيبتي إنتِ عمالة ترفضي العريس دا من وإنتِ في أولي كلية، إنتِ مستوعبة إنه بقاله كل السنين دي بيحاول يوصلك وإنك حلمه ومش عارف، اديله فرصة واحدة بس يمكن قلبه يميل ليه
بعياط-يا ماما مش عايزة أتجوز يا ماما، مش عايزة أشوف حد، هو المفروض يفهم إني رفضته أكتر من مرة يعني مش عايزاه
مسكت ايدي-ياحبيبتي الأمور مش بتتاخد كدا، وبعدين مين قال إنكوا هتتجوزوا؟ إنتِ بس هتقعدي معاه وتسمعيه وتشوفيه، حسيتي بقبول ناحيته وافقي، محدش يقدر يجبرك على حاجة ياحبيبتي، على العموم هخلي باباكي يقوله ييجي بالليل
كنت تايهة مش عارفة بعمل ايه، وعد كانت معايا، اختارتلي هلبس ايه
-شوف شوف الصحاب الندلة اللي هتتخطب وتنسى صحابها شوف
ضحكت-‏والله يا وعد يا حبيبتي لو حصل واتخطبت فعلا إنتِ ما هتسيبيه في حاله أبدا
-دا كدا كدا ياحبيبتي، مش هسيبه يخطفك مني لأ، ويلا بقا اطلعي عشان طنط متجيش تموتني
المفروض أكون دلوقتي متوترة وكدا، لكن أنا كنت حاسة إنه عادي، مش محتاجة أتوتر، هو خمس دقايق وهرفضه وخلصت الحكاية
بعد السلامات الكتيرة وكل دا قالوا هنسيبهم مع بعض شوية، وشي كان في الأرض، مش لأني مكسوفة، بس لأني مش بعرف أبص لعيون حد وهو بيكلمني
-ارفعي وشك عايز أشوف عيونك اللي حارماني منهم 3 شهور دول
كل التوتر والقلق والخوف والكسوف اللي مكنوش موجودين حضروا فجأة، أنا بحلم؟ بالله هل أنا بحلم فعلا؟ هو هنا بجد؟ هو منسينيش؟ يعني هو بيحبني أكيد؟
-أكيد طبعا هارية نفسك أسئلة دلوقتي في دماغك، وأيوة آه بحبك، وأنا هنا فعلا
اتخضيت-‏يخربيتك أنت بتخوفني منك كدا ليه
ضحك جامد-كيان أنا عارفك أكتر من نفسك
مكنتش عارفة أرد عليه
لقيته ابتسم فجأة وقال-"نظرة واحدة منكِ كانت كفيلة لكي يتعثر بكِ قلبُ أحدهم."
"كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#أروى_إيهاب

كيان الغيثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن